رحيمة بلقاس
الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 22:42
المحور:
الادب والفن
أَوْطَانُنَا فَرِيسَةٌ
أَيُّهَا الْمُحَلِّقُ بِنَا
بَيْنَ مِسَاحَاتِ الْغِرْبَان
تَحُومُ بِنَا فِي حُلْكَةِ السَّمَاء
رَكِبْتَ بَحْرَ الصَّدَإِ وَ الأَنْثَان
الْجِرَاحُ تُعَطْعِطُ
فِي مُسْتَنْقَعِ النِّسْيَان
الصُّقُورُ تُغَقْغِق
وَ النَّعِيقُ يَصُمُّ الآذَان
أَجْرَاسٌ تُنْذِرُ بِالأَخْطَار
وَسُيُوفُ الْمَكُرِ تَلْفَعُ رُؤُوسَ الأَزْهَار
كَالْهَدِير هَجْهَجَ الْهِزَبْرُ
غَشْمَرَ فِي وَجْهِ الأَوْشَن
الأَعْقَفُ تَفَلْحَسَ
يُهَطْلِسُ مُتَرَبِّصاً كَالثُّعْبَان
يَثُورُ الأَلَمُ فِي الأَعْمَاقِ
والصَّدَى يَتَرَدَّدُ بِالأَوْطَان
عَلَتِ الأَصْوَاتُ تَهْتِفُ
ضِدَّ الطُّغْيَان
وَ الْهَجْفَانُ يَتَهَارَشُ عَلَى الْفُتَات
هِجْزَعٌ يَهْدَجُ فِي ضَعْفٍ
وَصَوْتُهُ يَتَهّدَّجُ بالتَّكْبِيرِ لِلْأَسْيَاد
مُهْطِعٌ عُيُونَهُ فِي هَوَان
يَغْمِسُ لُقْمَتَهُ فِي دِمَاء الأَبْرِيَاء
أَيُّ حِمْلٍ هَذَا؟
نَنُوءُ تَحْتَ الأَوْزَار
كَمْ نَحْتَاجُ مِنَ الأَحْدَاقِ ؟
لِبُكَائِكِ يَا أَحْلاَمِي!ا
تَخَمَّرَتْ بِالْبُؤْبُئِ آلاَمِي
بَرَاكِينٌ تَنْفِطُ فِي لُهَاتِي
نَكَبَتِ الرِّيحُ
وَ رَفَلْنَا عَلَى حَافَةِ الإِنْتِظَار
أَرْضُنَا كَوْسَاء
وَدْفَةٌ خَضْرَاء
لَكِنَّهَا جُزَّتْ فِي غِيَابِي
يَتَمَاوَقُ الْمَكْرُ بِالأَوْكَار
هَلْ سَتُمْطِرُ سَمَائِي؟
وَ يَنْسَكِبُ الصُّبْحُ بِحَنَانِ!ا
هَلْ سَيَنْمُو العُشْبُ بِضِفَافِ الأَنْهَار؟
وَتُزْهِرُ الْعَيْشُ بِعُنْوَانِي؟
مَادَتِ الْيَابِسَةُ وَ اضْطَرَبَتْ
وَ الْهِقْلِسُ تَعَسْعَسَ فِي جَوْفِ الدَّيَاجِي
يُهَرْبِجُ مَهْجُوسٌ
يَتَعَثَّرُ فِي الْهَوَان
غَدَوْنَا كَالْعَطْشَى
فِي الْبَيْدَاء
الْحَرُّ يَلْفَحُ الأَجْسَاد
مَوْتَى أَدْمَنُوا أَقْرَاصَ الهَذَيَان
نُطَارِدُ السَّرَابَ بِالْفَيْحَاء
وَ قُطْعَانُ الْكِلاَبِ تَنْهَشُ
فِي كُلِّ الأَنْحَاء
أَوْطَانُنَا فَرِيسَةٌ
بَيْنَ أَنْيَابِ الأَوْغَاد
بقلم رحيمة بلقاس
6-5-2012
سلا -- المغرب
#رحيمة_بلقاس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