كؤوس الغربة

نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 11:22
المحور: الادب والفن
    

-1-
اتصلت شقيقتي
عبر ألوف الأميال والحنين
سألتني كيف حالك في الغربة؟
صمتُ مندهشاً
كأن ماء بارداً سُكِبَ في ظهري
بلا تفكير أجبتُ :
الغربة عندكم يا أختي
لو فكرتُ لثوانٍ
بعدها مهما أجبتُ
كنتُ كذبت
أنا الزحفتُ على روحي
عقدين بين ألفيتين نحو الوطن
ما إن وصلتُ مع الشيب
بحثتُ بكل ما أوتيت
عن مطار أو نفقٍ أو مفازة
كي أغادر.
-2-
آخر بلاد في الأرض
كنتُ أخالني أقرأ رملها
أكتب الآن من فرنها
يا وطني ما أكذبني
لو قلتُ ندمتْ.
-3-
لستُ صوفياً
فلا أروم اتحاداً
ولا وجدتُ الشوق في القرب
كلُّ هذا الجديد / العتيق كالولادة
أدين به لكؤوس الغربة
وكروم البعد.
-4-
أقلعتُ عن الموت في حبّكِ
فلا تقتربي
وعن ألوان الكذب
مهما كنتِ ابتعدي
فما ألفيتُ في الحبِّ قطّ
غير لوحاتِ الحياة .
-5-
بعد كلِّ ما لاقيتُ
لن تدعوني جلالتكِ
لقهوة أخرى.
-6-
لو زلّت بكِ قدم الوجدِ
في دروب الأنا الموحلة
أو على ضفاف النرجس العجوز
ليس بوسعي أن أكون
إلاّ النهر النائي
رغم كهولته الهادئة
ميمّماً أقصى البحار.
-7-
أحبكم .....أبعد من النجوم

#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات