أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء














المزيد.....

وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
كتب مروان صباح / عندما يُضّرب المثل الأعلى لدى المجتمعات وتتبدل المعايير حتى تلامس تلك العقول التى في الرؤوس ليصبح الجاهل هو الأعلم والقصير أطول والقبيح أجمل فعلينا جميعناً دون استثناء إن رضينا أو لم نرضى أن نقدم اعتذارات من الجاهل كي يرضى والقصير أن نقوس ساقينا حين نراه كي يستريح وأن ندفع من مالنا الحر لشراء بعض المساحيق التجميلية للقبيح كي يستطيع الخلود إلى النوم لكن للقضية أبعادها المحذوفة ليست عبثية كما يصورها البعض أو يحيلها إلى الأنماط السائدة التى بدورها أفرزت هؤلاء وجعلتهم يتدافعون إلى الصف الأول محتلين أماكن من المستحيل في الظروف الطبيعية أن يتواجدوا فيها بل حولها إلا أنها حصلت ومستمرة في جميع المجالات ليتحول المثل الأعلى إلى سلّم يتناوبوا الأشباه والسعادين في التسلق بعد أن حاصروه بقوة خفية وتهشيمه ضمن مؤامرة الإقصاء التى تعود إلى زمن لمن قيل له إقرأ .
لا بد للمنسوب الاستغناء والاستحقاق أن يتصدر المشهد بقوة ويزداد يوماً بعد الأخر ارتفاعاً عند كل من لديه كفاءة وكرامة في ظل تنافس لا يعترف أبداً بالجدارة بل يعتمد كلياً على سلوكيات الوضاعة وأخواتها وشعارها القائم الذي لا يزاح عنه هو فشل أخي نجاحي ففي هذه الفوضى التى أوشكت على الاكتمال لتصبح نظاماً معكوساً كما يحدث لعقارب الساعة تجري إلى الوراء فلا مجال أمام المجتهد إلا الانسحاب بهدوء أو الهجرة إلى من يُشبههم أو يشبهوه تارك سائقي الصواني مطأطئي الرؤوس منبطحي السلوك الذين لا يعرفوا من قاموس لغتنا العربية الذي تجاوز 6 ملايين كلمة إلا نعم وشريكاتهم في الحياة سكرتيرات العصر الذين بسببهم دخلت الأسواق العالمية بأزمات متواصلة لِشُحّ الأصباغ التى يضعوها على الوجوه بالإضافة إلى تلوين شعورهن ونتف الحاجبين وتركيب الرموش الاصطناعية لتكثيفها بل أوغلوا بِغّش أصحاب القرار بإنتفاخات السيليكون ثم يبكون جميعاً دون أن يراهم من أستطاع تسمينهم أخر الليل من كثافة المشقة في خلع ما هو اصطناعي ولم تتوقف المسألة عند هذا الحد وبعد تشخيص الحال الذي وصلنا إليه أتت الأسئلة التى تضعنا الآن في حيز التأمل للكماليات المصطنعة التى زودوا بها بشكل مقصود من شهادات علمية هي في حقيقتها بعد معاينة الأشخاص عن قرب أقل قيمة من أوراق يلتف بها حبات الفلافل كي يكتمل السيناريو المعد مسبقاً في تهجير الكفاءات والمراجع السياسية والتاريخية والشخصيات التى تتمتع بالكريزما القيادية ليتحول المشهد إلى مسرح دمى لا فرق بين الوزير والغفير وتتشابك الأمور حدّ التعقيد فمن كان قبل قليل يذوب احتراقا كي يحصل على وظيفة صغيرة يصبح نتيجة التزلف والاستجداء وزيراً أو سفيراً وتتحول منطقة الموّاقع إلى صراع للانتهازية ومنّ لا يمتلك القدرة في تقديم تنازلات بشتى أصنافها يبقى في دائرة الإهمال والنبذ مما يجعلنا أن نتصور لما يجري وراء ستارة المسرح حسب نظرية بافلوف بعد الحرمان المزمن للنعم التى تتدفق فجأة دون إنذار ماذا يمكن أن يكون فلا مجال أبداً للطفولة أن تحصن من الانتهاك ولا الشيخوخة محمية من الإهانة ولا يعد هناك مساحة بين هذه المنطقة الصفراء للعيش حياة كريمة لأن تسونامي الحرمان الفائض سيكون السباق من أي شي وسيحطم الأسوار التى بنيت في الماضي لأن شأنها شأن أن كل شيء قد استباح حيث كل ما على هذه الارض يمكن اختطافه .
عندما تغيب الديمقراطية ويصبح المواطن لا قيمة لصوته تتقدم البدائل المصطنعة لأي تغيير شكلي ويحرص أن تكون منزوعة الدسم السياسي أولا ً وممنوعة من الصرف ثانياً وصالحة فقط للعرض أو لالتقاط الصور ، فالميدان قد أفرغ من أي محتوى تنافسي أو اختباري ويصعب تحديده بل يستحيل إذ ما التجأنا إلى القياس لأن ما هو قائم ومتوفر هولامي وهوائي لهذا قد تجرأت الناس في التدافع نحو الكرسي والرتب حيث لا اختبار حقيقي والتكلفة صفر بل العكس فيها امتلاء الكروش وتضخم الذات الجريحة الكاذبة مما جعلهم أن يتورطوا في ترصيع صدورهم بالنياشين والصور التذكارية لأنها في حقيقتها أقل قيمة من أغطية الزجاجات وأصبحوا في كل صباح يئدوا التحية في المرايا لأنفسهم لأنهم أعتقد كل فرد منهم بأنه نابليون لكن بلا إمبراطورية وديغول بلا فرنسا وستالين بلا روسيا الحمراء وبين هذه الحفلات التنكرية أحمد الله على نعمة أن أكون بعيداً وخارج علاقات النفعية والشللية .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن
- القيامة بصياغة بشرية
- توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
- قبيحة وتزداد قبحاً
- عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب
- انتحر الحب
- الجميع متهمين على أن تثبت براءتهم
- بافلوفية
- أحياء لكنهم شهداء
- بين الأشباه والسعاديين
- أصوات بُحّت لفرط الصراخ
- منطقة الصفر
- الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له
- لطخت النوافذ الأنيقة لشدة الدم
- مهما علا كعبه ستنتقل الدولة من حكم العائلة إلى الشعب
- أنوف متدربة على الاشتمام


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء