|
المرأة ـ من الســـــــــيادة إلى الاضطـــــــهاد
محمد الحاج ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1089 - 2005 / 1 / 25 - 12:34
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لحظة الخلق بآدم وحواء ،أم بالذكر والأنثى، كانت سرُّ البداية الأولى للبشرية ،والتي أنتجت وليدها الأول لتبدأ الحياة وتستمر نتيجة لصراع البقاء الفطري والذي هو سمة كل الكائنات الحية العاقلة وغير العاقلة، ولأن الإنسان تمتع وتميز بالعقل المُفكّر والمحلّل والمبدع تمكّن أن يصنع تطوُّره بيده ويصنع الحياة على قاعدة المعرفة التي استمدّها من الواقع ،رغم أن الكائنات غير العاقلة تتمتّعُ بسلوك ساع لحماية نفسها من شرور الطبيعة البسيطة،لكن الإنسان واجه شرور الطبيعة المركبة بحنكة العقل الخاص به، لذلك تطوّر وطوّر معه الكائنات غير العاقلة التي دجّنهاوابتكرأنواع وأصناف وأشكال عديدة منها . طبيعة الحياة فرضت شكلا من التعامل بين الأبوين الأوائل ووليدهم الأول، فكانت المرأة و بحكم الضرورة التي فرضتها الإمكانيات قد اختصت بالإرضاع الذي خلق علاقة نوعية مع وليدها ،فعملت بكل جهدها على حمايته من الطبيعة وبقاءه واستمراره، فكانت ينبوع الخصب والحياة، ونتيجة لهذه الإمكانيات والضرورة بقي التلاصق قائما بينهما ،فنقلت له المعرفة تدريجيا مع نموه العقلي والبدني التي كونتها عبر تعايشها فكانت صانعة الحياة والمعرفة. قدسية المرأة جاءت نتيجة لهذا العطاء المتميز والذي لايتمكن منه الرجل، فبقي حرّا إثر الولادة الأولى ، وتحدد عمله بتأمين حاجاتهم للعيش ومساعدة الزوجة للقيام بمهامها والحفاظ على وليدهما الذي يعني بقاؤه استمرار الحياة ،وبالتالي كان دور الرجل ثانويا وليس رئيسيا . العلاقة الخاصة بين الأم ووليدها منحتها خصوصية المعرفة بالعيش والاستمرار والتطور ،من تحسين العيش واختيار الطعام المفيد والابتعاد عن الضار منه ،وطورت حركتها نحو الطبيعة فاستأنست من الحيوانات ما أمكن استئناسه من ماشية وطيور دجنتها لتعيش معها ،واستفادت من ناتجها للغذاء،ومن ناتج الماشية من الصوف لتغزله فنسجت منه ما يحميها وزوجها ووليدها من تأثير الظروف الجوية القاهرة والمتنوعة ،وحددت المواد النباتية الضرورية للعيش ،فزرعتها واعتمدتها كمادة أساسية كالقمح، ولا ننسى أنها صانعة اللغة التي بدأت تناغما فنقلتها لوليدها،وبعد أن تطورت الخلية إلى مجتمع وتوزعت المهام وتعددت اخترعت التجاره التبادلية السلعية، ومع تطور الإنتاج الزراعي وتوسعه وازدياد عدد الحيوانات والطيور المدجنة أصبح هناك ضرورة للقوّة البدنية التي يتميز بها الرجل ،مما أحدث فرزا موضوعيا تكليفبا مرتبطا بالقدرة على هذا العمل ،فكان ذلك من نصيب الرجل وهذا ماكان له دور في التأسيس لسطوة الرجل وتحكمه بالاقتصاد وبداية الملكية الخاصّة الفردية التي كانت بداية الطريق نحو الانفصال (الأنثوي الذكوري)، بعد أن كانت المهيمن أو السيدة، فتحول دورها شيئا فشيئا مع تقدم الفعالية الاقتصادية وتطور المجتمع إلى تابعة بعد أن كانت السيدة ثم الآلهة ،وتم سلب خصوصيتها في إنتاج