|
اتفاقية اربيل غيت الجزء(1)
عبدالصمد السويلم
الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 09:26
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
مشروع بايدن (سايكس –بيكو )القرن الواحد والعشرين اعادة لانتاج الاحتلال والديكتاتورية الجزء(1) على البال ياوطننا يقول الشاعر اللبناني على البال ياوطننا كلّ البلد اختلف ببعضُه كلّ واحد عندُه موّال الزّعماء، الوزراء، المدراء، السّفراء اختلفوا حتّى عَ الموّال كلّ سياسيّ مزبّط حالُه شعبُه مديون و طفران العترة عَ هالشّعب اللّي عايش مذلول بوطنُه منهان كيف بدُّه البلد يتصلّح قسّمتونا فريقين كلّ واحد آخدنا لمطرح مش عارفين واصلين لوين قالوا اجتمعوا اقتنعوا استمعوا و نطرنا يصدر بيان تاري اللّعبة مش بإيدُن القرار بتاني بلدان عَ البال يا وطننا ماشي الحال و تعوّدنا ما في رجال تحمي بلدنا ديون و مال و افتقرنا عَ البال هيدي الدّولة فيها رجال بتسرق دولة ماشي النّهب كلُّه حولي كتر الدّين و تبهدلنا حاجي تبكوا حاجي تشكوا نحنا شعب ما منثور لا تضامننا و لا أضربنا ما طلّعنا ولا منشور و المواطن صار مسيّر خلف الزّعماء عم بيدور كلّ سياسيّ مزبّط حالُه عايش بأحسن قصور تاري اللّي عم بيدير اللّعبة بيحرّكهم بالخيطان نزعوا الدّول العربيّة و بلدنا أصلًا خربان عَ البال يا وطننا ماشي الحال و تعوّدنا ما في رجال تحمي بلدنا ديون و مال و افتقرنا عَ البال هيدي الدّولة فيها رجال بتسرق دولة ماشي النّهب كلُّه حولي كتر الدّين و تبهدلنا
يتحدث التاريخ على ان الشعوب التي لا تثور ضد الطغاة لا تستحق الحياة، وذكر التاريخ ايضا ان البلاد التي يوجد فيها اختلافات جذرية طائفية او عرقية لا يمكن ان تحدث فيها ثورة الا اذا كانت ارادة التغيير لدى الشعب اعلى واعمق واقوى من تلك الاختلاف. ان العراق عراق الازمات من ازمة الهوية الى ازمة الانتماء ما انفك سياسيوه وقادة شعبها عن ان يوجدوا الا في ظل صناعة الازمات المفتعلة تحت ادارة مخرج المسرح السياسي العالمي الادارة الامريكية الذي اعطى لكل منهم دورا مفتعلا في مسرحية بائسة كبدائل ومنفذي ارادة للإمبريالية العدائية. ان هؤلاء القادة ليسوا مختلفين ابدا وليسوا في صراع حقيقي بل ان صراعهم مفتعل لتكريس التجزئة والتمزق في لحمة الشعب العراقي وفرض التقسيم والاحتلال الغير مباشر كأمر واقع .ولا غرابة في ذلك فهم لا ينتمون الا الى انفسهم وانفسهم فقط فالكردي منهم ليس بكردي الانتماء ولا السني منهم سني الانتماء ولا الشيعي كذلك هذا فضلا عن انهم لا انتماء عراقي وطني لهم اصلا. انهم (وفي اعادة انتاج جديد لدكتاتورية اقل قمعا واقل دموية ) يريدون من المواطن العراقي ان لا يرى ، لا يسمع ،لا يتكلم ،لا يفكر ، لا يقرر وان يكون مجرد تابع فقط وصوت انتخابي لا غير اي عبد مسير فليست السلطة في العراق للشعب. لقد كان عادل رؤوف محقا في تشخيصه للازمة العراقية حين قال بان العراق بلا قيادة وان القيادات الصورية فيه بدلا من ان تكون انبياء هداة قد تحولوا الى اصنام. انهم باختصار مجموعة من لا تنفذا الا الارادة الامريكية سواء عن علم وعمد ام عن جهل وعجز ولا غرابة في ذلك فلقد كان التضليل الاعلامي الامريكي في التظاهر للعداء لصدام غير ناجح في التغطية على عمالته ،حيث حرصت الولايات المتحدة على ابقائها في السلطة ودعمه في اجهاض الانتفاضة الشعبانية وما بعدها من انتفاضات واحداث عصفت بنظامه حكمه فاقد كان المنفذ الحقيقي لإرادتها. اليس هو من صنع اقليم كردستان والملاذ الامن؟! اليس هو من دخل بقواته الى كردستان بموافقة امريكية في الاقتتال بين البارزاني والطالباني رغم الحظر الجوي والبري الامريكي. اليس هو من مهد لزرع بؤر الوهابية واتى بالفدائيين العرب الارهابين وتعاون مع القاعدة ووضع اسس الفساد الاداري والرشاوى ومهد للإرهاب بعد احتلال الكويت في العراق تمهيدا لمرحلة ما بعد سقوط بغداد انه نموذج للعميل المثالي وبنجاح ساحق حتى الرمق الاخير. ما هي اتفاقية اربيل اختلفت الاقوال والتصريحات والوثائق المعروضة حول اتفاقية اربيل التي تشكلت الحكومة العراقية بموجبها واضطر المالكي لتوقيعها لأجل ولاية جديدة له الى درجة تثير الشك والريبة في طبيعة بنودها السرية وفي حقيقة ما ينشر ويقال عنها. فنائب يقول بان الاتفاقية سرية لا يعلم بها الا ثلاثة اشخاص(البارزاني-علاوي-المالكي) واخر يقول بانها تحتوي على 41 مادة منها 8 مواد لصالح العراقية و19 مادة لصالح الكردستاني والباقي مجهول وينشر موقع براثا بنود الاتفاقية( بحسب زعمه )عن طريق التحالف الوطني(ناقصة بالطبع غير كاملة) وتنشر المواقع الكردية بنودا اخرى مغايرة لما نشره التحالف(ناقصة بالطبع غير كاملة ايضا) وتنشر مواقع العراقية بنودا ناقصة ايضا مغايرة لما نشرته مواقع التحالف الوطني والكردستاني . وطبعا لو بحث في النت لن تجد لا في المواقع العراقية والعربية ولا الامريكية ولا الاسرائيلية اي شيء يمكن ان يعد وثيقة حقيقية عن الاتفاقية محل النزاع. ومن سخرية اقدر الذي فضحت فيه الاكاذيب ان العراقية تقول ان حقيبة الدفاع هي من حصة العراقية بموجب اتفاقية اربيل ويرد عليها ائتلاف القانون ان تلك الحقيبة من حصة المكون السني بموجب الاتفاقية لكننا نجد انه لا يوجد اي شيء من ذلك كله في النصوص المنشورة المدعاة عن الاتفاقية. فما هي الاتفاقية الازمة؟! الاتفاقية التي يصرح نواب ائتلاف القانون تارة بانه نفذها وتارة بان بعض بنودها يحتاج الى وقت ومفاوضات لإقرار تفاصيل والية تنفيذها لأنها عامة غامضة واخيرا يصرح احد نوابها بان بعض بنودها تعجيزية غير قابلة للتنفيذ لا اقلها في الوقت الحاضر .لا ننسى اننا لاحظنا مباشرة الاستعراض المسرحي في انسحاب العراقية في الجلسة البرلمانية الاولى دون سبب واضح بحجة التنصل من تنفيذ الاتفاقية والتهديد بسحب الوزراء وبسحب الثقة التي ادمنت عليه العراقية دون اي جدية. والكثير ممن يصرح من النواب جاهل بالاتفاقية الملعونة. ما الذي يجري بالضبط؟ لقد مللنا من التصريحات في الفضائيات التي يهاجم فيها بعض النواب بعضهم الاخر او يهاجموا فيه مسؤولي الحكومة بتهم الفساد والارهاب والعمالة وهم شركاء معه يجاملونهم في الجلسات البرلمانية والاجتماعات الحكومية شركاء في الفساد الاداري وفي الجريمة او التستر على الجريمة وفي تنفيذ الاجندات الاجنبية ولاهم لكثير من النواب(ممثلي الشعب والذين جاءوا للسلطة في انتخابات صورية تم هندسة نتائجها مسبقا في نظام المحاصصة التوافقية) الا ان يكونوا مسلوبي الارادة في قرارات اقرت مسبقا من قبل رؤساء الكتل. لماذا هذا الاتفاق على سرية البنود؟! السرية التامة والاجماع على تلك السرية والحفاظ والحرص المفرط عليها من قبل القيادات السياسية في العراق رغم الاختلاف في كل شيء في الانتماء والمصالح والارتباط بالأجندات الخارجية مثير للربية والقلق المفزع. ويظهر من ذلك انه لابد من ان كشف الاتفاقية سيكون نهاية لتلك القيادات وان كشف سيكون مدعاة لرفض كل ابناء الشعب العراقي برمته. لقد اختلفوا في كل شيء الا السرية في الاتفاقية فلقد توحدوا في كتم بنودها. ان العراقية تزعم ان مطالبها هي في عودة البعث والبعثيين والغاء الاجتثاث وحقيبة الدفاع ومجلس السياسات وهي مطالب معلنة لا توجب التكتم عليها ،كما انها اصبحت اي عودة البعث امر واقع وحقيبة الدفاع ليس الا تحصيل حاصل للعراقية حيث يكون مدعاة للوصول في البلاد الى حد الهاوية ومجلس السياسات الاستراتيجية مجلس صوري لا قيمة له دستوريا ولا يعد ندا او مناسبا او بديلا عن البرلمان والحكومة .والمطالب الكردية في كركوك ونفط كركوك واجزاء من ديالى والموصل فهي تحت سيطرتهم كأمر واقع مفروض ومفرغ منه لامعنى ولا جدوى من الدخول في صراع حوله .