أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاها يحيا - المرتزق جنادري (الإفك) لايورث (فدك) يا أسعد البصري!.














المزيد.....

المرتزق جنادري (الإفك) لايورث (فدك) يا أسعد البصري!.


طاها يحيا

الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 20:23
المحور: الادب والفن
    


يا أسعد الشاعر الأخير، وطنكَ المسعور نصف ذئب وفي بريء مِن دمكَ، ابحث عن المرتزق!.

سعدي يوسف: ما آبَ من سفرٍ إلاّ و ... أنا امرؤ يحبّ الأسفارَ ، حتى القريب منها، كأن تسافر بقطار اليوروستار من محطة كنج كروسٌ اللندنية إلى بروكسل.
كنت زرت بروكسل مرةً لأقع ضحية احتيالٍ من جانب مسرحيّ عراقيّ كان يقيم في أنتويرب، ولربما حتى اليوم.
الآن اختلفَ الأمرُ، فأنا ذاهبٌ أزورُ صديقةً بلجيكيةً كنت أعيش معها أيامَ باريس العجيبة.
أوكتافيا دي بويسير.
كانت أوكتافيا زوجةً للرسام البلجيكي المعروف ديس دي برون (توفي في العام 1998).
في باريس افترقا، أوائل التسعينيات، فقررت السيدةُ العيشَ معي في الضاحية الباريسية أوبرفيلييه.
Aubervilliers
تقلّبتْ بنا الأمكنة والظروف، لكنا ظللنا على صلةٍما.
قبل عشر سنين زارتني في لندن.
الآن أزورها ، في نيسان، بعد سنواتٍ عشرٍ، ملأى.
لسنا، نحن الإثنين، في غضارة الصبا.
الزيارة، إذاً، لها معنىً أعمقُ.
في شباط الماضي قلت لأوكتافيا: أريد أن أزوركِ. قالت: مرحباً بك. قلت: سأبقى أسبوعين. قالت:
ابقَ ما شئتَ. سألـتُها: في مسكنكِ؟
أجابت: أين إذاً؟
*
أوكتافيا تعيش في حيّ غير بعيد عن وسط العاصمة، حيّ مختلط الأجناس واللغات. منزلها قريب من محطة مترو. في منزلها كلبان، أحدهما نصف ذئب.
شقّتها أقرب إلى أتيلييه، وتضمّ عدداً من أعمال زوجها الراحل.
قدّمتْ لي سريرها، وارتضتْ لنفسها سرير الضيوف.
الكلبان يعيشان معها في الشقة.
*
أوكتافيا تغنّي في أوبرا شعبية.
تروي حكايات للكبار والصغار.
وتتابع باهتمامٍ المعارضَ التشكيلية.
*
لأوكتافيا علاقة وثيقةٌ بمركز ثقافيّ فلمنكيّ (تمييزاً عن الثقافة الوالونية الفرنسية)، اسم المركز: سينما Zinnema
وهي تذهب إلى هناك أكثر من مرتين أسبوعيّاً.
*
مساء السابع عشر من نيسان، أي ليلة سفري عائداً إلى لندن، قالت لي: أنذهبُ إلى المركز؟ هناك جازٌ حيٌّ. هي تعرف أنني أحبّ الجاز. قلت لها : لكنْ علينا ألاّ نتأخر . قالت: ساعة واحدة فقط!
ابتدأ الجاز متأخراً ساعةً تقريباً عن الموعد المقرر.
أوكتافيا ظلّت تكرع النبيذ. أنا امتنعتُ تقريباً.
ضجرتُ.
خرجت من القاعة أتمشّى في الممرّ لعلّ أوكتافيا تخرج لنعود إلى شقّتها.
لا خبر.
أخيراً جاءني مدير المركز وزوجته. قالا لي: أوكتافيا زادتْها هذا المساء. أنت تعرفها.
خرجتْ أوكتافيا ضاحكةً.
بمجرد بلوغنا الشارع، فقدتْ صديقتي القدرةَ على السير المتزن.
قلت لها: الخير أن نعود في تاكسي.