الحياة واختزالها ،وبذلك تحولت إلى تابع ضعيف للرجل تم سبيها وتحويلها إلى جاريه وباغية، وبذلك انتهى دورها الرائد ليبدأ دور التبعية. تبلورت حالة المرأة قبل الأديان ،وبعدها خضعت لتشريعات الديانات السماوية الثلاث (اليهودية،المسيحية،الإسلام)،واختلفت صورتها من ديانة إلى أخرى ،فبقدر ما كانت عليه من اضطهاد في التشريع اليهودي (نجاسة المرأة) ،تحول ذلك إلى تكريم في المسيحية والإسلام، وهذا ما حدّد قاعدة تقييم المرأة، بين النفعية في الصورة اليهودية، والتكريمية المعتقدية في المسيحية والإسلام ،والصورة الأخيرة ناتجة عن فهم البداية الأولى للبشرية ودور المرأة فيه بما يتعلّق بإنجازاتها عبر التاريخ البشري . في القوانين المدنية ،للمرأة ما للرجل وعليها ما عليه، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانيات كل واحد منهما ،وهذه المساواة قائمة على أساس المواطنة وحقوق الإنسان، أما قانون الأحوال الشخصية فهذا محدد حسب مرجعيته، إما دينية(للذكر مثل حظ الانثيين) ،أووضعيه(المواطنة)،وبالتالي نجد أكثر من حالة تتعلق بهذا الجانب من وضع المرأة في العالم ،ففي المجتمعات المتقدمة تقنيا ليس بالضرورة أن تكون المرأة أحسن حالا منها في المجتمعات المتخلفة على نفس الصعيد، إذ أن العقلية هي الحاكمة بهذا المجتمع أو ذاك على المرأة، وهذه عائدة بتكونها لموروث ثقافي معرفي يتعلق بها، ففي بريطانيا لازالت تعاني من ملكية الرجل لها كأية سلعة يتصرّف بها حتى يومنا، وفي فرنسا سُمح لها المشاركة في الانتخابات لأول مرة بتاريخها عام 1953 ،واضطهادها هذا دفع بالبعض من الفلاسفة والمفكرين ليطرحوا مشروع تحرير المرأة من الاضطهاد لاعتبارات عديدة (أساس الحياة،نصف المجتمع،المواطنه)،وتبنت هذه الطروحات معظم الاحزاب العلمانية في العالم، لتعلن ثورة اسمها (تحرير المرأة)التي غيرت في العديد من النصوص، وأضافت نصوصا جديدة في قوانين الاحوال الشخصية لدى دول الكتلة الشرقية تتعلق بالمرأة، لتتحول إلى مواطنة بعد أن كانت كما كانت عليه في اوروبا قبل هذه الثورة من تبعية للرجل يتصرف بها كأية سلعة، وأخذت الدول ذات العلاقة الثورية مع الاتحاد السوفييتي نفس المنحى، فغيرت بعض هذه الدول بقوانينها وخاصة قانون الاحوال الشخصية، فأضافت قوانين جديدة خاصة بالمرأة، وما أصاب منطقتنا العربية من هذه أخذ ثلاثة أشكال حسب التصنيف في أواخر القرن العشرين: 1-دول تقدمية 2-دول توفيقية 3-دول رجعيه
الدعوة إلى تحرر المرأة تبنتها معظم البلدان الاشتراكية ،فأصدرت قوانين ومراسيم خاصه بهذه الدعوة، وأعطت للمرأة حقوقا كانت مهضومة ،من هذه الحقوق حقها في المشاركة بالانتخابات، والانتظام في المنظمات السياسية ،والتعليم إلى أعلى مراتبه ،وتقلدها مراتب في الدولة ،ودخلت السلك العسكري ،والشرطة ،والقضاء ،واستلمت وزارات ومؤسسات ضخمة أثبتت جدارة عالية بإدارتها، وأيضاصدرت قوانين عصرية بما يتعلق بالأمومة وكثير من الحقوق التي صارت حلما لدى النساء في الدول الرأسمالية ،وباختصار أصبحت مواطنة في هذا البلد أو ذاك . في البلدان التي نهجت نهجا وسطيا