|
ما الذي جعل ملك إسبانيا اخوان كارلوس يعتذر إلى الشعب الاسباني،لقيامه برحلة صيد الفيلة بجنوب إفريقيا؟
محمد فكاك
الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 19:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد أعطى ملك إسبانيا اخوان كارلوس درسا في احترام الشعب وتقديره والانصات إلى احتجاجاته واستنكاراته ضد جولة صيد مكلفة وباهضة المصارف،في حين تعاني البلاد أزمة اقتصادية ومالية طاحنة وخانقة،فلم يرد الملك بإقامة المحاكم ومداهمة البيوت وفبركة التهم باسم الاخلال بواجب الاحترام تجاه الملك وباسم المس بالمقدسات،والحكم على مرتكبي هذه الجنايات الخطيرة بالأحكام المسبقة والجائرة،والغرامات الفائقة للخيال والمعقول. لقد قال الملك اخوان كارلوس في انكسار وخضوع وخنوع أمام الشعب الاسبانيوأمام وسائل الأعلام الوطنية والدولية:"أنا نادم فعلا،ولبقد أخطأت،لن أكرر ذلك ولدي رغبة في العودة إلى العمل" ما رأي القائمين على تكريس الاستبداد والديكتاتورية وازدراء الشعب وإلحاق الإهانة تلو الإهانة به والاستخفاف بمشاعره واعتراضاته وامتعاضه من كل تبذبر وهدر وإتلاف لثرواته وكنوزه وأمواله ومقدراته؟أليست اعتذارات الملك الاسباني اخوان كارلوس حجة بالغة موعظة حسنة للنظام الملمي الاستبدادي الذي فاق في استبدادياته حدود النهى والعقل واللياقة والصواب؟ إن هذا هو نموذج الملك القويم والنظام المستقيم،والديمقراطي اللائح والحداثي الواضح.؟هذا الاعتذار وطلب العفو من الشعب،أليس يدحضه الملك الاسباني النظاه الملكي في المغرب ويقيم عليه الحجة؟إنها تفرقة دقيقة بين نظامين ملكيين وبين منهجين لا يلتقيان:منهج ديمقراطي إسباني،ومنهج ملكي استبدادي.الاسباني ينتهج سبيل الديمقراطية فالملك إمام للنظام ورائده،مستضيئا بأنوار العقول العقلانية المرشدة إلىأن جميع السلطات مصدرها الشعب وبأمر الشعب وبإرادة الشعب ومشيئة الشعب،والمنهج المغربي ليس عنده أبسط إيمان أو اعتقاد في الديمقراطية والاعتراف بسلطة الشعب،وأتحدى حكام المغرب أن يأتوني ببرهان يحتجون به من يخاصمهم ويعارضهم،إنهم ملوك الخناثة والدلال والضعف والنقصان والقعود عن عزيمة ملوك الغرب الديمقراطي المشبعين حتى الفيض بالديمقراطية واحترام الشعب ةالنفس والمنصب،إنهم ليسوا ملوك الحزم والعزم والشدة في الحق والغيرة على الوطن والشرف العربي. مارأيت ملك المغرب يتكلم بحجة إلا تكلم بالحجة عليه،وهذا شأن كل الملوك الذين يولدون ملوكا وينشأون في الزينة والنعومة وهي خصال من المعايب والمذام. بينما ملوك أوروبا فإنهم يولدون مواطنين عاديين ،ثم تسمو بهم المعالي"ولغير العلا منهم القلا والتجنب..." ويجتنبون عيش الحفر ويأنفون من كل تدلل ويربأون بأنفسهم عنه،ويخشوشنوا ويخشوشبوا ويتمعددوا ويتصلبوا ويستوحشوا.ل تلهيهم مناصب الحكم لأنهم يعرفون أنهم معزولون تاركون حظا لغيرهم فلا يكونون ثقالا على مواطنيهم في الدم والظل. أما ملوكنا فيعيشون ملوكا منذ مسقط رؤوسهم حتى اخر لحظة من حياتهم،وينسبون لأنفسهم كل أسماء الله الحسنى،أما الشعب فينسبون لأيه أخس أنواع صفات الشياطيناحتقارا واستخفافا وتهكما وسخرية .لماذا لا يستمدون من الشعب سلطاتهم بل هم ظل الله في الأرض وسلطانه،وهو اعتقاد فاسد لدين باطل،وهم إذ يزعمون ذلك فلا يحتاجون إلى الاستناد إلى علم ولا دليل،وكيف يبعثهم الله لقهر الشعب والتنكيل به بل إنه تقول على الله وكذب وزور وبهتان وادعاء ولا دليل على أنهم منصورون من الله وأنهم مصطافون مختارون،وادعاء ما لا دليل عليه باطل ومهزوز ومرفوض.