أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - آيا الجوهري - أفكار ميتة.. وعقل ميت..














المزيد.....

أفكار ميتة.. وعقل ميت..


آيا الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 08:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أي إتجاه فكري أو عقائدي لكي يتطور يستلزم له أن يدور في دوائر النقاش وأن يتعرض للنقد وأن يتم البحث في علله وأصله
ومناقشة مدى صحته وأسباب الإعتقاد به وكيفية الإعتقاد به ومدى قربه أو بعده عن الصواب
لكي تستمر الفكرة وتتطور وتنمي من نفسها لابد من أن تتسم بالمرونة وأن يكون مجال نقاشها مفتوحاً بل ونقدها كل أنواع النقد
أيضاً لكي يتم فهم الفكرة لابد للمتلقي أن يكون المجال متاح له للتفكير في العلل البعيدة والقريبة التي بنيت عليها
وأن يكون متاح إعمال العقل الناقد بكل حرية ومناقشة الفكرة ونقدها ونقد النقد والفهم الدقيق لها..


ولكن...

في الغالب نجد أن أي فكر أو رأي شائع أو يلاقي قبول من الغالبية هو غير مسموح بنقده أو مجرد النقاش فيه
حتى وإن كان النقد منطقي ومبني على قواعد سليمة..
فنجد الشخص المتعصب لآرائه لا يقبل أن يناقشه أحد بها وإن مجرد التفكير بأن آراءه محتمل أن تكون خاطئة شئ غير مسموح تماماً
والتعصب سببه أن إعتقاد الشخص بآرائه مبني على قواعد غير صحيحة
فالأفكار الجامدة هي أفكار ميتة و سقوطها شئ حتمي
لأنها أفكار مُعلبة جامدة غير قابلة للتفكيك أو الفهم أو الدخول في حلقة نقاش أو النقد
غير أنها مبنية على أسس وقواعد غير صحيحة
لأنه لو فُتِح المجال لمناقشتها وفهمها والبحث عن أصلها سيتضح نقاط ضعفها
رغم أنه عندما يتضح نقاط ضعف الفكرة هذا يتيح المجال لتصويبها وتنميتها وليس لسقوطها
وإستمرار الفكرة مربتط بفهم الفرد ووعيه بها وجمودها وعدم وعي الفرد بها يجعلها تسقط

إن إقصاء العقل الناقد للإنسان وإقصاء قدرته على الوعي والفهم
وتدريبه فقط على الحفظ والترديد كالببغاء! يدمر عقل الإنسان ويجعل منه كائن متعصب لاوعي ولا إرادة ولا تعقل لديه..

فنجد -على سبيل المثال- في مراحل التعليم الأساسية يتم تدريب الطالب على الحفظ وإختبار قوة ذاكرته وقدرته على الحفظ
فمثلا في مادة "الرياضيات" يتم إلزام الطالب بحفظ القوانين الرياضية دون فهمها وفهم أسبابها وأصل هذه القوانين وكيف تم التوصل أي أن يتم فهم القوانين الرياضية ومن ثم تطبيقها لا حفظها!
وأن يتم فهم "جدول الضرب" بدلاً من إلزام الطالب بحفظه دون أن يفهمه! إذا فهمه لن يحتاج لحفظه..
أو أن يتم إلزام الطفل بحفظ "النصوص الدينية" دون فهمها!! ما فائدة التلقين والحفظ دون الفهم؟!

المجتمع ينشئ جيل يستطيع أن يحفظ ويردد لا أن يفهم وينقد ويناقش فقط يتلقى دون فهم او وعي!
فنجد التعصب مرض ينهش في جسد المجتمع ككل والفتن الطائفية والكراهية وعدم قبول الإختلاف اياً كان نوع هذا الإختلاف
فربما يكون الإختلاف في تشجيع فرق رياضية مختلفة!! ويمكن أن تحدث فتنة طائفية لهذا السبب..
النقاش والنقد والفهم يفتح المجال للإختلاف والتعايش مع الإختلاف وقبوله وإحترامه بل والإستفادة من الفكر المخالف..