وهي ماعرفت برأسمالية الدولة، والتي كانت محسوبة بالمعنى السياسي على الاتحاد السوفييتي، أيضا عدلت بالكثير من قوانينها الاجتماعية ،بما يحفظ حقوق المرأة في الزواج والطلاق والعمل والولادة والأمومة وغيرها من التعديلات ، يُضاف إلى هذه الدول الأحزاب الشيوعية في العالم كله والتي فعلت فعلها بهذه الثورة الداعية إلى تحرير المرأة من الغبن والاضطهاد، فمارست أدواراً كلٌّ حسب بيئته والوضع الاجتماعي والحالة الدينية وتأثيرها في هذا المجتمع أو ذاك ،وبما يتعلق بالمنطقة العربية فقد تميزت الفترة مابين أواخر الخمسينيات وحتى انهيار الاتحاد السوفييتي بحراك عام، إذ أن كل الأحزاب العلمانية تبنت تحرير المرأة وتحركت لتحقيق الشروط الموضوعية لهذا التحرر ،أما في سوريا فقد ساعد هذا الحراك وجود ظرف حقيقي حققته الدولة رغم الانقلابات العسكرية المتتالية منذ الاستقلال وحتى عام 1970،فقد كانت الحكومات المتعاقبة كلها مع تحرر المرأة على أساس أنها تشكل النصف المعطل من المجتمع ،الذي يتحرك نحو التنمية التي لايمكن تحقيقها إلاّبفعل المجتمع كاملا. ثورة الدعوة إلى تحرير المرأة واجهت عقبات مزدوجة إحداها من التيار المحافظ عالميا بتنوعاته والذي شنّ هجومات شرسة مستندا إلىمرجعيات ونصوص تكفيرية تالية وليست أساسية، لازال وجودها حاضرا بقوة في كثير من البلدان، وهو ماواجهته المرأة في بعض الدول العربية أخيرا بالتحريض ضدها لمنعها من دخول الانتخابات البلدية أو البرلمانية، أما الثانية فكانت من داخل الثورة نفسها، والتي أخذت شكلين أوله الممارسات الخاطئة للبعض من دعاة التحرير الذين استغلوا الثورة هذه لمآرب شخصية أعطى صفة الانحراف بالمعنى الاجتماعي، وهوماأدى إلى العزوف عن المتابعة في هذا الطريق من قبل البعض، أما الثاني فكان من المرأة نفسها مما تعانيه من استلاب حملته من المجتمع الذي ترعرعت فيه، والذي شكّل وعيا لديها وهو مااخترت تسمية له بـ(وعي العبيد)،الذي لايقبل حريته ويدافع عن استعباده،فهذه الشريحة لاتؤمن بأنها وُلدت حرّةً ،وبالتالي فهي تُقيّد نفسها بقيود الماضي وتبقى مأسورة له دون الحد الأدنى من التفكير بالحقوق المهضومة تاريخيا،هذا الاستلاب مضافا له السلوك الخاطىء للبعض من دعاة التحرير الذي شكل فزاعة للأُخريات بحكم الضحايا الاجتماعية من جراء الاستغلال الجنسي حصرا، أبطآ حركة هذه الثوره وتقدمها التي كانت دعوة لتحريرها من كل أشكال القهر الذي شكّله الفهم الخاطىء للدين، ومن ممارسات جنود الدول التي استعمرتنا واللذين دفعا المجتمع لتحجيبها وتلثيمها خشية العار الذي صار ثقافة واختزلها بمعايير الاخلاق التقليدية لتكون عنوانها. هذا النضال كان غايته أن تأخذ المرأة مكانها الطبيعي في المجتمع الذي تُشكِّلُ نصفه، لكن الضحايا شكلت ناظما جديدا بإطاره العام ليعيدها للوراء، بعد أن كانت في المقدمة تناضل دفاعا عن حقوقها ،وبقيت بالوضع الحذر رغم القوانين التي ساهمت كثيرا بحمايتها من كل أشكال الاستغلال. ارتبطت الشريحة المحافظة منهجيا مع الامبريالية العالمية بحربها على كل أشكال التحرر والثورات التي