علاء دهلة قمر
الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 18:30
المحور:
الادب والفن
غُربتها طالت .. ووجعها بدأ يتسللُ لما تَرَكتهُ مُعلقاً في دار جدها ألقديم ...حيث كانت تعيش .. فبعدَ سنوات في بلاد ألمهجر ... شدَّها ألشوق وألحنين لذكريات صبا لاتنسى ...وألام شباب لازالت يانعة ... ولقاء صديق على رصيف ألأنتظار ... وكراسات دار ألفنون ألتطبيقية ولوحات إحدى معارضها ألفنية في قاعةٍ لايزال يُحكى رواقها أحاديث فن وثقافة وزمالة وقصاصات ورق بعثرها ألمخبرون ألذين يرتدون ألملابس ألخاكية ويترصدون كل تحركاتها بحجة أو بأخرى .
حلت تلك ألأنثى ألجريئة ضيفة على ألباقين من أهلها واحبتها لتمسح دموع أمها ألتي ماجفت منذُ أعدام آخر أخوانها ألستة ،،، ورحيلها الى وطن ألمنافي .. لتسعد طفلاً بثياب عيد جديد .. وكي تكتحل عيناها بنخيل الناصرية وشاطيء ألأعظمية ... ستفرح وإياهم بلقاء طال انتظاره .. كان البعد سياجاً .
مُعلنةً .. تعالوا نركن بعضاً من خلافات طواها الدهر .. ونستعيد ذكريات تَستَنزلُ ألمطر وخضرة ألمروج ... ذكريات شعت كنوار الربيع حين يلثمهُ ندى الحدائق .
قالوا إليها ... إنكِ حينما تعودين ستحملين لكل ألأحبة هناك عطور ألمسك وألعنبر وبهارات عطاري ألشورجة وتمائم قدسية من فلكلور وحضارة بلادنا العريقة ... وحكايات لاساطير مجامر الرماد وألف قصة نلوكها بلا ملل في حلقات السمر ...
ستحملينها كقلائد الرازقي وهي تشع حباً ودفئاً في أماسي ألزمهرير لمدن ألثلج ... وسترن أجراسها في بلاد الغربة لنُذكِرُكِ بالحنين المهاجر لوطن ألأهل ....
سنحزم مع حقائب سفرك غزولاً من خيوط صاغها قمر لا يعرف ألمحاق ،،، ونسيجاً يشع بالضياء من شمسنا ألخرافية ... وأُمنيات معطرة بشذى حدائق ألبصرة ، ونوارس أهوار ألعمارة ومواويل دجلة وأهازيج ألفرات وأُمسيات بغداد ألخريفية .
حين تهبطين هناك ستزورين كل دار لأحبة لنا غادرونا مُرغمين ... وستوزعين أُمنياتنا لكل أهلنا وكل صديق ... وقولي لهم ستبقون تراتيل ذكرى ومحبة في حدقات ألعيون ونبض ألقلوب ،،،،
#علاء_دهلة_قمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