أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مؤيد عبد الستار - النخبُ الاول من أجل الانتخابات














المزيد.....

النخبُ الاول من أجل الانتخابات


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1092 - 2005 / 1 / 28 - 08:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


السويد كانت البلد الاول الذي أنتخبُ فيه أول مرة ، إنتخبتُ مع الشعب السويدي ، الحزب الذي يحكم السويد، وأذكر الحملة الدعائية التي كان نجمها انجمار كارلسون ، الذي قاد الحملة الانتخابية بجدارة أمام كارل بيلدت ، السياسي الكبير الذي كان يقود حزب المحافظين .
أصبح لي حق الانتخاب، بعد مضي أربعة اعوام على اقامتي في السويد وحصولي على الجنسية السويدية، وكان ذلك ابان الحملة التي قادها الحزب الاشتتراكي الديمقراطي بقيادة يوران بيرشن، رئيس الوزراء الحالي الذي تحالف مع حزب اليسار السويدي وزعيمته كودرون شيمان ، السياسية الشهيرة التي تربعت على كرسي اليسار عدة دورات .
كان يوران بيرشن قد زار مدينتنا في جولته الدعائية ، وحرص على لقاء المهاجرين في مركز الحي المعروف روزنكورد، في مدينة مالمو ، وحضر الى السوق المركزي والقى كلمة قرب المقهى التي نجلس فيها ، وكان على مبعدة امتار منا وهو يتحدث الى الجمع الذي تحلق حوله عن الانتخابات وعن ضرورة انتخاب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كما أجاب على الاسئلة التي وجهها له الجمهور بكل بساطة وصراحة.
لم أكن أميل الى انتخاب الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، لذلك لم أقترب من يوران بيرشن ، وبقيت أرقب حواره وتصرفه البسيط الذي لم يكن مقرونا بحضور كثيف للحرس او الشرطة ، وكان يحاول اغراء المهاجرين على المشاركة في عملية الانتخابات، ولوح بتوفير فرص العمل ، وتخصيص نسبة من الوظائف في مجلس البلدية ( الكومون ) للمهاجرين.
وفي اليوم التالي حَـضرتْ الى مركز المدينة ايضا رئيسة حزب اليسار كودرون شيمان ، والتقت بالمهاجرين في مكتبة روزنكورد، وألقتْ كلمة رائعة بينت فيها المطالب التي يعمل حزبها من أجل تحقيقها ، وكان على راس تلك المطالب مشروع تخفيض ساعات العمل ساعة واحدة كل يوم ، أي يصبح يوم العمل سبع ساعات بدلا من ثمان، من أجل توفير فرص عمل أكثر وجعل العمل أكثر سهولة.
ومن الجدير بالذكر أن أذكر أن الدرس الاول في الديمقراطية قد تعلمته في الهند وليس في السويد، فقد كنت مجاورا في السكن لاسرة هندية ، اذ هربت من العراق الى الهند عام 1979 ، وكانت الحملة الانتخابية قد بدأت هناك لانتخاب الحزب الذي سيحكم البلاد، وكانت انديرا غاندي ترأس حزب المؤتمر الهندي ، والاحزاب المحافظة تستمد قوتها من الفلاحين و القرويين ، أما الاحزاب اليسارية فكانت تعتمد على ولايتي البنغال في الشرق ، وولاية كيرالا في الجنوب، اللتين تتمتعان بنسبة عالية من المتعلمين ، وتمتاز ولاية كيرالا بعدد كبير من النساء العاملات في حقل التمريض ، وتكاد تزود الهند والخليج بطواقم كاملة من الممرضات .
وعندما بدأت الانتخابات ذهب جاري الهندي وزوجته للاقتراع ، وبعد عودتهم الى البيت سألته عن الحزب الذي اختار ،فأجابني بصراحة إنه اختار حزب المؤتمر، ولكني حين سألته عن الحزب الذي انتخبته زوجته ، قال لي: لا أعرف ، فعجبت أشد العجب، وامتعضت مستفسرا منه أن كيف لا يعرف الحزب الذي اختارته زوجته ، فقال لي لا يليق بي أن اسألها عن الحزب الذي تنتخب ، فذلك شأن خاص بها ، ولا يحق لي التدخل في اختيارها.
