العبث بأمن الوطن

عبدالله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 19:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نختلف أو نتفق بأحترام , وليس بأسلوب الآجرام , هذه أسس من أسس الحرية , أما أن نعتدى على بعض وعلى أكبر مؤسسة على مستوى الوطن فهذا مرفوض فى جميع أعراف العالم المتحضر , ما يحدث الآن لا يمت بصلة لقواعد الحرية التى أفتقدناها عقودا , والآن نحاول أن نسئ إليها وفى هذه الآونة الحرجة من عمر وطننا .

حين تريد فئة مدفوعة الآجر من أيادى خفية من تيارات جديدة أقتحمت العمل السياسى دون دراية ووعى أو خبرة بالعمل السياسى , هم يريدون تدمير الوطن والشعب , إن الهجوم على وزارة الدفاع لهو أمر مشين , ومرفوض من جميع فئات الشعب المصرى , فوزارة الدفاع خط أحمر لكل من تسول له نفسه الدنيئة , كى يدمر منشأت الدولة , وكفى ما لا قيناه من تدمير لوزارة الداخلية وأقسام شرطة على أيادى بلطجية مأجورين من جماعات نحن ندرى بهم منذ عقود طويلة , وهم يصفون حساباتهم الآن , ولذا يريدونها فوضى أو الحكم عن طريق القوة وفرض الآمر الواقع .

إن أى عمل غير مسؤول وغير مبرر من بلطجة ولصوصية لحرق مصر كما حدث فى أقسام الشرطة وبعض الوزارات والمنشأت , لسوف يحاسب عليه كل من أرتكب جرما فى حق الوطن أجلا أو عاجلا , ونحن كشعب نعلم من هم الذين يوجهون هؤلاء المخربين . إن الوصول لكرسى العرش لم يكن بقرض القوة وفرد العضلات وإشاعة الفوضى فى الوطن .

ما يحدث الآن , إنما هو بمثابة أعمال عبثية بمقدرات بلد وشعب , الوطن فى أمس الحاجة للأستقرار وللأمان , الوطن فى حاجة لجهود الجميع , وذلك من أجل دفع الآقتصاد للأمام دون تعطيل , والخروج من النفق المظلم , إن حماس الشباب لا يؤدى بالبلاد الى حالة من الفوضى والعبث المتعمد على أيادى من لا يقدرون مصالح الوطن , وأنا أؤكد أن هناك تنفيذ لوعود قد أطلقت من العض بحرق مصر إن لم يصلوا الى سدة الحكم .

إن مصر ملك للجميع ولا هى قاصرة على فئة من الناس مهما كان وضعه الآجتماعى أو أنتمائه الحزبى , ووزارة الدفاع هى المؤسسة العسكرية الوحيدة الباقية لنا , وهى صامدة صمود الآبطال على تعديات المعتدين من فئات مأجورة على الوطن , وهى المؤسسة التى تحمينا الآن بعدما حاولوا تنحية وإقصاء وتحييد وزارة الداخلية من قبل لصوص الوطن .

كنت قد شاهدت وسمعت أحد البلطجية حيث قال أنه تعاطى أجرا كى يدمر وزارة الدفاع من جهات مشبوهة تحاول تدمير مصر , وأنا أؤكد أن سقوط وزارة الدفاع لا قدر الله على يد لصوص الوطن فهذا معناه أن مصر قد سقطت فى عالم الفوضى العرم واللامحدود وأصبحنا فى عالم الغاب وسوف تنهدم مصر على رؤوس الجميع وتصبح حرب أهلية , لا سمح الله .

هم يريدون إشاعة الفوضى حتى يخلو لهم الجو , وكأن أعتلاء كرسى العرش أصبح أمنية وهدف , وأصبح لن يتأتى إلا عن طريق إشاعة الفوضى والرعب فى نفوس الآبرياء الآمنين , بلا شك أن المشهد الآن أصبح درامى بمعنى الكلمة , لآن هناك أيادى لا تقدر قيمة الوطن , ويتعمدون لإهانة الوطن وحرماته دون وعى .

فهناك مخططات تحاك ضد أمن مصر على أيادى فئة باغية تتطلع الى التمسك بالسلطة , حيث تغيب الرؤية الصحيحة لآنهم يغلبون مصالحهم على مصالح الوطن , إن جماعات الآسلام السياسى حين أتت علينا كنا ندرك من خلال تصرفاتهم أنهم أصحاب دين , ولا ينتمون الى مناصب ولا دنيا يريدونها , ولكن الآن أتضحت الرؤيا تماما .

إن أستقرار الوطن لا يستلزم حالة الفوضى والعبث السياسى الذى نراه الآن وحالة الصخب الغير مسؤول حتى نعيش فى حالة من الآمن والهدوء كى تسير مصر على الطريق الذى نريده ونرتجيه , ولحماية الوطن من المعتدين يحب على جميع القوى السياسية والحزبية أن تقوم بدورها الوطنى فى تهدأة الشباب المندفع وراء الصخب السياسى الحادث الآن حتى لاتنجرف وتتحول الثورة عن مسارها , وعلى هؤلاء أن ينزلوا الى الشارع المصرى ويتحدثون مع المتظاهرين لآثنائهم عن رغبتهم فى الآنتقام وحرق الوطن , وأن يعلو صوت الحق بدلا من صوت العنف وتدمير منجزات الوطن .

#عبدالله_صقر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات