أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - كم نتعطش للحرية














المزيد.....

كم نتعطش للحرية


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ سقوط جدار برلين وانهيار المعسكر الاشتراكي، والعالم يبحث عن قطب آخر يصنع منه عدواً، يعطيه المسوغ لتدخلاته في دول ضعيفة محققاً مصالحه المبطنة.

وبدأت ورشة العمل الدولية المخابراتية في أن يكون هذا القطب هو الاسلام المتطرف، وانتشر الترهيب من خطر قيام الدولة الإسلامية الراديكالية كما في إيران المشغولة دوماً بتسويق ثورتها بين دول إسلامية أخرى تناصبها العداء التاريخي .

استضيف الخميني في باريس في فيلا تحاصرها حراسة تجاوزت ما كان يتمتع بها ميتران، وأطيح بالشاه الديكتاتور الحداثي و صديق الغرب، وهو الذي لم يجد دولة تضيفه بعد خروجه ومرضه، إلى أن أشفق عليه السادات ليموت في مصر وبدفن فيها .

خرج الاتحاد السوفيتي ذليلاً من أفعانستان مقر الجهاديين بمساعدة أميركية وغربية، لينقلب بعد ذلك السحر على الساحر وتصبح أميركا العدو الأول لإمارة القاعدة الوهمية ومن خلفها طالبان بحجةأن تدنيس قواته لطهارة الأراضي المقدسة، ليسوق ايضاً أن هذه الامارة وما تمثله من فكر سلفي، العدو الأساسي والرئيسي للحضارة العالمية .

وبات التعصب الاسلامي فوبيا في الغرب والشرق..

وفي تقليب لصفحات التاريخ، نكتشف أن الاسلام كدين وفكر لم يكن يوماً إقصائياً ولا دين عنف، وإذا ما قارناه بجميع الديانات لاكتشفنا، أن جميعها ودون استثناء قد لعبت دوراً قومياً للشعوب على مر التاريخ، وعن طريقها كانت الدول تتوسع وتنشر فكرها وثقافاتها، وقرأنا عن الحروب الدينية في كل اصقاع الأرض، وما سببت من كوارث ناتجة عن استغلال الدين لأغراض سياسية وشخصية .

ما يؤلمنا اليوم أن يكون الاسلام هو كبش الفداء، هو واجهة الارهاب، لينبش العالم فكر ابن تيمية ويعيد إحياؤه، ويشيعه على أنه محور الدين الاسلامي السمح .

ما يؤلمنا أكثر أننا ارتضينا ذلك وصدقناه لا بل شاركنا في ترويج هذا الفكر الهدام في جلد للذات فبتنا في موقع المدافع دوماً وسلخ دورنا الفاعل في إنتاج الحضارة .
وأول ما نتهم به من أخوتنا في المواطنة " للأسف " أننا أسياد العنف مزورين التاريخ والمنطق، في كذب ممجوج لأجل مصالح البقاء على الاستبداد والطغيان .

الديكتاتوريين العرب ومنهم نظام الأسد الفاجر، استخدم هذه الكذبة وغالى في استخدامها، كما فعل قبله مبارك والقذافي وعلي عبد الله صالح، جميعهم مهددين من القاعدة ومن الفكر السلفي.
صوروا أنفسهم على أن وجودهم برغم كل فسادهم وسرقاتهم هم الضمان الوحيد لعدم انتشار الفكر الذي يرهب العالم الحر .

أوروبا تخشى مستقبلها من الاسلاميين الموجودين على أرضها الروس يخشون الشيشان ويضيقون على حقوقهم، الصين تخشى والجميع يفعل ..
في حين أن المسلمين ما زالوا كمواطنين أوروبيين وأميركيين يعيشون كما الضيوف خارج اللعبة السياسية لأوطانهم، يعيشون سلبيتهم خشية أن يوصموا بالمزيد من هذه الصفات المزعجة والمدمرة .

وفي كل فترة يخرج انفجار هنا أو هناك أو خطف لطائرة، وتستنفر وسائل الاعلام الغربية على أن الخطر ماحق وأن الحضارة الانسانية تتهاوى تحت وقع ضربات الحقد .

ينسى العالم ونحن منهم أن الانسان إنسان، مهما كان لون وشكل ملبسه وطول قامته، هو واحد في جوهره وخصاله ، وأن له حقوق يجب أن تراعى وإلا انفجر ..

يتناسى الجميع أن الحرية مطلب إنساني وفي غيابها يختفي الابداع وتضمر الحضارة .

كم علينا أن ننتظر أفول هذه الحرب البشعة واختيار قطب آخر لا يلصق بنا فيأسرنا ويكبلنا أكثر ؟

كم علينا أن نستكين للعمائم التي تساهم في تسويق هذه الفكرة، ليشاركوا في تغييب أكسير الحياة وهي حرية والتعبير، والابداع تحت حجة الغيرة على الدين ؟

ألا نتحمل نحن المسؤولية في خنوعنا واستسلامنا، أليس لنا الحق في أن نحيا أسوة بكل البشر، دون أن نشعر بعقدة الانتماء والممارسة، وأن ننشغل طوال حياتنا القصيرة في الدفاع عن وهم ألصق بنا ؟

يقيني أننا يجب أن نبحث عن حريتنا وأن نحققها لكي نبني مستقبلنا الذي نستحق .
فالحرية هي طريقنا، حريتنا هي العدو الحقيقي للشعوب الطامعة في أن نكون ذليلين كالعبيد .
وأختم بالسؤال
من قال أن عصر العبودية قد انتهى، ربما تغير شكله لكننا نعيشه ونشكل فيه الطرف الأضعف والمقهور .
وأصرخ نعم نريد أن نتحرر من كل هذا الطغبان ..
وإننا سنتحرر .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاعدة فكرة أميركية بتنفيذ سوري
- حول سلمية الثورة السورية
- قمة في دمشق اليوم
- نحن مصرون على المحاسبة
- الحاجة لأن نكون بشر طبيعيون
- تصحيح المسار الثوري
- سوريا
- ما نقتقده في ثورتنا كي ننجح
- لو كنت مكانك أستاذ غليون
- كائنات رئيس كاليميكيا الفضائية صفراء اللون
- الأسد وإسرائيل
- لماذا حكم الأقلية
- ماذا بعد ؟
- الواجبات الضرورية الملقاة على عاتق الجالية السورية في الخارج
- استبشروا خيراً بما هو قادم
- الديكتاتورية والاستئثار بالسلطة
- خذلونا
- التغيير
- مجموعة أسئلة من وحي الزيارة
- كيف يقوم النظام السوري بالتحضير للعمليات الجهادية


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - كم نتعطش للحرية