كان ذلك أول درس تعلمته في الهند عن الديمقراطية.
وفيما بعد ، في السويد عندما ذهبنا انا وزوجتي لننتخب ، وكانت المراكز الانتخابية في المدارس ، ولا تبعد سوى دقائق عن أماكن سكننا ، سالتني زوجتي عن الحزب الذي سانتخبه ، فتذكرت الدرس الهندي الذي تعلمته ، وكان أن اجبتها باني ساختار أحد الحزبين ، الاشتراكي أو اليساري ، وساقرر ذلك هناك في قاعة الانتخاب، وما كان هذا الجواب سوى وسيلة لكي أترك لها حرية الخيار دون أن اؤثر على قرارها .
وحين ذهبنا الى قاعة الانتخابات السويدية ، شاهدنا أعضاء الاحزاب يقفون خارج القاعة ، يقدمون أوراق حزبهم ، وفي داخل القاعة عدد من أعضاء الاحزاب يشرفون على صناديق الاقتراع ، ولم أشاهد أي شرطي أو عسكري أو مخابرات يحدق بغضب ، بل العديد من النساء اللواتي يقدمن لك الارشادات بحياد وأدب جم ، ويتناولن منك بطاقة الانتخابات ، ويتأكدن من وجودها داخل الظرف الخاص بها ، ويضعنها أمامك في صندوق الاقتراع، بعد أن يتأكدن من أوراقك الشخصية.
وكان داخل قاعة الانتخابات أحد المعارف من العراقيين أصرَّ على أن يضع بطاقته الانتخابية داخل الصندوق بيده ، فاعترضت الفتاة المسؤولة عن الصندوق ، وقالت له ان ذلك من واجبها هي ، ويجب أن تتأكد من البطاقة التي داخل المظروف وتضعها داخل الصندوق، فالتعليمات تقضي بذلك ، ولكنه أصر ، وعند الاستفسار منه عن سبب إصراره على ذلك ، أجاب بانه ينتخب لاول مرة بهذه الحرية ويريد وضع البطاقة بيده داخل الصندوق ، فما كان من اللجنة الانتخابية الا أن ترضخ لرجائه ، وتسمح له بوضع البطاقة بعد أن تأكدت الفتاة من الاجراءات .
وهكذا انتخبتفي السويد لاول مرة بصفتي سويدي ، وسانتخب في السويد أيضا لاول مرة بصفتي عراقي .
تحية للهند التي علمتني الدرس الاول في الديمقراطية، وتحية للسويد التي علمتني المشاركة في الانتخابات وتحية لوطني الذي حمل إلي صناديق الاقتراع آلاف الكيلومترات ، حملها الي في السويد ، كي أصوت وأختار من أريد من بين أكثر من سبعة الاف مرشح فاضل ، سبعة الاف مرشح شجاع اختاروا الاعلان عن أسمائهم في زمن الاغتيالات الظلامية ، وزمن القتل على الهوية ، بعد أن كان العراقي مجبرا على اختيار دكتاتور واحد معتوه طوال سنين.
ساشارك في انتخاباتك ياوطني وستفوز باحرار يدخلون المجلس لاول مرة باسمي وباسم أبناء الشعب بعربهم وكردهم وشعوبهم وطوائفهم وأديانهم جميعا.
فالى أمام ياوطني ونحن معك .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضامن الكورد في الانتخابات دليل على وعيهم السياسي لتحقيق أما ...
- لماذا خرجت قناة الجزيرة عن طورها
- لماذا لاتنتخب بعض المحافظات العراقية
- تطوير ثقافة الاكراد الفيلية مساهمة في تطوير الثقافة العراقية
- لا دفاعا عن ايران..... ولا زغرا بالشعلان
- آفاق استخدام اللغة الانجليزية في كردستان
- الانتخابات والدول المجاورة للعراق
- شهادة حب لكردستان
- السياسة بين الجد والهزل : دردشة مع القشطيني في حله وترحاله
- اقتراح بشان الانتخابات
- امرأة من ورق
- رحيل الابطال في الايام العصيبة
- عرفات رهينة سهى أم فرنسا
- رحل عرفات فمتى سيرحل شارون
- الكاميرا الخفية ....حين يتنكر الممثل بزي الشرطي
- نجاح في اوانه
- الورد.....والخبز
- النسر الاحمر في سماء القطب الشمالي
- المجد لك في الاعالي
- انهيار السلطة الثورية : ملاحظات سريعة


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مؤيد عبد الستار - النخبُ الاول من أجل الانتخابات