أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سوسن شاكر مجيد - التفاؤل والتشاؤم سمة تستحق دراستها بعمق لدى الشباب العربي















المزيد.....


التفاؤل والتشاؤم سمة تستحق دراستها بعمق لدى الشباب العربي


سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)


الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 16:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التفاؤل والتشاؤم سمة تستحق دراستها بعمق لدى الشباب العربي
مع أهمية مفهومي التفاؤلOptimism والتشاؤمPessimism في الحياة الإنسانية بشكل عام, وفي الدراسات النفسية بشكل خاص, فان تاريخ الاهتمام بهذين المفهومين لم يتجاوز العقدين الأخيرين, حيث استقطبا اهتمام كثير من الباحثين في مجالات الشخصية وعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس الإكلينيكي وعلم الصحة.
وقد عرف Scherer & Carver التفاؤل, بأنه النظرة الإيجابية والإقبال على الحياة, والاعتقاد باحتمال حدوث الخير أو الجانب الجيد من الأشياء, بدلاً من حدوث الجانب السيئ. وأضافا في نص أكثر حداثة أن التفاؤل استعداد يكمن داخل الفرد الواحد، يتركز في التوقع العام لحدوث الأشياء الجيدة أو الإيجابية، أي توقع النتائج الإيجابية للأحداث القادمة .
ولا شك أن الخلاف كبير بين الباحثين في النظر إلى العلاقة بين مفهومي التفاؤل والتشاؤم, و يمكن أن نشير على الأقل إلى منحنيين في هذه العلاقة:
أولهما: أن التفاؤل والتشاؤم سمتان مستقلتان, ولكنهما مرتبطتان، أي أن لكل سمة متصل مستقل استقلالاً نسبياً يجمع بين مختلف الدرجات على السمة الواحدة، و لكل فرد موقع على متصل التفاؤل مستقل عن مركزه على متصل التشاؤم، وكل سمة هنا تعد – بشكل مستقل – أحادية القطب، تبدأ من أقل درجة على التفاؤل (قد تكون صفراً) إلى أقصى درجة. ويتكرر الأمر ذاته – مستقلاً – بالنسبة للتشاؤم.
ثانيهما: أن التفاؤل والتشاؤم سمة واحدة, لكنها ثنائية القطب Bipolar, أي أن متصل هذه السمة له قطبـان متقابلان متضـادان، لكل فرد مركز واحد عليه، بحيث يقع بين التفاؤل المتطـرف والتشاؤم الشديد، ويتضمن ذلك أن الفرد الواحد – بصورة عامة – لا يمكن أن يكون مثلاً متفائلاً جداً أو متشائماً جداً، حيث أن له درجة واحدة على المتصل (وهو الأمر ذاته في سمة الانبساط – الانطواء.
ويشير كل من (1974) Kelly ,( 1974 )), Thorndike 1998) Nunnaly إلى انه يمكن أن تمثل السمة بخط متصل من السلوك نحاول عن طريق عمليات القياس أن نحدد موقع الفرد عليه في سمة معينة لديه, ويقصد بالمتصل خط مستقيم يتكون من عدد لانهائي من النقاط الممكنة التي تحدد مواقع مختلفة للسمة المقاسة.
واعتماداً على هذا المنحى، فإن قياس هاتين السمتين يمكن أن يتم بمقياس التفاؤل وحده أو بمقياس التشاؤم فقط، إذ أن السمتين متضادتان، وتعد درجة أحدهما مقلوباً للآخر، فدرجة التفاؤل المرتفعة تعني درجة تشاؤم منخفضة والعكس صحيح.
وتكمن أهمية سمة التفاؤل- التشاؤم في أهمية علاقتها بمختلف جوانب شخصية الإنسان السوية واللاسوية. فقد أكدت نظرية سيلكمان في العزو Seligman Theory in Attribution أن الطريقة التي نفسر بواسطتها الأشياء أو الأحداث هي الأكثر تأثيرا على سلوكنا الحالي و المستقبلي أكثر من وقوعها. وقد يكون لها مضامين سيئة أو جيدة على صحتنا النفسية والجسدية .
وتشير نتائج العديد من الدراسات العلمية إلى أن التفاؤل يرتبط إيجابيا بعدد من المتغيرات السوية مثل؛ الصحة النفسية والصحة الجسمية، والرضاء عن الحياة والسعادة, والمواجهة الفعالة للضغوط, وحل المشكلات بنجاح, والأداء الوظيفي, والأداء الأكاديمي الجيد, والانبساط، والدافعية للعمل، وجودة الإنتاج, وضبط النفس, وقلة الألم, والتعب. بعكس التشاؤم الذي يرتبط بالمتغيرات المرضية غير السوية وغير المرغوب فيها مثل؛ اليأس، والميل إلى الانتحار، والوجدان السلبي، والفشل في حل المشكلات، والقلق، والعقاب, والوحدة والعداوة والاكتئاب, والأداء الوظيفي الضعيف.
واشارت دراسة Change (1998) إلى أن المرضى المتفائلين عند تعرضهم لمشقة إجراء جراحات طبية خطرة (تحويل مجرى الشريان التاجي Coronary artery bypass) أكثر قدرة على الشفاء السريع من تعرضهم لمضاعفات صحية بسيطة بعد الجراحة, مقارنة بنظرائهم من المتشائمين. فضلا عن ذلك فان التفاؤل يعمل على تقليل تأثيرات المشقة على الوظائف السيكولوجية, وتبين أن المتفائلين يظهرون قدرا اقل من اضطراب المزاج Mood disturbance, عند استجابتهم لمدى واسع من مواقف المشقة مثل؛ التوافق مع بداية الالتحاق للدراسة الجامعية, وإجراء الفحص الهستولوجي للأورام الخبيثة, أو التعرض لجراحة استئصال سرطان الثدي في مراحله المبكرة.
وأوضحت دراسات أخر إلى أن المتشائمين القلقين لديهم مشاعر سلبية وأقل إيجابية, مقارنة بالمتفائلين أو الأقل قلقاً. وأن التفاؤل مرتبط بالمستويات العالية من التخطيط للحياة, والاكتشاف، والثقة في اتخاذ القرار. أما التشاؤم فإنه يرتبط بالتردد, والحيرة في الحياة, واحترام الذات الواطئ.
وكشف دراسة ((Grewen أن النساء الأكثر تشاؤما لديهن مستوى عال من ضغط الدم الانقباضيsystololic)) أثناء النهار وفي المساء, خلال فترات النوم, مقارنة بقريناتهن الأقل تشاؤما. وكشفت دراسة( Lobel) عن أن التشاؤم المزمن لدى النساء الحوامل يرتبط بولادة أطفال اقل وزنا .
وفي الاتجاه نفسه أشارت دراسات اخر إلى أن هناك علاقة عكسيـة بين التفـاؤل والاضطرابـات النفسيـة والجسمية، فالتفاؤل يؤدي بالشخص إلى الحياة بشكل أفضل, وتفسير مرغوب لأحداثها، ويدعم الصحة الجسمية الجيدة. وفي الوقت نفسه فان الصحة الجسمية الجيدة تؤدي إلى توقع الأفضل في الحياة، أي أن هناك تفاعلاً بين الصحة والتفاؤل, فعند حدوث أي مرض فان المتفائلين يتبعونَ بعناية أكثر النظام الطبي الذي وصف لهم، ويعدلون عن السلوكيات التي تتسبب في حدوث المرض، ويحدث العكس في حالة التشاؤم، فالمرض المتكرر يمكن أن يقود الشخص إلى توقع الأسوأ, أي التشاؤم. كما أن التشاؤم يضعف جهاز المناعة, ويقلل من نسبة الشفاء, ويزيد من معدلات الموت المبكر.
وفي إطار تحديد معدلات انتشار الحالات المتطرفة من المتفائلين جدا والمتشائمين جدا من الذكور والإناث وجد الأنصاري(2003) في مسحه لنتائج ست دراسات على طلاب وطالبات الجامعة, أن النتائج بوجه عام تشير إلى أن معدلات انتشار التفاؤل لدى الذكور أعلى منها لدى الإناث. وبوجه عام, فان معدلات انتشار التشاؤم في السنوات الأخيرة يتراوح بين 15,5%- 18,4% لدى الإناث, وبين 14%- 16%لدى الذكور, وهو ما يشير إلى أن التشاؤم يعد مشكلة نفسية لدى نسب لا يستهان بها من الشباب .
واجرى الحميري دراسة مدى شيوع سمة التفاؤل- التشاؤم لدى الطلبة الجامعيين باليمن ووجد أن أفراد العينة يميلون بصفة عامة إلى التفاؤل.
وحول الفروق بين الجنسين في متوسطات التفاؤل- التشاؤم, فان بعض الدراسات قد كشفت عن ارتفاع متوسط درجات التفاؤل لدى الذكور بالمقارنة إلى الإناث, والعكس من ذلك في التشاؤم.
وفي دراسات اخر فقد ظهرت فروق دالة بين الجنسين في التفاؤل فقط لصالح الذكور, وتلاشت في التشاؤم.
ومما تقدم نقترح بأجراء دراسة عربية شاملة لقياس سمة التفاؤل والتشاؤم لدى الشباب العربي خاصة والعالم العربي يمر بسلسلة من الثورات والصراعات التي هي بلا شك سوف يكون لها تأثير في نظرة الفرد التفاؤلية او التشلؤمية.



