اكرم البرغوثي
الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 13:17
المحور:
الادب والفن
اليوم الثاني في النكبة
كفي يديك عني...
لم يبقَ للوقت ما يتركه من حذق الحنظل على طرف اللسان،
لأحكي كم جميل ملمس يدكِ على جلدي
وفوق خاصرة الغواية،
لم تعد خيول الريح فرساً أسيّرها لتسبح في الذكرى...
منذ أزلٍ، السماء بيضاء أغلقت أبوابها لتهيم أرواح الضحايا
والقبور دون أسماءٍ فوق الشواهد...
عارية من اللون الرايات،
وأعلامي فوق الخيام باهتة
فكفي يديك عني
ما زال سطح البيت ينزف قرميده، واحدة فأخرى...
ما زالت روح الشهيد تحلق في فراغ
ما زال الأسير يصنع قمراً من الأقبية ويَعُدُ ثوانيه،
يحصيها لألى يبتلع الوقت مسام روحه
ويجف نهر الحياة...
وما زال قلبي دافئاً يُدق طرفه بين حجرين ويصرخ في صمت كلما هب الحنين
ولغزاً ما زال بسيطاً يحار كلما دُقَ ناقوسٌ،
تلك السفن تعودُ كما النوارس وإن بحزن بعد حرب تعود...
أما آن لي أن أسأل كيف يكون طعم الماءِ من النبع العتيق؟،
وكيف أمي غسلت كل أطياف الذكرى عن وجه البلاد؟
فانبجس النور يحكي
كيف للحنطة أن تقبل منجل الغريب؟
وكيف يكون طعم الرغيف من حنطة غيري؟
كفي يديك عني لأكف عن السؤال
قد تفقدت جرحي كاملاً
ولا زلت أحيا
وأرسم درباً أمضي لآخره
تلك الشواطئ لي
والبحر لي
وعصافير البلاد وسماؤها لي
كل شيء خطوة واحدة فقط وإن الأفق مستحيل..
#اكرم_البرغوثي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