شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 12:29
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ملاحظة : أود أن أشكر الأخ الأستاذ رعد الحافظ على تنبيهي بوجود بعض التعليقات باسم ( شامل ) فقط دون ( عبد العزيز ) على بعض المقالات الدينية , منذ فترة طويلة حصل الطلاق البائن بيني وبين هكذا كتابات , لذلك لا اعرف ماذا يدور ومن يكتب , كل تعليق باسم ( شامل ) دون ( عبد العزيز ) هي تعليقات لا تعود ليّ وأنا لا أقرأ ولا اعلّق على المقالات التي تتناول الأديان مهما كان صاحبها حتى لو " يعقوب ابراهامي " ( هو لا يفعلها ) لذا اقتضى التنويه .
كما أقدم شكري وتقديري للحوار المتمدّن الذي قام بمعالجة هذا الأمر .
نعود لموضوعنا :
أهم شيء هو أن لا تتوقف عن السؤال / اينشتاين / .
الحديث عن العالم ريتشارد دوكينز حديث ذو شجون , هناك من يكرهه ( على صفحات الحوار المتمدّن أنا أعرفهم وبالأسماء ) علماً أن مسالة مناقشة الأفكار لا تحتاج لما يسمى – الحب أو الكراهية – من خلال الرابط – في أسفل المقال – سوف أقوم بترجمة الأفكار بتصرف .
في حوار له مع صديقة تقول :
العلم مكننا من إرسال مركبات فضائية إلى نبتون والقضاء على الجدري واختراع كمبيوترات فائقة السرعة تستطيع أن تقوم بستين تريليون عمليّة حسابية في الثانية ( من كان يتصور ذلك ) ؟ هكذا هي الحياة في كل لحظة هناك تطوّر وهناك من يريد العودة بنا إلى الكهوف .
العلم حررنا من الخرافات ( هي تتحدث عن الغرب , أما الشرق وخصوصاً دولنا الحبيبة فاعتقد بأن الوقت لازال مبكراً , نحتاج لسنوات ضوئية طبعاً ) .
مكننا تقول صديقة دوكينز من بناء قاعدتنا المعرفية على أساس الأدلة العلميّة .
حسناً , مكن أغلبنا ( الغرب ) , الشرق ليس له علاقة لأن القاعدة معكوسة – لازالت الخرافة هي التي نبني عليها قاعدتنا المعرفية ونستخلص ذلك من الكتب المقدّسة فنحن ننتظر ظهور المسيح وعودته إلى العالم أو المهدي المنتظر حسب التعبير الإسلامي .
في الغرب ( لا توجد مقارنة مع الشرق ) استطاعت المنظمات الدينية من إفساد حياتنا , هذا في الغرب ولكن في الشرق ماذا حصل هل فقط إفساد حياتنا , التخلف – الطائفية – الكراهيّة – التنمية – التعليم – الخ .
للعلم نظرية داروين في أميركا ممنوع تدريسها وتوجد معارضة شديدة من قبل الكنيسة , فهل تعتقدون بأن نظرية داروين سوف نقرأها في مدارسنا ؟
إذا في أميركا – الكنيسة ترفض , في الصومال ما هو الحال , على سبيل المثال لا الحصر .
يلتقي دوكينز مع مسلم فيقول له صاحب اللحية :
أنت تُلبس النساء كالعاهرات في الشوارع ( هكذا يظن المسلم الذي يحاور دوكينز ) أنه مسؤول عن ارتداء المرأة لملابسها ؟
أنا لا ألبسهن هن يلبسن ما يردن يقول دوكينز لصاحب اللحية .
نعم ولكنّك تتعامل مع هذا الأمر كأنه أمر طبيعي يقول المسلم ل دوكينز .
الحوار بدون فائدة , يتركه ثمّ يمضي .
الاختلاف أعمق حتى من الأديان , هذه هي العبارة الختامية للحديث مع صاحبنا المسلم .
يقول الأستاذ سيد ألقمني " نحن نرى الغرب بعيوننا التي لا ترى في حضارتهم سوى الأفخاذ العارية , لأننا بين الأفخاذ نركز عيوننا فيكون العيب في عيوننا وليس في الأفخاذ "
هذا هو حال الشرقي , عربي – كوردي – مسيحي – مسلم – سني – شيعي , لا فرق .
هناك طريقان للنظر إلى العالم من حولنا :
إمّا من خلال الإيمان بالخرافة ( بانتظار المخلّص ) أو من خلال المنطق والتحليل والأدلة العلميّة ( عن طريق العقل ) .
