أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد صادق - ألفنّانُ المجهول هو إحسانٌ وَفَرَجٌ للإنسانية














المزيد.....

ألفنّانُ المجهول هو إحسانٌ وَفَرَجٌ للإنسانية


محمد صادق

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 13:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


زارني قبل يومين شخصٌ لاأعرِفَهُ , وإنّما تعارَفنا صُدْفَةً عن طريق عشيرتنا الجديدة , عشيرة الفيسبوك والتي أنا أعتّزُ بهذه العشيرة الكونية , لأنّ أحلى مافيها كونها خالية من منصب رئيس العشيرة وألأفخاذ وألأردان وألبطون والخدم والحشم , بل كل ألمنتمين متساوون.
عشيرةٌ تتكون وتَجمَعُ وتختصِرُ المسافات وتَتَطرّزُ بأعمق الإختلافات , لكنها تتوحَدُ من أجل مصير الإنسان , ومن أجل التعايش السلمي بين ألإختلافات , لأنّ الذي زارني يدعو كما أنا أدعو لحديقةٍ واسعةٍ غناء , تزهو بألوانها وعطرِها الفواح وَتَضّمُ كافة الورود كما تَضّمُ قليلاً من ألأشواك , فالوردُ لايُعرَفُ طيبَتِه دون الشعور بمغص ولدغةِ الأشواك .
بعد أن جمعتنا عشيرتنا الجديدة ( عشيرة الفيسبوك ) قبل أشهر , واللايكات المتبادلة بيننا , وأفكار العشائرية الجديدة, أخذ الودُ الإنساني يجمعنا وصار الإحساسُ بالألم المُشتركِ القاسي والمخفي تحت الشعارات البراقة واليافطات التراثية البليدةِ تُقَرِبُنا أكثر إلى بعضنا البعض , ولحِسِّهِ ومشاعرهِ الإنسانية المُرهَفَة , طلب مني السماح باللقاء , ودون تردد قبلتُ دعوتهِ الكريمة .
لقد قطع هذا الإنسان الراقي مئات الكيلومترات , وقاوم قساوة الإبتعاد عن فلذات كبدهِ , لكي يلتقي بإنسان مجهول لايَعرِفَهُ .
لأنّهُ إنسانٌ رائع , كان يُفّكِّرُ بكل شيء , قطع عني كل طرق الإمداد لأقوم بواجبي تجاهه , أتى بكلُ هدوء , وحجز لنفسه الفندق في بلدتي , ومن ثمّ قام بالإتصال بي مُتَمَنّيا سرعة اللقاء , وفعلاً حصل اللقاء , وعندما إلتقيته , رأيتهُ يحمل هموم الإنسان وآهاتِهِ , كما يحملُ الهدايا القَيّمَةِ لي , وتعانقنا في لحظةٍ إنسانيةٍ فريدة , كأنّ أخاً قد لاقى أخيه بعد فَرجٍ من أسرٍ طويل .
ومن محاسن عشيرتنا الجديدة إننا نلتقي فوق الإختلافات , بل نقرأ ما يَشُعُّ من نور في أعيننا , إجتمعنا في مكانٍ يجمعُ بين مُتَطَلباتنا نحن الإثنين , فالهدوء وشروط البيئة الصحية كانَتا مطلبه , والضجيجُ والتدخين كانا مطلبي , فأتفقنا أن نلتقي في حديقةٍ وفضاءٍ مفتوحٍ لأحد النوادي الثقافية , ومن حُسن الحظ والصدف إنضَّمَ إالينا صديقين عزيزين الى أُمسيتنا الرائعة .
لقد تكلمنا عن الهموم الإنسانية المشتركة , عن الزمن الجميل المفقود , عن البراءة الإنسانية المفقودة , وعن أشياء جميلة وتراث سنفقده , وعن مسميات وأفكارٍ بدأت تغزونا , وكانت تتخللها نكات طريفة من الجميع , الرجل الضيف لم يخفِ إعجابهُ وإستحسانه بأفكاري ومقالاتي , وقد شكرته على هذا اللطف والكرم والإعجاب . لقد شَدّ على يدي وأناملي متمنيا لي الإستمرار بالكتابة لكن دون الإحتكاك بالألغام خشية إمتعاض وغدرِ زارعيها.
لقد كان ضيفي العزيز كنزاً للفن , لكل دولة نُصبَ جُندّيٍ مجهول , لكن صديقي الجديد هو الفنّان المجهول , والصامت بين صراخ الدعاة الجدد , لكنه سيبقى هو وأمثاله المجهولين أملاً , وإحسانا , وفَرَجاً للإنسانية المجروحة التي لازالت تنزف دماً.......



#محمد_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء سياسة التهميش في مدغشقر وسياسة الإقصاء في زيمبابوي
- كفاكم تبيعوننا أوهاماً , كفاكم الضحك علينا
- حَربُ المئَة عام المقبلة
- ألشَرخُ ألأوسَخ
- ألنصرُ دوماً للعقل
- إسرائيلُ الشيعةِ هُم السِنّه..وإسرائيلُ ألسِنّةِ هُم ألشيعَه
- إسرائيل الشيعةِ هُم ألسِنّه .. وإسرائيلُ ألسنّةِ هُم ألشيعه
- نقمة بغداد .. كلنا أعراب وإن لم نَنتَمِ
- اساتذة هذا الزمن ... مقال للترفيه فقط
- خبر عاجل ... كردستان دولة !!!
- اُمّةُ ألجَبَلِ تَتَغَنّى لِنارِ ألصَحراء
- ألْعَقْلُ الفاسدْ ينتج عَمَلاً فاسِداً
- سيادة العقل ام سيادة الوطن؟
- الازمة المالية العالمية
- هَلْ لَنا أنْ نُحِبّ أكْثَرْ؟
- لو لم نكن نحن , لما كانوا هم
- ماهو الشرق الاوسط الكبير الجديد؟
- مستقبل الشرق الاوسط
- هم قتلوا 35 كرديا نحن سنبني 35 مسجدا
- ان ينصركم الله فلا مانع لدينا


المزيد.....




- سوريا: -سوء التغذية الحاد- يحدق بأكثر من 400 ألف طفل جراء تع ...
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- إصابة ثلاثة أشخاص في غارة بمسيرة روسية على مدينة أوديسا الأو ...
- انقسام فريق ترامب حول إيران: الحوار أم الضربة العسكرية؟
- حريق يستهدف أحد السجون بجنوب فرنسا ووزير العدل يصف تصاعد اله ...
- المبادرة المصرية تحصل على رابع حكم بالتعويض من -تيتان للأسمن ...
- تصاعد الخلاف الفرنسي الجزائري مع تبادل طرد الدبلوماسيين.. فإ ...
- حادث مرسى مطروح: روايات متضاربة بين الأهالي والشرطة المصرية ...
- رشيد حموني : التحول الإيجابي في العلاقة المغربية الفرنسية خي ...
- ما وراء سحب الجيش الأمريكي بعض قواته من دير الزور السورية؟


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد صادق - ألفنّانُ المجهول هو إحسانٌ وَفَرَجٌ للإنسانية