صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 11:42
المحور:
الادب والفن
[نصّ مفتوح]
.... .... ..... .......
برسيمُ العالَمِ بين أيديكم
ولا تشبعون ..
شعيرُ العالَمِ بين معالفِكُم
ولا تشبعون!
بكاءُ الرُّوحِ
احتراقٌ دائمُ الاشتعال!
قحطٌ إنسانيّ
متغلغلُ في عظامِكُم
في رؤاكُم
شراهةٌ مريضة
شائخة
مُتفشّية في دمائِكُم!
إنّي لَمْ أرَ ولَمْ أسْمَعْ في حياتي
حيواناً مفترساً
يقتلُ حيواناً آخر
من نفسِ الفصيل!
لَمْ أرَ ذئباً يَقتِلُ ذئباً ..
ولا أفعى لدَغَتْ أفعى!
لا يرى ذاتَهُ من الدَّاخل ..
حالَمَا يراها يهربُ منها بعيداً ..
يعيشُ كالبهائمِ
يُحرِّكُ أعماقَهُ شيطان ..
لا يتوانى دقيقةً واحدة
عن تفريغِ سُمُومِهِ
في قُلُوبِ الآخرين ..
نسى أو تناسى
أنَّ الآخرينَ من لحمٍ ودمّ!
إنّي خسرتُ الرِّهان ..
خَسَرْتُ الرِّهان!
أتموتُ أغصانُ الرُّوحِ
قبلَ أن يَحُلَّ الوئام؟!
أيُّها الإنسان
أنتَ بحاجة إلى محرقة! ..
محرقة تُطهِّرُكَ من الدَّاخل
مِنَ السُّمومِ العالقة
في جنباتِ روحِكَ ..
تحتاجُ إلى محرقة
ولا كلَّ المحارق
.... .... .... يُتْبَعْ!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
مقاطع من الجزء الخامس من أنشودة الحياة.
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