اليوم يجد العقل نفسه في معركة , إذن واجب دوكينز ومن معه ومن يؤيده مواجهة وباء الخرافة والتفكير – غير المنطقي –
لنبدأ بموضوع قد يبدو غريباً وهو الأبراج ( برجك إيه قولي عليه ) ؟
هؤلاء يحققون أرباحاً بالملايين في مجتمعاتنا , ما هو السبب ؟ أنا لا ادري ؟
أحدهم يسأل دوكينز , هل تعرف أحدا في عالم الأرواح أسمه – جالرز ؟ يقول أومن أنه حقيقة " أي عالم الأرواح " يقول له دوكينز " تؤمن بذلك حقاً " ؟
أؤمن به 100 % بالرغم من أن الأمر يتعارض مع عقلي ( هل هذا هو الغباء ) ؟
التنجيم يقودنا إلى الإله المقدّس يقول المنجم , ودوكينز لا يحب هذا الأمر .
يخشى دوكينز أن هذا الأمر ينتج جيل من المنجمين الذين يدفعوننا إلى الهرب من الواقع .
يقول دوكينز " كعالم لا اعتقد أن تجاهلنا مع الخرافة هو شيء غير مضر "
بل العكس هو الصحيح " إنها تقوض تمدننا "
المنطق واحترام الأدلة العلميّة هو مصدر تطوّرنا الحضاري .
هو حصننا ضدّ الغلو والدجالين الذين يجمعون الأموال بتغييب الحقيقة .
نحن نعيش في أوقات خطيرة حيث تحقق الخرافة المكاسب على الأرض ويهاجم العلم .
قبل 300 عام – في عصر التنوير – العلماء والفلاسفة من أمثال – غاليلو – ديفيد هيوم - امتلكوا الشجاعة للدفاع عن المبادئ الفكرية والعقل , العلوم الحقيقية التي أبدعوا فيها منحتنا فوائد ملموسة جمة ( بينما لم تمنحنا الأديان ومنذ أكثر من 2500 سنة أي فائدة ) .
كل شيء ابتداءّ من المضادات الحيوية – الكهرباء – المجاري – أنظمة الستلايت وهي ليست فقط تقدماً في الآلات بل حققت لنا الراحة في العيش والرفاهيّة والطب الحديث بالإضافة إلى التطوّر الصناعي والتكنولوجي وجعلتنا نمتلك الوقت الكافي للتعليم والإبداع والتأمل في الوجود وبالرغم من هذا العالم الجميل الذي حققه لنا العقل فإن الأفكار البدائيّة المظلمة ترجع بنا إلى الوراء من خلال نشر الخرافة .
حسب رأي دوكينز الكثيرون يفضلون الخرافة على العلم , حسب طنّي لأنها الأسهل ولا تحتاج لأي جهد والاستسلام طريق سهل لهم .
غير العقلانيّة منسوجة في حياتنا , نحن نقع في شرك أوهاماً بدون تفكير .
عالم الأبراج منتشر بشدة لدرجة أن كل واحد منا تقريباً تمّ تلقينه على أكذوبة الأبراج وعلاقتها بالنجوم .
يؤمن ربع الشعب البريطاني ( في عام 2006 كان عدد نفوسهم أكثر من 60 مليون ) أي حوالي أكثر من 15 مليون بريطاني يؤمن بالتنجيم ( كم هو العدد في عالمنا , اعتقد بأن كارثة تسونامي أسهل بكثير مما نحن فيه ) .
هذه النسبة أي التنجيم أكبر من نسبة الاعتقاد بأي رب من أرباب الأديان .
كل يوم تزداد المساحة الممنوحة للأبراج في الصحف اليوميّة على المساحة الممنوحة للمواضيع العلميّة ( بدون أمثلة أفضل من خلال قراءة الحظ والأبراج الخ ) ؟
كيف ستكون ردة فعلنا إن نشرت جريدة يوميّة ما نصه :
الألمان : أنتم مجدون بالعمل ومنهجيون وهذا سوف يخدمكم أثناء عملكم لهذا اليوم وكذلك في علاقاتكم الشخصيّة خصوصاً هذا المساء ؟
عليك أن تحدد من ميولك الخاصة لتطيع الأوامر ؟
الصينيون : الغموض يمكن أن يكون مفيداً لكم ولكن قد يضركم اليوم ؟
البريطانيون : جمود عواطفكم قد يساعدكم في إبرام صفقة جيّدة في العمل ؟
وهكذا لأثني عشر قوميّة في جريدة واحدة يقرأ منها دوكينز .
ناهيكم عن " حبيب سوف يعود هذا المساء , أموال قد تأتيك , مكافأة قريبة , الخ الخزعبلات التي نقرأها هنا وهناك ؟
بالتأكيد أن الأبراج ليست بهذه الحدة والهجوميّة ؟
ولكن علينا أن نسأل أنفسنا , ما الفرق بين تعميمها والمثال السابق ؟
كلاهما مذنبان في تقسيم البشر إلى مجاميع متفرقة بدون الاستناد على أي دليل .
كيف يستطيع مروجوا هذه الخرافات تبرير أفعالهم ؟
( كنت اعتقد دائماً بأن العلم سيتمكن من إزالة هذه الخرافات بدخولنا القرن الحادي والعشرين ) ؟ مع ذلك تجد وفي كل يوم ( حتى على صفحات الحوار المتمدّن ) أن هناك من يحاول العودة بنا إلى خرافات الماضي .
التنجيم : هو نظام اعتقاد بدائي تطوّر ليصل إلى مرتبة العلوم الزائفة .
هو يصور الإنسان على انه مركز الكون , يصور لنا أن لحركة الكواكب بالآلات على التغيرات التي ستحصل لحياتنا العمليّة " و العاطفيّة " أهم شيء " العاطفيّة " ؟ يا لبؤسنا ؟
وجد التنجيم بواسطة الفيلسوف " بطليموس " ولم يتطوّر منذ ذلك الزمن بالرغم من اكتشاف كواكب جديدة وتغيّر انحراف محور الأرض والذي حرف أبراج بطليموس من 23 درجة .
فكرة الأبراج كانت غير معقولة حين اختراعها وهي غير معقولة أكثر الآن .
( من سرق مالي , قراءة النجوم تعني أنها سوف تعرف من السارق ) ؟
سؤال : هل التأثيرات الفيزيائيّة للكواكب تؤثر مباشرة علينا بطريقة ما نحن البشر ؟ يسأل دوكينز أحدهم ؟
الجواب من المنجم ( لديه شك من أن دوكينز يستخف به ) :
اعتقد أنه من الصعب جداً أن نستنتج ذلك , اعتقد أن محاولتك لفهم التنجيم على انه عامل سلبي , اعتقد أن ذلك صعب جداً تصوره , اعتقد أن عليك أن تنظر إلى الكواكب كعوامل للدلالة .
يستمر فيقول : عندما تنظر إلى دوران زحل حول الأبراج لها دلالات قوية كما سوف يحدث في حياة الأفراد ؟
يقول له دوكينز : أنا لا استطيع أن أتفهم كيف أن تكون للكواكب حتى دلالات , أعني كيف بالإمكان لظهور زحل أن تكون لها أي دلالة على ما سوف يحدث فسلجيّاً في جسم شخص ما ؟ كان جواب المنجم " أنا أخبرتك لا أعلم وأنها من الأسرار الغامضة " ؟ يا للكارثة ؟
هذه الطريقة يستخدمها رجال الدين مع الناس البسطاء أو السذج ولذلك يكتفون بالصمت والتسليم مع العلم أن اينشتاين " لا يوافق " ؟
الذي ليس من الأسرار الغامضة " يقول دوكينز " هو لماذا " تجذب أعمدة الأبراج هذا العدد الكبير من القراء " ؟ علماء النفس تعرفوا على ما نطلق عليه اسم ظاهرة " تأثير بارنوم " وهي اعتقاد لشخص بان جملة ما تنطبق عليه بدقة بينما هي عامة جداً بحيث أنها تنطبق على أي إنسان ..
التنجيم يضلل الناس ويعرقل التقدّم العلمي ويُحقر الكون .
هناك حديث إسلامي يقول " كذب المنجمون ولو صدقوا " وبالرغم من هذا النهي إلاّ أننا نلهث وراء التنجيم والسحر ,, لماذا ؟ لا ادري ؟
هناك طرق أكثر فائدة للنظر إلى الكون , علم الفلك هو انتصار للعقل البشري – علم حقيقي يرفد يومياً بأدلة جديدة .
يقول دوكينز :
التحري الحقيقي هو النظر إلى درب التبانة – مجرتنا – أو أخرج إلى البر في ليلة محاق ( وليس أغنية " يمّة القمر عالباب " نم على ظهرك وأنظر إلى النجوم – منظر يوقف القلب وأنت ترى مئات المليارات من النجوم تدور داخل كون يتسع بسرعة ملايين الأميال يومياً – الضوء أقرب النجوم إلينا بدأ رحلته في عصر الديناصورات ( هناك ديناصورات على صفحات الحوار المتمدن ومن كافة الأطياف ) .
بالرغم من هذه الاكتشافات العلميّة المذهلة لا زالت مجتمعاتنا تعيش في عصر الخرافة ( حسب اعتقادي أن دوكينز وباللهجة العراقية " بطران " إذا كان الغرب بهذا التوصيف عند دوكينز فأنا ادعوه لزيارة الشرق أو قراءة بعض المقالات الدينيّة من على صفحات الحوار المتمدّن أو بعض التعليقات ومن الطرفين عند ذلك سوف يسجد دوكينز لله شاكراً أنه في نعمة ما بعدها نعمة " دوكينز لا يشتري جميع الآلهة بقشر بصلة وأنا معه " .
نصف المجتمع البريطاني يؤمن بالمعجزات ( نحن 99 % ) .
أكثر من ثمانية ملايين بريطاني حضروا جلسة لتحضير الأرواح ( مصر لوحدها أكثر من 40 مليون ) .
جلسة تحضير الأرواح " أصوات من الماضي سوف تعطينا لمحات عن المستقبل "
بدون تعليق ؟
ختاماً مع المتنبي :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ..
وبتصرف من أحدهم مع الاعتذار لشاعرنا المتنبي :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو البلادة في غبائه ينعمُ ..
/ ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