اذن كل هذه الكلام في تصريحات المسؤولين عن الاتفاقية غير حقيقي ولا يوجب السرية العالية الشخصية للقيادات العراقية .اما مسالة دستورية الاتفاقية من عدمه فامر لا قيمة لان قيادات العراق تخرق الدستور باستمرار ومن امثلة ذلك تجاوزها للمدة القانونية المحددة في تشكيل الحكومة وعقد الجلسة الاولى للبرلمان وتجاوزها للاستحقاق الانتخابي في نظام المحاصصة وفق الية القائمة النصف مغلقة وغيرها الكثير من التجاوزات القانونية والدستورية. حقيقة الاتفاقية ان اتفاقية اربيل هي مشروع بادين لتجزئة وتقسيم العراق هذه هي حقيقة الامر باختصار. نتذكر رامسفيلد ورايس ومشروع الشرق الاوسط الجديد القائم على تجزئة المنطقة بالقوة عبر الحرب الداخلية الطائفية وكيف فشل ثم اتى بدلا عنه مشروع بادين للتجزئة خطوة خطوة من خلال افتعال الازمات .ان صناعة الازمات تمهد الارضية لانقسام تدريجي سلس خفي يصبح امر واقعا فمحافظة تعلن نفسها اقليما هناك يأتي بعدها محافظة اخرى هناك في تشكيل للأقاليم هي في حقيقتها ليس الا انفصالا كونفدرالي وليس فيدراليا كما يزعم القوم اي يكون فيه للأقاليم صلاحية حكومة المركز كاملة على ارض الاقليم ولا يكون لسلطة المركز اي وجود في الاقليم سوى وجود صوري فقط ليس الا. ان الشعب العراقي برمته عربا واكراد وتركمان سنة وشيعة واقليات ترفض التجزئة وتشعر بخطرها حتى على المستوى الاثني والطائفي وتدرك ان التجزئة تعني الحروب الدائمة سواء كانت داخلية ام خارجية وهذا ما دفع القيادات السياسية الى كتمان الاتفاقية اللعينة. لما زلنا نذكر ان بادين زار العراق والاقليم الكردي قبل اعلان برزاني للاتفاقية وان هناك تصريحات آنذاك عن دور بادين في الاتفاقية آنذاك وما زال السفير الامريكي في العراق مكلف بمتابعة استمرار تنفيذ الاتفاقية منذ توقيعها الى الان. هذه الاتفاقية التي حصلت على مباركة الادارة الامريكية والكونغرس الامريكي كما جاء في محاضر الاجتماعات الرسمية تجد تنفيذها عبر قنوات افتعال الازمة فما ان يصرح النجيفي بضرورة الاقليم السني حتى بادرت محافظة صلاح الدين قبل فترة وتبادر الان محافظة الرمادي الى اعلان الاقليم. وما ان تشدد الازمة حتى تجد قوات البشمركة تمارس احتلالا جديدا لأراضي متنازع عليها .اي ان الازمة ليست ازمة الهاشمي او حصة عمولة البارزاني من نفط كركوك او المادة 140 بل هي ازمة القضاء على وطن اسمه العراق وعلى البال ياوطننا
#عبدالصمد_السويلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة تحليلية عن دور المخابرات الامريكية في حادثة الشالجية
-
معركة التحرير في العراق لم تبدأ بعد
-
بين هادي المهدي وجيش المهدي تظاهرات التيار الصدري لشكر الحكو
...
-
التيار الصدري ومظاهرات التحرير بين الاستسلام والسير إلى الخل
...
-
جديد الميلشيا الطائفية الحاكمة خلاف مع ايران وتقرب الى امريك
...
-
نماذج من ارهاب وفساد الطغمة الاسلامية ومليشاتها الارهابية ال
...
-
المالكي وبقاء الاحتلال بين مطرقة مقتدى الصدر وسندان اوباما
-
سيناريو القضاء على الثورة الشعبية في العراق ....الانتفاضة في
...
-
الى شباب الانتفاضة الشعبية في العراق الى الثورة
-
محاولة لقراءة موضوعية لموقف الاسلام السياسي السلبي من انتفاض
...
-
الحرب النفسية الحكومية ضد انتفاضة 25 شباط العراقية المغدورة
-
ديالكتيك عراق الاستراتيجية الامريكية الجديدة بين ثورة االشعب
...
-
نماذج من تهافت الخطاب الاسلامي الجديد في العراق
-
قراءة في خطابين مقتدى الصدر ونوري المالكي
-
من ينقذ العراق
-
الاداء السياسي للبرجوازية الصغيرة الحاكمة في العراق
-
اهداف ويكليكس
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
علاقة السيد - التابع مع الغرب
/ مازن كم الماز
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
المزيد.....
|