أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد هالي - وجهة نظر في -الربيع العربي-














المزيد.....

وجهة نظر في -الربيع العربي-


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتحدث المتحدثون عن العالم العربي الذي طالما ارتبط بالموت، سواء من خلال بحره الميت، أو من خلال شعوبها، التي نعتت بأنها شعوب ميتة، لأنها استسلمت لحكامها، كأنه قدر جاثم منذ سنوات عجاف.
في زمن الموت هذا، انطلقت شرارة الحياة من تونس، من ثورتها العظيمة، و امتدت شرارتها إلى دول أخرى، و إن بطرق مختلفة، و بدعم و محاصرة من طرف دول، و قوى مختلفة أيضا، حسب المصالح، و ظروف التحرك الواجب القيام به، سواء من طرف القوى الرافضة لها أي من طرف القوى الرأسمالية الإمبريالية، التي كانت مستفيدة من خيرات هذه الشعوب، خصوصا مصادر الطاقة(البترول) أو من طرف القوى المدعمة لها(جناح من البرجوازية الصغيرة)
في زمن الحياة هذه، تداعت التحاليل، و الأوصاف، من طرف كل القوى، و كل الأنظمة، مواكبة لهذه التحركات الجماهيرية الغير المعهودة في تاريخ العالم العربي، فكان أبرزها ما سمي "بالربيع العربي " أو "ثورة الياسمين" و ما واكب ذلك من تعليقات، و تصريحات، و قراءات ، التي فتحت المجال إما لتطوير هذه الحياة، ليستمر القش مشتعلا في كل مكان عانى الاضطهاد، و القمع، و التنكيل، و التفقير، و كافة أشكال الفناء، و النهب للثروات من طرف الطبقة الحاكمة، المتحكمة في كل الوسائل الإنتاجية، على حساب الشعوب و الاستمرار في إذلالها. و إما لكبحها و القضاء عليها، و تحويلها إلى مجرد تحركات عشوائية، يجب عليها أن تتوقف عند إسقاط رؤوس الأنظمة، و لا تستهدف جوهر الأنظمة، إذ عليها أن تستمر بوجوه أخرى، تصنعها بقايا الأنظمة، بتحالف مع قوى خارجية،(الدول الرأسمالية، و الأنظمة الخليجية،المفزوعة من هذه الحشود الجماهيرية الغير المسبوقة).
إن هزات الحياة هذه اشتعلت في عروش اعتقدت أن الحكم أو الملك قدر محتوم على رقاب الشعوب العربية لا يجب التفكير في زحزحته، لأن طبيعة الحكم المطلق لا يجب أن يحيد عن رقابها، لأنها عودت شعوبها على الصبر، و عودتها على ردود فعل قمعية شرسة (تعذيب و اعتقالات و اختطافات و اغتيالات و إعدامات وتلفيق التهم و فبركتها ...إلخ).
حدثت هذه المفاجآت في تونس، و امتدت إلى مصر، ثم ليبيا، و اليمن، و بقية الدول العربية الأخرى، رغم أوجه الاختلاف فيما بينها، شكلا و مضمونا، إن ما قدمته من تضحيات، و شهداء، و ملايين الجماهير التي خرجت إلى الشوارع، و الأشكال النضالية المبتدعة، من طرف "قوى شبابية جديدة على الساحة"، تجاوزت أحزاب و حركات سياسية تقليدية، لها تاريخ عريق في المناورة، و الخداع، بعضها ساوم مع الأنظمة المستبدة، و بعضها الآخر اندمج معها كليا، إنها احتجاجات فاجأت الأنظمة، و كل القوى السياسية، التي سلمت نفسها للسيطرة الكليانية، كما فاجأت الدول الرأسمالية، التي كانت قد استحوذت على المنطقة بذرائع شتى، (الإرهاب، نشر الديمقراطية، و ثقافة حقوق الإنسان، و حماية الأقليات...إلخ).
