أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الرئيس .. والزعيم














المزيد.....

الرئيس .. والزعيم


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 20:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعالوا نتأمل هذه الوقائع التى تبدو للوهلة الأولى تافهة.
الواقعة الأولى أن مواطناً – مثلى ومثلك– تذكر فجأة انه شاهد منذ عشرة أعوام، وربما أكثر، أفلام أو مسرحيات الفنان عادل آمام, وتذكر الآن فقط – لسبب ما – أن عادل إمام ونادر جلال وشريف عرفه ولينين الرملى ووحيد حامد ومحمد فاضل قد ارتكبوا – من خلال هذه الاعمال السينمائية والمسرحية – "جرائم" تشيب من هولها الأبدان منها "ان المتهمين بعدوا عن الإسلام والمسلمين باستغلالهم الدين فى أعمالهم للترويج لافكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة وتحقير وازدراء الدين الاسلامى عموما والجماعات الإسلامية خصوصاً مما يضر بالوحدة الوطنية".. يا حفيظ!!
لم يحدث هذا فى الخيال بل حدث فى الواقع، والمواطن المذكور ليس شخصاً افتراضيا وإنما هو شخص من لحم ودم قام برفع دعوى قضائية نظرتها محكمة العجوزة الجزئية يوم الخميس الموافق 26 أبريل 2012، أى منذ أيام.
***
الواقعة الثانية ان المحكمة برئاسة أحمد سميح الريحانى أصدرت حكمها بعدم قبول الدعوى، والأهم هو ما ورد فى حيثيات الحكم من ردود على الاتهامات المروعة.
فعل سبيل المثال، وردا على ادعاء المدعى بازدراء كبار فنانينا للدين الاسلامى استنادا الى استخدام لحن أنشودة "أسماء الله الحسنى" قال الحكم ان اللحن الموسيقى عمل فنى من صنع البشر وليس من الدين فى شئ.
أما تأسيس الاتهام على تقليد الشيخ محمد متولى الشعرواى فقد ردت عليه المحكمة بأنه من الخطأ الفادح إضفاء صفة القداسة الدينية على رجال الدين أو على فكرهم.
ورداً على استنكار المدعى لعبارة وردت فى أحد الأفلام بأن "العالم طلع الفضاء ولسه فيه ناس عندنا بتقول تدخل الحمام بالرجل الشمال والا اليمين" وهو ما يرى المدعى ان به استهزاء بسنن النبى عليه الصلاد والسلام، ومن ثم بشخصه الكريم، قررت المحكمة انه لم يثبت ان ذلك بحديث ولا كان من السنن المؤكدة فهو اجتهاد من بعض العلماء.
***
الواقعة الثالثة – ان المحامى ( أو المواطن الصالح نفسه) رفع دعوى أخرى أمام محكمة "جنح الهرم" مستندا فيها الى نفس الوقائع السابقة، لكن محكمة جنح الهرم كان لها رأى أخر حيث حكمت بحبس عادل أمام ثلاثة اشهر وتغريمه مائة جنيه!
***
فى ضوء هذه الوقائع الثلاثة تثور ثلاثة تساؤلات:
أولها كيف يتم تجاوز التقاليد الراسخة للتقاضى فى الدولة الحديثة التى تحول دون ان يقوم شخص – أى شخص- باغتصاب الحق الحصرى للنيابة العامة، برفع قضايا الحسبة الجديدة؟!
ثانيا: هذه الثغرات التى يتم التسلل منها لتجاوز تقاليد التقاضى الراسخة تطرح بدورها تساؤلين أساسيين.. الأول عن أسباب التلكؤ فى إصلاح المنظومة القضائية وتحديثها وتعزيز استقلالها، والثانى عن أسباب الإبقاء على القوانين سيئة السمعة التى يتم الاستناد إليها فى العبث بالعدالة بناء على عبارات مطاطة وحمالة للأوجه وهل هناك ما يمنع من استخدام نفس "المنطق" للتفتيش فى صدور وكتابات وأعمال مفكرينا، بما فى ذلك أعمال يعود تاريخها إلى عقود؟!
ثالثا: فصائل الإسلام السياسى – على تنوعها وتعددها- جزء لا يتجزأ من الجماعة الوطنية، ووجودها حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، بل ان الكثيرين كانت ولازالت تراودهم الآمال فى أن يثرى هذا التيار التجربة الديموقراطية.
لكن الممارسة العملية قدمت لنا وجها مختلفاً، حيث رأينا إصراراً من بعضها على إقصاء الآخرين ومحاولة استبدال الاستبداد السياسى لنظام مبارك باستبداد دينى.
فهل استشهد الآلاف من أبنائنا وبناتنا لنستبدل استبداد مبارك وحبيب العادلى باستبداد جديد يحاول وضع أقفال من حديد على أفواه المبدعين والمفكرين.
والأكثر إثارة للعجب ان يحدث ذلك ونحن فى غمار انتخابات رئاسية غير مسبوقة نتطلع جميعا ان تكون احدى المحطات الرئيسية على طريق نقل بلدنا الى مصاف الدول المدنية الديموقراطية الحديثة.
ولهذا .. يجب ان ندقق كثيراً فى اختيار الشخص الذى نريد أن يتبوأ هذا المنصب الرفيع.. حتى لا نلدغ من ذات الجحر مرتين.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسكات «لغة العصر»!
- .. هذا الحزن القومى!
- حسنى مبارك...براءة !
- السيريالية ... المصرية
- العيب ليس فى الجنزورى
- هل نقتل زياد العليمى؟!
- تعقلوا.. يا مصريين!
- الكاتب -الجاد جداً- .. جلال عامر
- الترحيل القسرى ل -النهضة- من مصر... إلى القرون الوسطى
- حتى لا يكون رئيس الجمهورية مجرد ظل
- لماذا التمسك بمجلس -لا يهش ولا ينش- ؟!
- مبارك رئيساً لمصر بقرار من الديب !
- مصطفى الحسينى يعود إلى -الساقية-
- رئيس الجمهورية الفاضلة
- إيهاب أشعيا.. تذكروا هذا الاسم
- البيان رقم واحد!
- إنها سياسة -المكايدة-.. يا ذكى!
- الثورة .. مستمرة
- تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!
- مفيش فايده !


المزيد.....




- رد فعل غريزي مدهش.. فيلة تشكّل -دائرة تأهب- لحظة وقوع زلزال ...
- -يشمل نزع سلاح غزة-.. مسؤول في حماس يكشف تفاصيل المقترح الإس ...
- مؤتمر دولي حول السودان في غياب طرفي الصراع، وارتفاع الانتهاك ...
- الزائر الأحمر يربك سماء العراق وأكثر من 1800 حالة اختناق
- شركة يابانية تكشف عن ذئب آلي (فيديو)
- عريضة إلى نتنياهو من وحدة السايبر الهجومي والعمليات الخاصة ب ...
- مقتل 19 مدنيا وإصابة 85 آخرين بهجمات أوكرانية على مناطق روسي ...
- غوتيريش يعرب عن قلقه البالغ إثر استهداف مستشفى الأهلي في غزة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل قصف غزة.. قتلى وجرحى وتدهور غير مسبوق ...
- الخارجية اللبنانية: المحادثات مع الرئيس السوري كانت بناءة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الرئيس .. والزعيم