محمد الياسين
الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 01:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تأتي جولات رئيس حكومة " الأزمات " السيد نوري المالكي بعقد مجلس الوزراء في محافظة كركوك وقبل ذلك في البصرة ، بالتزامن مع خوضه حربا سياسية ضد خصومه التقليدين في " القائمة العراقية " وحلفاءه سابقا في" التحالف الكردستاني " ، لاضهار قوة حكومته وثباته شخصيا بإدارة الأزمة ، رغم مقاطعة وزراء التحالف الكردستاني لاجتماع كركوك ، وتصريح علي الدباغ الناطق بأسم الحكومة بقوله : ان اجتماع كركوك ذات طابعا سياسيا ، ومقاطعة وزراء التحالف الكردستاني لم يكن موفقا وكان عليهم الحضور" . وحديث المالكي أثناء عقد الاجتماع حمل كثير من الايحاءات الواضحة بإستفزاز ومناكفة الساسة الكرد وخاصة السيد مسعود البرزاني الذي خرج للمرة الاولى عن مربع مهادنة و مسايسة حكومة المركز بإتجاه تصعيد الأزمة ومواجهة المالكي ، وتلويحه بخيار سحب الثقة عن الحكومة أو الاطاحة بها بشكل أو بأخر .
إستضافة إقليم كردستان وخاصة السيد البرزاني لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي " المُطارد " قضائياً من قبل حكومة المركز ، يأتي في سياق الفعل ورد الفعل بمناكفة الكُرد للمالكي ، والزيارات الرسمية التي قام بها البرزاني مؤخرا للدول العربية وتحديداً دول الخليج " المتأزمة علاقاتها مع حكومة المالكي " ولقاء قادتها لمناقشة الازمة السياسية واشارة البرزاني صريحة برفض الكُرد وتخوفهم من عودة الدكتاتورية والاستفراد بالسلطة في العراق حملت كثير من رسائل الانزعاج والتهديد للمالكي .
تداعيات استمرار حكومة المالكي بخلق الازمات وادمتها عبر التصعيد السياسي والامني و الاعلامي إتجاه الاطراف الاخرى بدأ يصل الى داخل مكونات التحالف الوطني الذي لاشك في ان استمرار المالكي بممارساته الاستفزازية المتكررة واستفراده بالسلطة لن يبقيه متماسكاً ، خاصة و المتتبع لسياسات المالكي يجد انها تصب باتجاه اقامة سلطة بوليسية بإمتياز ومطلقة الولاء لشخصه ، كما ان استمراره بفتح جبهات الصراع والصدام السياسي داخليا و خارجيا على مصراعيها تضعف من جدوى فرضيات الحلول وتدفع بإتجاه اكثر لاقلمة وتدويل الازمة السياسية في العراق ، التي يبدوا من ملامحها انها دخلت النفق المظلم دون عودة .
#محمد_الياسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