#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور من الفساد الجامعي الصورة (2)
- نصائح قيمة من اجل نجاح ابنائنا
- صور واقعية من الفساد الجامعي صورة رقم 1
- اضطرابات النطق والكلام ، الاسباب، العلاج
- الشعور بالوحدة النفسية Loneliness Feelings العوامل والاضرار ...
- تجارب الدول العالمية في ضمان الجودة ومعايير الاعتماد الأكادي ...
- ظاهرة أطفال الشوارع ، الاسباب، الخصائص، العلاج
- العادات السبعة للاشخاص ذوي الفعالية العالية أسلوب شامل لحل ا ...
- كتاب أسس بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية
- اشكال العنف الموجه ضد المرأة العربية
- تطورات معاصرة في التقويم التربوي
- العوامل الطاردة للكفاءات العلمية من داخل الأقطار العربية
- لنسعى الى تغيير قيادات الادارات الجامعية في الوطن العربي
- أفكار تربوية لمعالجة الخجل عند الاطفال
- الأخطار النفسية المحيطة بالأطفال وأساليب العلاج
- الابعاد الاجتماعية والنفسية والتربوية لظاهرة عمالة الأطفال
- تقويم جودة الاداء في المؤسسات التعليمية
- معايير اعتماد التعليم الطبي وفوائد تطبيقها على كليات الطب
- اين نحن من تطبيق معايير اعتماد التعليم الطبي
- القبول في الجامعات العراقية والعربية بين التخلف والمعاصرة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سوسن شاكر مجيد - التفاؤل والتشاؤم سمة تستحق دراستها بعمق لدى الشباب العربي