أصبح الجميع لديه جمود فكري في كافة آرائه وتعصب وعدم قبول الإختلاف وباب النقاش في مدى صواب وخطأ الرأي هو باب مغلق وغير مسموح بفتحه وإلا أصبح النقاش "مشاجرة" حادة
فكل فرد يعتقد أنه على صواب في كل آرائه وأن الحقيقة معه والمختلفون لايملكون الحقيقة
ولو إفترضنا أنه على صواب وأن الحقيقة معه فلماذا هو متعصب بل عليه أن يفخر ويذكّر نفسه بأنه الوحيد الذي على صواب والأخرين مخطئون
لماذا يبدي تعصبه تجاه المختلفون بدلاً من أن يتفاخر بأنه على حق
لا أجد مبرر لذلك!

جمود الفكرة يقتلها ولا يحييها.. والجدال والنقاش حولها وسماع النقد وسماع الأفكار الأخرى يحيي الفكرة وينميها
ولكن تجميدها ووضعها في عزلة عن باقي الأفكار وعدم سماع أي أفكار وآراء أخرى يخلق التعصب والتعصب يخلق مشكلات لا جدوى منها
وكيف لإنسان أن يخلق إتجاه فكري دون أن يكون لديه خلفية عن غالبية الإتجاهات الفكرية الأخرى
لكي يخلق الأفضل ويتجنب الأخطاء التي وقع فيها السابقون..


الإتجاه الفكري أو العقائدي الجامد الغير قابل للتفكيك والفهم سقوطه هو نهاية منطقية
فالأفكار الجامدة هي أفكار "ميتة"..
والإنسان الذي لايعترف بالإختلاف ويقولب عقله بفكر جامد ولا يقبل النقاش ولايفكر ويفكك ويفهم الأفكار
هو إنسان صاحب عقل "ميت"..



#آيا_الجوهري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع من عرائس الماريونت!
- عن معنى العلمانية والليبرالية..
- الإتجار بالجنس تلبية لتقاليد المجتمع!
- جرائم القتل بذريعة الشرف والختان هما إستمرار لجريمة وأد الإن ...
- معاً ضد العلمانو فوبيا..!
- لا يوجد أفضل من إنسان يعرف كيف يكون إنسان..
- لأنهم كفروا بالإنسانية..
- لا لعمالة الطفل
- دعوة نحو ثورة نسوية
- علي الكسار.. من السطوع إلى الخفوت..
- كلمتان تشكلان صداع كبير على المساواة بين المرأة والرجُل
- يصفونها بالعهر لأنها إمرأة!!
- لايدركون الحرية لأنهم ليسوا أحرار
- عضو الأنثى التناسلي وسيلة للسب طبقاً للفكر الذكوري
- الهوس الجنسي.. إلى أين؟؟!!
- هل العشوائيات مجرد مساكن من الصفيح فقط..؟!
- يقول أن الله -مُتعصب- له..!!
- الخير والشر.. لايتصارعا..!
- هل هذه ظاهرة-علمانية فوبيا-....؟!
- هي ليست عورة..بل الثقافة الدونية العنصرية هي العورة..!


المزيد.....




- سوريا: -سوء التغذية الحاد- يحدق بأكثر من 400 ألف طفل جراء تع ...
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- إصابة ثلاثة أشخاص في غارة بمسيرة روسية على مدينة أوديسا الأو ...
- انقسام فريق ترامب حول إيران: الحوار أم الضربة العسكرية؟
- حريق يستهدف أحد السجون بجنوب فرنسا ووزير العدل يصف تصاعد اله ...
- المبادرة المصرية تحصل على رابع حكم بالتعويض من -تيتان للأسمن ...
- تصاعد الخلاف الفرنسي الجزائري مع تبادل طرد الدبلوماسيين.. فإ ...
- حادث مرسى مطروح: روايات متضاربة بين الأهالي والشرطة المصرية ...
- رشيد حموني : التحول الإيجابي في العلاقة المغربية الفرنسية خي ...
- ما وراء سحب الجيش الأمريكي بعض قواته من دير الزور السورية؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - آيا الجوهري - أفكار ميتة.. وعقل ميت..