أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياقو بلو - رسائل حب لم تقرأها أمي














المزيد.....


رسائل حب لم تقرأها أمي


ياقو بلو

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 10:55
المحور: الادب والفن
    


رسائل حب لم تقرأها أُمي*
(الرسالة الاولى لمناسبة يومها)
ياقو بلو
-1-
من أي الاصواب آتيك بحديثي،
وأي القصص اروي لك يا امي؟
يا فداء العمر الوليد في عمري...
حنانيك لا يفيض فيك عتاب الحنين.
لنستذكر الصمت اولا،في مشهد
الوداع الذي فاتنا بالامس يا أُمي؟
هل أحدثك عن جحيم هناك البعيد؟
كانت عيناي معصومتان
عن وجوه الداخلين والخارجين،
والريح تلفح وجهي في اكف الضاربين.
هجست ان الارض تطير...
وصدى صوت الخفير يميد داخلي:
خذوه الى الشعبة الرابعة...
ليتولى أمر ابن العاهرة هذا
عريف عبد الزهرة
قبل ان يتوضأ ويصلي الفجر وينام.
-2-
أظنني،او هكذا خيل لي يا امي...
اني كنت نزيل زنانة رقم 16 الاخير.
أظنني فتحت عيوني خلسة،ثم اغلقتها.
ارجوك لا تعاتبيني يا امي
كان كل الذي أراه ولا اراه سواء
أرجوحة...
حشرجات وجلة،وهسهسة طنين انين،
ونور تذوب وهجة ذبالته...
في عيون ندبة حمقاء على الجدار.
كان حيث أمد جزءً مني فضاء،
وأبواب موصدة باللعنات.
إن أوان الزمان في ذاك الجحر يا امي
لا يفقه سرها حتى السجان.
-3-
هنا،عرفت ان ضيوف هذه الديار
أموات بمشيئة من لا يدري...
من الانس والجان متى يشاء،
ومتى لا يشاء،وماذا يشاء.
كم كان مر من الايام لا أدري.
هنا يستوي...
دبيب انطباق الارض على السماء،
كما انطباق انفاس العشاق
في زحمة خيالات التمنيات...
على شفاه ورود ستائر حبيباتهم البيضاء.
-4-
البارحة،عرفت اني استيقظت يا امي.
اعذريني ارجوك إني لم ابرق لك،
ونسيت أن في الوجع أن احدثك...
عن وداعة كلاب أواخر ليل السكارى،
وصمت انين العشاق الفقراء،
والمغربين في حنين اوطانهم يا أمي.
يا وجع نور دمع قلبك يا امي...
تهت تلك الليلة
بين اطلال الرطوبة
على هاتيك الندوب في سمرة الجدران،
وسريت بأنظاري رحلة الجنادب الى السماء.
لم يعد سوى الفراغ هناك ....
وضراعات عبد الرحمن...
ذاك الشيء الضئيل تملأ حولي المكان.
-5-
أُقسم لك ببياض شعرك...
وبظلال الاوجاع في عينيك،
وبهامة الخلق...
والحياة على جبينك يا امي:
كانوا قوما قساة جفاة
لكنهم،علموني هناك يا أمي...
ان ضائقة عشق الوطن
لا تكسرها ادعية صغيرات العجائز،
ولا دموع الامهات والحبيبات...
المطحونة بسنابك خيل فرسان الحكايات.
-6-
ذات أوان فجر يوم ما.
على غير عادة كل الايام.
نادوا على كل الاسماء.
فتحوا كل الابواب.
كدسنا عربف عبد الزهرة فوق بعضنا.
قال مخاطبا أينعنا عمرا:
ما أسمك ايها الشيوعي النجس؟
:- عمر عبد الزراق حسين.
ثم أشار بسباته المبتورة
الى شبه أشلاه بشر...
تختبأ أنفاسه خلف فوضى قروح وجهه.
وأنت ايها الصفوي المجوسي ما اسمك؟
:- عبد الحسين ضمد ياسين.
ثم جمح الغيض بعبد الزهرة وقال:
وانت ايها الصهيوني الصليبي...
أأسمك جورج بوش أيها العميل؟
:- أسمي بطرس يوسف بطرس داود.
وحين أُغلقت ثانية علينا الابواب.
أمر كبير عيون القائد على الرعية...
أن يردد صرير أبواب الزنزانات
"أُمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
وحدة حرية اشتراكية
الله أكبر،الله اكبر،الله اكبر
وليخسأ الخاسؤون"
مزينة بفِصحِ ألوان دماء...
عمر
وعبد الحسين
وبطرس.
وتُمسحَ اسماؤهم قبل بدأ الصباح
في صفحات سجل الموجودات.

*أحداث هذه الحكاية والاف كثيرة مثلها وقعت في سجون ومعتقلات النظام الصدامي المجرم.



#ياقو_بلو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى صديقة مصرية
- وصية مواطن التقيته هناك
- مقاطع مجتزئة من حكاية مهترئة
- انهار السماء لا تروي الغرباء
- انهم يحرثون حقول الورد بمخالب البارود
- بعد ان بان شعر تلك المرأة،عرفت انها امي
- ليس دفاعا عن الدكتور كامل النجار،انما انصافا للعقل والعلم
- امنية امي غير المشروعة في زمن الثورة
- قولي ما تشائين،ودعيني احبك كما اشاء
- وصية رجل ثمل برائحة الموت
- حينما تذكرت...كان الاوان قد فات
- يا ليت ثورات العرب تخرج نت معطفك
- يا ليت ثورات العرب تخرج من معطفك
- مشوار العشق الاخير في رحلة تيتانك
- ترانيم وحشية لمساء السبت
- تحية اكبار واجلال للمرأة في يومها
- أنا أُحبك.متى تتذكرين أن تحبيني؟
- أنا أحتقرهم فقط،فلا تتعجبوا!
- جمعة البعث والقيامة
- إنهم يجهضون ثورة تونس


المزيد.....




- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياقو بلو - رسائل حب لم تقرأها أمي