أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟














المزيد.....

ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:39
المحور: القضية الكردية
    


منذ سقوط الدولة العثمانية عام 1924 وإنحسار النفوذ الترکي عن عموم البلدان الاسلامية التي کانت تخصع له ردحا طويلا من الزمان ، لم تشهد المنطقة برمتها تحرکا سياسيا محموما للساسة الاتراک کالذي جرى و يجري بعد حربي تحرير الکويت و تحرير العراق . هذه التحرکات على الرغم من أنها ترجع أساسا الى الاطماع الترکية القديمة في العراق ، لکن الذي أذکى جذوتها و نبه ساسة و جنرالات أنقرة الى أهميتها و خطورتها ، هو التيار الاسلامي الترکي الذي أنشأه " نجم الدين أربکان" ويجسده الان " حزب العدالة و التنمية " الذي يتزعمه " رجب طيب أردوغان" . هذا التيار الذي لم ينشأ إعتباطا أو من جراء " الحرص " الاسلامي للساسة الترک على مستقبل الدين الاسلامي ، بقدر ماکان سباحة ترکية ذکية مع تيار الاسلام السياسي الذي بدأ يسود المنطقة خصوصا بعد ظهور " المجاهدين" الاسلاميين في أفغانستان عقب الغزو السوفيتي لهذا البلد و کذلک الثورة الاسلامية في أيران التي أطاحت بشرطي المنطقة الشاه محمد رضا بهلوي . وقد کان أيجاد مثل هذا التيار السياسي في ترکيا بمثابة عملية توازن سياسي في المسار الترکي بإتجاه إسرائيل و العرب بشکل خاص ، فعقد التحالفات العسکرية و الامنية و السياسية بين تل أبيب ـ أنقرة على حدة ثم توسيعها لتشمل واشنطن أيضا لم يکن بذلک العمل الهين الذي من الممکن أن يتغاضى العرب عنه ، خصوصا و أن لترکيا حدود و هموم مشترکة مع أکثر من دولة عربية وإن التهافت الغير موزون و المحدد على إسرائيل هو بمثابة وضع الکرات الترکية جميعها في السلة العبرية ! ولذلک جاء إنشاء هذا الجناح الاسلامي في رحم السياسة الترکية کوليد بوسعه أن يعيد التوازن المطلوب للمرکب الترکي الذي جرفه التيار العلماني العاتي بعيدا عن الشطآن الاسلامية حتى باتت في بعض الاحيان بمثابة وجه غريب و غير مألوف على المنطقة . ولم تکن الصدفة هي التي أوصلت حزب الرفاه الاسلامي الى دست الحکم کما أن الجنرالات الکماليين لم يشعلوا الضوء الاخضر لهذا الحزب الاسلامي من دون هدف و إتفاق مسبق ، وإنما کان عمل ضروري و ملح إستوجبته الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة ولاسيما بعد الضوء الامريکي ـ البريطاني الاخضر للکورد بإنشاء برلمان و حکومة محلية خاصة بهم . ولقد کانت الجولات السياسية لرئيس الوزراء نجم الدين أربکان في العقد المنصرم إيذان ببداية سياسة التوازن الترکية بين العرب و حليفتها الاستراتيجية إسرائيل . والحق أن العرب لم يکونوا بالوضع الذي يسمح لهم لدراسة الوضع الترکي الجديد وأنما تقبلوه عن طيب خاطر وإعتبروه ضروريا للوقوف بوجه النفوذ الاسرائيلي المتعاظم في أنقرة ! وقد تأرجحت السياسة الترکية فيما يخص سوريا في دفعها الى عنق الزجاجة و إجبارها على التخلي عن حزب العمال الکوردستاني و إبعاد زعيمه عبدالله أوجلان الى خارج سوريا ليقع في النتيجة في قبضة الموساد و CIA حيث قدم کهدية على طبق من ذهب لترکيا للدور الذي أدته و تؤديه أنقرة خدمة للسياسة الغربية و الاسرائيلية في المنطقة و العالم و بين التعاون المشترک بإتجاه تحجيم دور الکورد المتنامي في کوردستان الجنوبية و العمل على ضمان عدم عبوره " فکريا و سياسيا" للمناطق الکوردية المتاخمة في ترکيا و سوريا و إيران . أما السياسة الترکية مع العراق فسارت قبل سقوط النظام السابق بإتجاه إبزازه و الاستفادة القصوى منه فيما يتعلق بالهم الکوردي من جهة و حلبه إقتصاديا من جهة أخرى . لکن الامر مع الکورد أنفسهم فقد إتخذ سياق التعامل معهم کأحزاب سياسية لأغراض أمنية و إقتصادية محدودة لکن الاتراک لم ينسوا في ذات الوقت أن يدعموا تنظيمات سياسية ترکمانية معينة لغرض جعلها طابورا خامسا لها في داخل الاقليم الکوردي ، وإستطاعت ترکيا أن تستغل النزاعات السياسية و الحزازات الحزبية بين الکورد و السعي لتقوية الاحزاب الترکمانية الموالية لها . وبعد سقوط حکم البعث وتوسيع رقعة النفوذ الکوردي ضمن المناطق ذات الاغلبية الکوردية تصدت ترکيا لهذا الامر من خلال تبنيها المباشر لمسألة کرکوک و جعلها من أولويات السياسة الترکية فيما يتعلق بالشأن العراقي ، وما تصريحات الساسة الترک المتکررة بشأن کرکوک و التي کان آخرها دعوة الامم المتحدة لتبني الامر ، إلا ترجمة فعلية للسياسة الترکية على أرض الواقع . إلا أن ترکيا المشطورة بين أوربا المسيحية و إسرائيل اليهودية من جانب و العرب و المسلمين من جانب آخر تطير خارج السرب مرة أخرى ، إذ أنها إرتکبت نفس الخطأ تأريخيا حين طالبت بولاية الموصل بإعتبارها ترکية ! ذلک الطلب الذي جابهه إخفاقا ذريعا سوف لن تحصد ترکيا نتائج أفضل منه فيما يتعلق بکرکوک وبالاخص إذا تدخلت الامم المتحدة و تم الرجوع الى المستندات و الوثائق القانونية فيما يتعلق بالکورد المرحلين من قبل النظام السابق عنوة عن کرکوک" وهو مطلب يقره القانون الدولي و تتفهمه أمريکا و دول أوربا" حينئذ ليس أمام أنقرة سوى طريق واحد و هو أن تحلم کل ليلة بکرکوک وقد ألحقت بترکيا !!

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...
- الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء
- إيران النووية..إبحث عن الدجاجة
- أزمة الحضارة الغربية و اللاأزمة في الشرق
- المرأة و الخرافة
- حزب البعث الالماني الاشتراکي الخجول جدا جدا
- القضية الفلسطينية بين خيار الحماسة و منطق العقل
- أحمد سالار ...من أجل مسرح کوردي أصيل و معاصر
- رجل أم مجرد ظل لديک
- شئ عن الموقف و أصحاب المواقف
- الى أنظار صحفيي و ناشطي حقوق المرأة و الانسان في العالم : شم ...
- مظفر النواب : کلام متواضع في حقه
- أحمد رجب..معلمي و أستاذي و مناري الاول في عالم الصحافة
- فتاة طارت من أربيل الى مکة
- الى الاخ نزار رهک قليلا من الموضوعية في تقييم خيار الشعوب في ...


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