أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد القادر ملوك - عناصر معاداة السامية أو حدود التنوير قراءة في فصل بنفس العنوان من كتاب جدل التنوير لمؤلفيه: ماكس هوركهايمر و تيودور أدورنو (3)














المزيد.....

عناصر معاداة السامية أو حدود التنوير قراءة في فصل بنفس العنوان من كتاب جدل التنوير لمؤلفيه: ماكس هوركهايمر و تيودور أدورنو (3)


عبد القادر ملوك

الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 15:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف السبيل للخروج من هذا العداء المجاني؟
يرى المؤلف بان تحرر الفكر من السيطرة و القضاء على العنف، يجعلان من فكرة كون اليهودي كائنا بشريا فكرة مقبولة، و يمثل خطوة حاسمة للخروج من المجتمع المعادي للسامية الذي يدفع باليهود و غيرهم إلى المرض، آنذاك يمكن تأسيس المجتمع الإنساني. لأن التخلص من السيطرة يعني التصدي للإسقاط السيئ، و هي السيطرة التي عاجلا أم آجلا سينتصر عليها اليهودي باعتبار أنه لن يعود رمزا للشقاء الأعمى الذي يحل به و بغيره من المضطهدين.
و هذا ما نلمسه في آخر محور من هذا الفصل،حيث يستهل المؤلف تحليله بالتأكيد التالي: لم يعد ثمة معادون للسامية، فآخر من بقي منهم كانوا من اللبراليين الذين أرادوا التعبير عن رأيهم المعادي للبرالية. فمعاداة السامية هي أطروحة كانت مفتوحة على الخيار الذاتي المحض و مرتبطة بالطرح العرفي الذي كان ينطوي على كل مفردات الشوفينية. لقد كانت الأحكام المعادية للسامية شهادة على فكر متجمد و الآن لم يبق سوى هذا الفكر. فتقدم المجتمع الصناعي الذي يدعي أنه جاء مع نهاية قانون الإفقار الذي أوجده هذا المجتمع بالذات، قد اعدم الفكرة التي تبرر كامل النظام. لذلك فالإنسان الشخص و الإنسان الممثل للعقل قد تم إلغاؤه. ان جدل التنوير قد انقلب موضوعيا و تحول إلى جنون. و هو الجنون الذي صار ميزة المجتمع السياسي. فالتشيؤ الذي يظهر الدولة بمثابة واقع غير قابل للكسر من جانب الجماهير، لهو تشيؤ قد بلغ حدا تبدو معه كل عقوبة و كل محاولة للإيحاء بطبيعة الأشياء، بمثابة ايتوبيا غير مقبولة، أو انحراف تقسيمي، فحتى أوصاف الأفراد يتلقونها مباشرة من السلطة.
و انتصار الصناعة لم يتحقق بإعطاء الفرد كفايته بل بتنحيته كذات. و بذلك تتحقق عقلانيتها الكاملة التي تتحد مع الجنون، و الوسيط اليهودي لا يمثل بالفعل صورة الشيطان إلا لأنه لم يعد موجودا على الصعيد الاقتصادي، و لذلك حاولت إدارة الدول الكليانية إبعاد جزء من الشعب لأنه صار برأيها عديم النفع.
إن معاداة السامية، يضيف المؤلف، ليس صفة معادية للسامية بل هو سمة خاصة بكل عقلية تقبل توصيفا خاصا بها. و الحقد المفرط لكل ما هو مختلف لهو مرتبط غائيا بهذه الذهنية. و النخب المسؤولة عما حدت يصعب تحديدها بكل الأحوال ، ففي ضباب العلاقات بين الملكية و التملك و الأوامر و الإدارة، تفلت هذه النخب من أي تحديد نظري.
معاداة السامية، و بعد...
في نهاية هذا الفصل يحق لنا ربما أن نطرح بعض الأسئلة التي تستفزنا: معاداة السامية و بعد؟ ما الذي كان يهدف إليه المؤلف من وراء الحديث عن هذا الموضوع؟ هل كان يريد اطلاعنا على مأساة اليهود؟ ربما هذا العمل يقوم به المؤرخ اليهودي أفضل منه (أضفت كلمة اليهودي، لأنه سيعطي للحدث دراماتيكية أكثر و أقوى من غيره).
يبدو أن ما كان يصبو إليه المؤلف في نهاية هذا الفصل، تماشيا مع عنوان الكتاب "جدل التنوير"
و تماشيا كذلك مع النصف الثاني من عنوان هذا الفصل الموسوم ب"حدود التنوير" تلخصه العبارة الدالة التالية: إن التنوير و في امتلاء تملكه لنفسه، حين يصبح عنفا فإنه يصير قادرا على كسر التنوير.



#عبد_القادر_ملوك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عناصر معاداة السامية أو حدود التنوير قراءة في فصل بنفس العنو ...
- عناصر معاداة السامية أو حدود التنوير (قراءة في فصل بنفس العن ...
- الدولة الكاملة هي التي تنصت لهمس الضمير
- ديموقراطية أم تسوية خلاف


المزيد.....




- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة
- روبوت -شبحي-بشري- يعرض قدراته العضلية في فيديو مذهل!
- دراسة حديثة تعيد إحياء نظرية -دُحضت سابقا- عن سبب التوحد
- المخاطر الخفية للاعتماد العاطفي على الروبوتات
- ماذا يعني أن ترفض الصين تزويد أمريكا بالمعادن الأرضية النادر ...
- حلف شمال الأطلسي يختار اتجاهًا جديدًا للمواجهة العسكرية مع ر ...
- عقب زيارته الأولى للدوحة.. الرئيس السوري يوجه رسالة محبة وتق ...
- الإدارة الأمريكية توافق على صفقة صواريخ -ستينغر- للمغرب بقيم ...
- عشرات الغارات الأميركية على مناطق عدة من اليمن


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد القادر ملوك - عناصر معاداة السامية أو حدود التنوير قراءة في فصل بنفس العنوان من كتاب جدل التنوير لمؤلفيه: ماكس هوركهايمر و تيودور أدورنو (3)