أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أدباؤنا الراحلون: كيف نخلد ذكراهم؟؟














المزيد.....

أدباؤنا الراحلون: كيف نخلد ذكراهم؟؟


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 10:55
المحور: الادب والفن
    



لا ماء يبلل روحي
بعد هذه الغيابة
مادمت قد عشت ظامئاً بينكم
إلى الحب
والرغيف
والهواء

" كتابة على شاهدة قبرافتراضي لشاعر"


بعد رحيل أي مبدع، سواء أكان شاعراً، أو روائياً، أوقاصاً، أو حتى ناقداً، سرعان ما ينتبه إليه من حوله، مؤسسات ثقافية رسمية، أوأفراداً معنيين بتراثه الإبداعي، كي يحسوا بتأنيب الضمير،و"عقدة الذنب" تجاهه، في ما لوكانوا مقصرين بحقه، طالما كان حياً يواصل عطاءه بينهم، محاولين الاستعاضة عن ذلك، من خلال جملة إجراءات، منها ما هو موقوت، انفعالي، ومنها ما يكتسب صفة الديمومة، وهوما يأتي-عادة- في سياق الاعتراف بأهمية هؤلاء، والعرفان بالدورالإبداعي الذي لعبوه في حيوات شعوبهم، سواء أكان من خلال إرثهم الإبداعي، وحده، أو من خلال المواقف الحياتية التي قاموا بها، في سبيل خدمة أهلهم، ومجتمعاتهم، أو الإنسانية.

إن درجة الإحساس بالتقصير تجاه المبدعين الراحلين،تصل ذروتها، لدى من حولهم، في الحالات الطبيعية، العادية، في ما إذا كانوا منصفين لأبسط حقوق سواهم، أسوياء، في معادلة ارتباطهم الاجتماعية، والثقافية، والإبداعية، مع مجرد الإعلان عن موت أحد هؤلاء، وهويدفع بعضهم للتكفيرعن تقصيره تجاه الراحل، بالكتابة الفورية عنه، بيد أن مثل هذه الكتابة المتأخرة، في غير وقتها، لاتبرىء ذمة هذا الكاتب، في ما لو كان داخلاً ضمن دائرة الذين تقصدوا إهماله، أو الإساءة إليه، لدواع تتعلق بنسبة الغيرة الإبداعية التي تؤدي إلى العمى، والتهور، تجاه الناجحين، والمتفوقين، من قبل هذا الصنف، وهو سلوك موجود، للأسف، على نطاق واسع في مجتمعاتنا، حتى الآن....!.

وبعيداً، عن سلوك ردود الفعل، من قبل بعض المبدعين بحق غيرهم، وهو غيرلائق، أنى وجد، فإن هناك مواقف سلبية، تبدوتجاه بعض المبدعين، نتيجة آرائهم، إذ يتم تقويم شخوصهم، في مجتمعاتهم، من خلال تلك الآراء، بل تصل ردة الفعل، إلى مقام العدوانية،عندما تمس" لقمة رغيف"أطفال المبدع، كما في بعض البلدان المعروفة، بعدائها لحرية التعبيروالرأي.

باستعراض آراء، أعداد كبيرة، من المبدعين، في مناطق شتى من العالم، فإننا نجد، أن أكثرهؤلاء المبدعين، يركِّزعلى مسألة ضرورة تكريم المبدع في حياته، وليس بعد رحيله، وراح بعض هؤلاء يقول: أية فائدة سأكتسبها من تكريمي، بعد رحيلي عن هذا العالم، في ما إذا كنت أعيش في مجتمعي، مهمشاً، محاصراًبإساءات الآخرين، مجوعاً، يمارس التعتيم الإعلامي على ما أكتب، بينما يتم التركيز الإعلامي على كتابات من هم أقل موهبة إبداعية، أو ممن هم خاملو الإبداع. وحقيقة، فإن مثل هذا الرأي من قبل أي مبدع أصيل، مسكون بحب أهله، ووطنه، هومصيب، بل إنه يطرح الأسئلة الكثيرة التي تطرح نفسها، عادة، أثناء الفجيعة بأية قامة إبداعية، يعد عطاؤها الإبداعي كنزاً وطنياً، وإنسانياً، بل إن اسم هذا المبدع سيظل مدعاة افتخارشعبه به، وإن من كان يغلق في وجهه الأبواب، ويقصيه، بل ويمارس عليه كل أنواع الضغوطات، سيذهب في مهب النسيان، وفق سنة الحياة والتاريخ، وتجارب حيوات الشعوب.
وإذا كان من المسلم به، أن يتم تكريم المبدع في حياته، فإن في ذلك ما يخدم الإبداع نفسه، لأن من يتم تكريمه وهوحي، سيجد في نفسه كل محفزات الإبداع الأكبر، ناهيك عن أن تكريمه سيلاقي صدى طيباً لدى أقرانه من المبدعين الذين سيحثون الخطا، ماداموا يجدون أن جهود المبدعين الحقيقيين، لن تذهب سدى، وهوما سينعكس-في التالي-على الحالة الإبداعية، كما أنه-في المقابل-سيتأثرالمشهد الإبداعي، على نحو سلبي، في ظل ممارسات الجحود الفردية، أو المنظمة بحق المبدعين، في أي فضاء جغرافي، في العالم.
وإذا كنا، نشدد-هنا-على ضرورة تكريم المبدع في حياته، نظراً لمجمل الأسباب والدواعي المشارإليها، اعلاه، فإن تكريمه بعد رحيله، يبقى حقاً أعظم له، بذمة أهله، وإنه لمن أولويات هذا التكريم، إحياء ذكراه، وإعادة طباعة إبداعه، وحمايته، ووضعه بين أيدي الأجيال، في الكتب المدرسية، وإصدارجائزة باسمه، وقبل كل ذلك دراسة إبداعه، ناهيك عن الاهتمام بأسرته، لاسيما عندما يكون هناك قاصرون ميتمون، تركهم "لا ماء ولا شجر" وهم بحاجة إلى الرعاية، وألا يكون هذا التكريم مجرد"طفرة" انفعالية،تظهروتختفي، مع هول وشدة وقع صدمة غياب هذا المبدع....أو ذاك..!؟.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط المثقف
- النص الكامل لمحاكمة الشاعرة والشاعر:دفوعات الصوروإدانات الخي ...
- بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!
- الطفل والسياسة
- ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا
- أكرم كنعو في عليائه هناك..!
- سورياإلى أين؟ -2
- أول انتخابات ديمقراطية للكتاب السوريين وفوز أربعة كتاب كرد
- ثورة القراءة
- بين الصورة والصورة المعاكسة : الشرق والغرب مرة أخرى
- إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة
- شخصية- الدسَاس- في الأدب
- أزمة -شخصية البطل-
- صناعة التفاؤل
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أدباؤنا الراحلون: كيف نخلد ذكراهم؟؟