أن الحديث عن هذا الربيع، بعد مرور أكثر من سنة على خوض هذه التجربة، التي لا يمكن أن نطلق عليها اسم الثورات العربية، و لا اسم الربيع العربي، و لا حتى الياسمين العربي، مادامت لم تعرف نهايتها بعد، و قد تمتد لسنوات أخرى، لكي تتحول هذه البداية، إلى اكتمال حقيقي، و قد تكلف الشعوب تضحيات جسيمة، حتى في الدول التي انطلقت منها،(تونس، مصر) مادامت قد أزاحت رؤوس أنظمة، و ستحتاج إلى المزيد من الوقت، من أجل الغربلة،والكنس، لأن الحياة التي بدأت، يجب عليها أن تستمر، كحياة تنعش الشرايين، و تحرك القلوب، و تضخ الدماء، في الاقتصاد الذي دمرته سنوات النهب، و الفساد، و التي مازالت مستمرة مع ذيول الأنظمة، التي مازالت متحكمة في كل شيء لحد الآن، و هي تسخر قوى يمينية، رجعية، و شوفينية، لكي تحول هذا الرفض الجماهيري العارم، إلى انتفاضات شكلية، تزيح رموز أنظمة، و لا تمس جوهرها، (نموذج تونس و مصر)و لا يجب أن ننسى أن الأنظمة المتبقية، ستحاول، بل تحاول أن تعقد صفقات، و تحالفات، مع هذه القوى الرجعية، بتحالف مع الدول الإمبريالية، لتحافظ على عروشها من الانهيار الوشيك، (اليمن) او تنسق مع قوى خارجية، و تغدق أموال طائلة، من أجل تحويل موازين القوى لصالحها، مهما بلغت التنازلات إلى أقصى حد ممكن (ليبيا و سوريا)، كما أن التمويل القوي للحركات اليمينية، و دعمها، لكي تأخذ بزمام المبادرة، و تحافظ على طبيعة الأنظمة السابقة، بتوجهات دينية، خدمة لعروشها، و خدمة للمصالح الرأسمالية، في المنطقة، و ستبقى حريصة، على عدم تحول هذه الانتفاضات الجماهيرية، لصالح شعوب المنطقة.
إن الشيء المؤكد منه، هو أن الحياة بدأت، مع بداية تساقط الأمطار الجماهيرية، في كل الشوارع، و الأزقة، في كل الدول العربية تقريبا، و أن لحظات الإنعاش السابقة، لازالت مستمرة في العمل، و أن القوى اليسارية الحقيقية، مطلوب منها التجدر، على مستوى الشعبي، و ذلك بخلق و تنويع أشكال الاحتجاج، و التنسيق فيما بين كل تياراتها، و نبد الاختلافات، من أجل تحويل هذا الربيع المدلل، إلى أزهار، و تمار، قبل أن تحوله الانتهازية المتربصة به، من كل جانب، إلى خريف عربي، يصعب معه التنطع، و القفز إلى الأمام، بعدما تكون كل وسائل الإنعاش السابقة، قد استنفدت كل مقومات الحياة، آنذاك تتحول إلى موت حقيقي ، و سنحتاج إلى قرون، بدل سنوات، من أجل بناء حياة عربية جديدة، تجني تمار، و أزهار، شهدائها، و معتقليها، وجرحاها. هذا ما لا تحتمله كفة الحياة هذه، التي ترغب في الاستمرار، لا التوقف، خوفا من أن تذهب الطموحات النبيلة، و الدماء التي ملأت الساحات، و الشوارع، و الأزقة، و البيوت، و المستوصفات، و المستشفيات، و كل الأمكنة في الدول العربية، إلى عرس، ترقص، و تغني فيه الأنظمة المتبقية، و بقايا الأنظمة المنزاحة و المستعدة للحفاظ على تلك العروش بكل الوسائل الممكنة.





#محمد_هالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سوريا: -سوء التغذية الحاد- يحدق بأكثر من 400 ألف طفل جراء تع ...
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- إصابة ثلاثة أشخاص في غارة بمسيرة روسية على مدينة أوديسا الأو ...
- انقسام فريق ترامب حول إيران: الحوار أم الضربة العسكرية؟
- حريق يستهدف أحد السجون بجنوب فرنسا ووزير العدل يصف تصاعد اله ...
- المبادرة المصرية تحصل على رابع حكم بالتعويض من -تيتان للأسمن ...
- تصاعد الخلاف الفرنسي الجزائري مع تبادل طرد الدبلوماسيين.. فإ ...
- حادث مرسى مطروح: روايات متضاربة بين الأهالي والشرطة المصرية ...
- رشيد حموني : التحول الإيجابي في العلاقة المغربية الفرنسية خي ...
- ما وراء سحب الجيش الأمريكي بعض قواته من دير الزور السورية؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد هالي - وجهة نظر في -الربيع العربي-