إن هم إلا يخرصون ويتمحلون ويزورون ويحرفون ويكابرون،إنها من أكبر الكبائر وأقبح القبائح ووووأفجع الفجائع،أن يلصقوا استبدادهم واغتصابهم واستئثارهم بالحكم والسلطة بإرادة الله،كذب الخراصون. وما يستوي النظامان الملكيان،فهذا نظام ديمقراطي من ورائه محاسبة وخلع ومساءلة ومعاقبة بل وعزل وثورة. وهذا نظام لا ديمقراطي استبدادي ،أترفت ملوكه نعمة الملك،وأبطرت الثروة ولاته وعملاؤه،فلا يتباهون إلا بإقامة موازين الشهوات والحفلات والملاهي والمهرجانات ويعافون كل مشاق الحياة الديمقراطية وتكاليفها،ويصرون على فرض دين الديكتاتورية الدينية الاسلامانجية الاخوانجية،ولو جئتاهم بدبن أهدى من دين ابائهم الطغيانيين،فهم على دين ملوك الاستبداد والقتل على الشبهة كشعار إرهابي " من شككت فيه فاقتله" إن ذات الملك الاسباني إخوان كارلوس هي جزء عضوي من الشعب ،وحدة متوحدة كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" وهذا نظام ملكي بملك يعشق ذاته الملكية المخالفة لجميع الذوات الشعبية الرعاعية البهيمية البوهمية،حتى عزب عن عقول أن نا لا نتمايز إلا بالتقوى وإتيان المعجزات والعبقريات وجلائل الأعمالوما في أحدهم خير إلا باحترام إرادة الشعب،لا معاندة الشعب ومكابرة حقوقه ومعادته والاستخفاف به والإصرار على الحط من قدره وعدم الاغتذار له في حالة ما إذا أخطأ حاكم في حقه فهل كانت الجرأة لمحمد السادس فاعتذر للسشعب عن شهيداته وشهدائه وضحايا نظامه ونظام والده وما ارتكب من جرائم ترقى إلى الابادة الجماعية وإلى الهو لوكستضد الانسانية. فماذا علم وربى الشعب؟لقد علم الشعب أن الملك هو على كل شيئ قدير والمدبر المحنك العظيم،فلا عدالة ولا مساواة بل تفاوتات طبقية وفوارق اجتماعية،واختيارات جائرة بين المواطنات والمواطنينة لا على أساس الكفاءة والمقدرة والموهبة بل ‘لى أساس القرابة والاستخبارات ووزارة الداخلية والخارجية. ملك غسبانيا مواطن متواضع وملك المغرب فوق المواطنة ،فهو حامي الملة والدين والمتكلم باسم الدين وهو أمير المؤمنين.وهذا هو ما انتهى إليه عبد الله العروي الذي كنا نعده من النخبة العقلانية التقدمية الحداثية العلمانية،فإذا بهم في اخر عمرهم وخريف عقولهم ينقلبون على حداثتهم وعقليانياتهم،ناسيا ما قاله الحسن بعد أخذته العزة بالاستبداد والاثمفقال " لأولين على المغرب أخس خادم لي سائقي مثلا. وما زال ملوكنا لا يخرجون الا في مواكب مكلفة وحشود تساق سوقا لاستقبال الملك مزمرة وكأن الشعب من الأسارى والخارجين والمحكومين،ولم ينضجوا مع الزمان الصعب والأزمات الاقتصادية الحادة والشديدة،ولا عاشوا عمقا عقلانيا وقيما ديمقراطية نبيلة وقيم أخلاقية ومروءة. لقد اضطرتني المقارنة بين الملكين والنمطين من الحكم،مما جعلني أستعير لغة الفن والأدب والإيقاع الشعري والموسيقى.فاستحضرت إله الفن والجمال "أبو لو" الذي ترمز إليه الشمس الساطعة التي تجعل كل ما تسقط عليه أشعتها واضحا محددا وذلك ما يجعل ملك إسبانيا"أبولو" رمز الديمقراطية والعثل والوضوح والانتظام والشفافية والكلاسنوست والبريسترويكا،بينما ملك المغرب على النقيض من ذلكأنه "ديونيسيوس الذي يرمز له بالنشوة والجنون والاستبداد والفوضى وغياب الرزانة والتبصر والحكمة. وهكذا تبدو المسافة بين الملكيتين متغايرتين متباعدتين بل ومتناقضتين على طول الخط.. ولكن ما سوف أقوله لملك إسبانيا كمواطن مغربي عربي ورغم استقبالي لتصريحه الاعتذاري والمبدئي واحتضنت عذرك لشعبك بكل حفاوة بالغة وألفة باهرة ومشاعر مرهفة،ورغم أنك على ديمقراطية وخلق عظيم،إلا أنني كوطني ديمقراطي تقدمي شيوعي" ما كنت أرى ولا أزال أرى أنه لا سلام عادلا