رفضتْ.
هكذا سرنا بمشقّةٍ حتى بلغْنا محطة المترو.
كانت الساعة حوالي الحادية عشرة.
في المدخل، كان الحرّاس ذوو السترات الحمر المخططة، يبدون مغاربةً، وكان أيضاً عددٌ من الشبّان المغاربة يتمازحون ويتصرّفون بصورة مريبة غير بعيدين عن الحراس.
أوكتافيا التي تحبّ المغرب كثيراً، حدّ الاشتراك في (المسيرة الخضراء)، لم تهبط إلى القطار، وإنما اتجهت إلى المغاربة، تمازحهم وتتضاحك معهم. رجوتُها أن تأتي نحوي، لكنها أصرّت على البقاء بين الشبّان المغاربة.
لاحظتُ، مرتعباً، أن أحد الشبّان كان يحاول انتزاع خواتمها من أصابعها.. احتدمتْ. كادت تسقط على الأرض. سحبتُها إلى المدخل لنأخذ القطار، لكن أحد الحراس اعترض قائلاً إنها سكرى. والقانون يمنع السكارى من استخدام القطار. والأرجح أنه كان يريد أن يساعد الشبّان على سرقتها. فجأةً اندفع أحدهم إليّ.
كنت بعيداً شيئاًما. اندفع إليّ وسحب من عنقي سلسلة الذهب، العراق الذهب، السلسلة التي أهدانيها صائغٌ عراقيٌّ في السويد، والتي تحمل خارطة العراق. لا أدري كيف عرف اللصّ المغربيّ أنني أحمل سلسلةً. كنت ألفّ رقبتي بإيشارب أبيض أسود على طراز حمار الوحش، أهدتنيه أوكتافيا. حاولتُ الإمساك بالسلسلة فتدفّق الدم من إبهامي. فرّ اللصوصُ فجأةً.
جاء الحرّاس.
قالوا: استدعَينا الشرطة.
جاء الشرطة.
بعد سلام وكلام ...
وتحقيقٍ أوّليّ، وسؤالٍ عمّا كنتُ بحاجة إلى سيارة إسعافٍ..
بعد هذا كله:
حملتنا سيارةُ الشرطة إلى منزل أوكتافيا التي ظلّت تهذي طوال الطريق.
ولقد كانت الليلة ليلاءَ حقّاً:
ظلّت أوكتافيا تعوي ، مثل لبوءةٍ جريحٍ . تعوي الليل كلّه:
سرقوا بطاقتي الحمراء الصغيرة. سرقوا بطاقة الإئتمان البنكيّ. سرقوا بطاقة التأمين الإجتماعي.. واه! واه!
سأكون عنصريّةً!
أجهزتْ على قنينة نبيذ.
حاولتْ أن تدخن لكني منعتُها، خشية اندلاع حريق في الشقّة.
الكلب نصف الذئب ظلّ هادئاً.
*
والآن ؟
أعتقدُ أن الأشقياء المغاربة فعلوا ما كان عليّ، أنا، أن أفعله:
الخلاص من فكرة العراق الذهب!
العراقُ لم يعُدْ قائماً.
ولن يعود..
*
في منزلي بحثتُ عمّا أطوِّقُ به عنقي.
تذكّرتُ قلادةً سوداءَ تحمل صورة شي غيفارا.
هذه القلادة اشتريتُها، ذات صباح نيويوركيّ، من بائعٍ جوّالٍ، أسود.
القلادة سوداء.
غيفارا بالأبيض والأسود.
*
أذهبُ بغير ذهبٍ.
النبيّ لا يورث.
هكذا قال محمد بن عبد الله على فراش الموت.
لندن 20.04.2012



#طاها_يحيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنادرية : ملك الرمال KING OF THE SAND
- تناولوا ب(نص) ردن؛ (نص) كباب..!
- المثقف أنموذج د.حامد أبوزيد في ذكراه
- المختلف فائز الحداد والمبدع فائق الربيعي


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طاها يحيا - المرتزق جنادري (الإفك) لايورث (فدك) يا أسعد البصري!.