قامت للدفاع عن المسحوقين في العالم، والذي شكل الاتحاد السوفييتي مركزا له، وصار هناك صراعا عالميا بين كتلتين عالميتين الاتحاد السوفييتي مع الدول والاحزاب الموالية له، والكتلة هذه تدعو الشعوب الى التحرر من كل أشكال الاستعمار والقهر الطبقي الذي يتضمن المرأه مع بعض الملاحظات،أماالكتلة الثانية فتمثلها الامبريالية العالمية مع الدول التي صنعت حكامها لتحول هذه البلدان إلى تابعة سياسيا واقتصاديا والتي كان لها موقف من ذلك، والأكثر شناعة ان الامبريالية العالمية لعبت على العقل الديني في البلدان المتخلفة بما يتعلق بالأخلاق التي اختزلتها بالمراه، فوصفت كل داعي الى تحريرها بالمارق والمنحرف وأقامت الحد عليه، وهذا ماشكّل شرخا اجتماعيا تجذّرليُشكّلَ قاعدة جديدة للتكفير المعتقدي والسياسي على خلفية الاخلاق التقليدية التي شكلت ناظم العقل العام غير الواعي، ماجعل معاناة دعاة المراة قاسية جدا وهو ماتحدث عنه جورج بوليتزر في كتابه((أصول الفلسفة الماركسية))،ففي المجتمع الاسلامي وهذا مثال من أمثلة كان دعاة تحرير المراة ضد تعدد الزوجات مستندين إلى دراسات اجتماعية تبين آثاره المأسوية والى الآية(وإن لم تعدلوا فواحده ولن تعدلوا)، ماأثار حفيظة من اعتبر التعددية شرعية لينتقل الصراع الى هذه المجتمعات فيُجذّر ثقافة الالغاء بين التيارين وهو ماتعمل له القوى العالمية الممانعة للتنمية في بلداننا، بخلق مشاكل داخلية تلهينا عن الاهتمام بالمسائل الأساسية للبناء الذاتي الوطني والقومي. المرأة تشكل نصف المجتمع معطلا كان أم فاعلا ،وكل المجتمعات التي تسعى للبناء لابد لها من استخدام الطاقة البشرية بكاملها للمساهمة بهذا البناء، ولابد لتحقيق ذلك من حرية النصفين، تلك الحرية القائمة على المعقول، وعلى الأسس العلمية المبدعة ،ليأخذ المواطن ذكرا أم أُنثى دوره في عملية البناء هذه على أساس المواطنة وليس الغربة والتهميش لأي كان.
#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السعادة دلالة الوطن والعيد
-
حزب العمال الثوري العربي
-
الد معــــــــــة السخيّـــــــة))
-
القضية الكردية - مداخلة على طريق الحقيقة ل محمد تومة
-
الإلحـــاد ـ رؤيـة أم طقـس؟
-
النتائج النفسية للاحتلال ـ العراق مثالا
-
الناصرية ـ خيار الديمقراطية
-
ذاكرة أُمّه ـ فوضى التخلف إلى أين؟
-
أسامة أنور عكاشة على ذمة ثقافة الإلغاء
-
أسئلة محرجة لبوش؟!
-
الأغنية الشبابية ودور الاعلام
-
حقوق الإنسان في سورية
-
علاوي… أبكى العراقيين على صدّام وأيامه
-
!!!!ماسرُّعلاج القادة العرب في الغرب؟
-
قانون الطوارئ التداولي من صدام إلى العلاوي
-
الزرقاوي في الفلوجه كأسلحة الدمار الشامل في العراق
-
بن لادن ـ أمريكا
-
المثقف السياسي بين التكفير والتحرير
-
قانون الطوارئ _ من الإستثناء إلى القاعدة
-
الإستبدادُ مقدّمةٌ للإحتلال
المزيد.....
-
الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج
...
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال
...
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|