ولا ديمقراطية حقيقية ولا علاقة إنسانية رفيعة دائمة للشعب المغربي مع الشعب الاسباني،إلا بعد أن تردوا المدينتين الجوهرتين المغربيتين العربيتين سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وكل الأرض التي احتلتها واغتصبتها اسبانيا،وتعترفوا صراحة ووضوحا وشفافية بمغربيتهما وعروبتهما،وترفعوا أيديكم الاستعمارية عنهما، وتجلاو بقواعدكم الأمبريالية،وحصاركم الجائر لقلاعنا وحصوننا. فهل تصل رحلة وعيك يا ملك إسبانيا وتستفيد من الديمقراطية وتنقلنا من عهد الديكتاتورية الفرانكفونية المقيتة إلى ههد الديمقراطية الملكية الاسبانية.؟ لقد أكبرنا فيك كملك كل المروءة الديمقراطية فلا نراك إلا ملكا كبيرا ونادرا وشديد العذوبة والتواضع والتعفف والطبع الديمقراطي والميل الشعبيفارجع لنا أرضنا وحقوقنا المغتصبة تزدد عظمة وسموا. الكمنجات ... محمود درويش الكمنجات تبكى مع الغجر الذاهبين الى الأندلس الكمنجات تبكى على العرب الخارجين من الأندلس الكمنجات تبكى على زمن ضائع لا يعود الكمنجات تبكى على وطن ضائع قد يعود الكمنجات تحرق غابات ذاك الظلام البعيد البعيد الكمنجات تضنى الهدى وتشم دمى فى الوريد الكمنجات تبكى مع الغجر الذاهبين الى الأندلس الكمنجات تبكى على العرب الخارجين من الأندلس الكمنجات خيل على وتر من سراب وماء يئن الكمنجات حقل من الليلة المتوحشة ينأى ويقرب الكمنجات وحش يعذبه ظفر امرأة مسه وارتعب الكمنجات جيش يعمر مقبرة من رخام ونهاوند الكمنجات فوضى قلوب تجننها الريح فى قدم الراقصات الكمنجات أسراب طير تفر من الراية الناقصة الكمنجات شكوى الحرير المجعد فى ليلة العاشقة الكمنجات صوت النبيذ البعيد على رغبة سابقة الكمنجات تتبعنى هاهنا وهناك لتثأر منى الكمنجات تبحث عنى لتقتلنى الكمنجات تبكى مع الغجر الذاهبين الى الأندلس الكمنجات تبكى على العرب الخارجين من الأندلس
#محمد_فكاك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في البيان والتبيين بصدد ما جاء على لسان المستشار الأزلي المل
...
-
رسالة إلى ملك المغرب محمد السادس،تحية وتقديرا واحتراما. إذا
...
-
سلاما وبردا ورحمة وبركة عليك الأخ الرئيس والرفيق العظيم والص
...
-
هل أتاك حديث عبد الله العروي
-
في الردود الهادفة اللافتةعلى خرجات وتهافتات الفيزازي الاسلام
...
-
اشهد يا أمير الثورة الشعبية ورئيس الجمهورية الريفية محمد ابن
...
-
موقفنا الثوري من المناورات العسكرية بين المارينز الأمبريالي
...
-
القضية العربية الفلسطينية، والتطبيع الملكي والمصالحة المحتشم
...
-
في الذكرى المجيدة المظفرة لثورة الربيع المغربي :23 مارس-اذار
...
-
الملكية الاستبدادية الاستحواذية ،وركوبتها المطواعة الاخوانجي
...
-
ما هي القيمة المضافة للزيارة الملكية لمدينة خريبكة الخيرات و
...
-
فصيل طلبة اليسار التقدمي المنضوي تحت لواء الاتحاد الوطني لطل
...
-
المرأة الكادحة وأزمة وفضيحة بقايا الحكم الملكي المطلق والملا
...
-
الزيارة الملكية المرتقبة لمدينة الخيرات خريبكة، ونسف آلية ال
...
-
رسالة الى وزيراللا تربية اللاوطنية اللاشعبية اللاديمقراطية L
...
-
ابن كيران بحزبه وسيده،هو - الجبر الحقيقي للإرهاب والثورة الر
...
-
الزيارة الملكية لمدينة خريبكة،وحركة 20فبراير.
-
رسالة مقاومة وتحرر وديمقراطية واشتراكية،إلى من يعنيه أمر معا
...
-
ابن كيران عزيز الملكية الاستبدادية و الطغيان و طفل الامبريال
...
-
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسبتة ومليلية والجزر الجعفرية ف
...
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|