أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - الصراع على سوريا، الشعب في مواجهة الحلفاء















المزيد.....

الصراع على سوريا، الشعب في مواجهة الحلفاء


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 3706 - 2012 / 4 / 23 - 16:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسفرت نتيجة التصويت على إسم الجمعة 20-4-2012 على تفضيل أغلبية المشاركين لاسم سننتصر ويهزم الأسد ، ولقد كانت التسميات على الدوام محل شد وجذب وربما اشتد التنافس بين المشاركين على مسمى دون آخر، وهذا ما حدث في الأسبوع الماضي حيث تفوقت تسمية ثورة لكل السوريين بفارق كبير على تسمية جيوش الإسلام أغيثوا الشام (نتيجة التصويت :14490الـ ثورة كل السوريين ، 12700 لـ يا جيوش الإسلام أغيثوا الشام) ربما كانت هذه هي الممارسة الديمقراطية الأبرز التي يتعاطاها السوريون في ظل كفاح مستميت للدفاع عن حق الشعوب في نيل حريتها وكرامتها وحقها في أخذ زمام المبادرة بتقرير مصيرها. ما يتفاعل في سوريا من حراك شعبي ثوري لمواجهة نظام مستعص على الإصلاح رافض لأبسط معايير العدالة والانسانية في تعاطيه لإدارة الدولة والحكم، يختلف عما حدث في بلدان عربية سبقت السوريين في انتفاضتهم الثورية أو تلك التي مازالت تبحث عن نهاية.
ففي البحرين انقسام مجتمعي حاد يشبه إلى حد ما الحالة اللبنانية، ومحور هذا الانقسام طائفي ، وهذه ليست مذمة، فكما يقول المحتجون البحرينيون : الشيعة في البحرين مهمشون ومواطنون درجة ثانية ، والسلطة البحرينية منفتحة على حدود معينة للإصلاح وجادة في بسط قدر ضروري من الحقوق والالتزامات تجاه شعبها.
وبالرغم من تعاظم وتنامي الاستقطاب حول الثورة والتغيير في سوريا واستمراره لأربعة عشر شهرا دون حدوث بوادر واضحة تنبىء برغبة النظام في إنهاء معاناة الشعب الانسانية والمعاشية فإن التصميم على بلوغ النهاية السعيدة للسوريين بإقامة دولة ديمقراطية تعددية يسودها العدل والمساواة وتظللها راية الحرية والسلام ، ما زال قويا وساخنا يسير بثبات دون كلل أو ملل. وخلال تلك المدة الطويلة أثيرت مخاوف متصاعدة من حدوث حرب أهلية في سوريا ، نتيجة لما يظنه البعض انقساما طائفيا للمجتمع السوري.
في لبنان حصلت حرب أهلية استمر خمسة عشر عاما نتج عنها اتفاق الطائف الذي نص على محاصصة طائفية، لكن المؤكد هو عدم حصول ثورة هناك، ما يحصل في سوريا مختلف تماما، الحرب الأهلية تشكل صراع دموي عنيف بدون هدف وطني عام جامع، في سوريا صراع، بين الشعب والاستبداد أبى الأخير إلا تحويله إلى صراع مسلح ، الهدف الوطني العام هو الحرية واقامة دولة وطنية ديمقراطية، هذا الاستنتاج لا يقوم على أمنيات أو رغائب بقدر ما قام على حقائق جلية :
1ـ أحصت مراكز الرصد والتوثيق ما يزيد على 820 نقطة تظاهر في جمعة سننتصر ويهزم الأسد .
2 ـ في المناطق التي دخلها جيش النظام بدباباته وأسلحته المتنوعة منذ سنة تقريبا ، درعا ، الرستن ،ريف ادلب ) ما زالت غير خاضعة بالكامل لسلطة الدولة، ما يعني أن كل قوة البطش والعنف لم تؤثر في إخماد الاحتجاجات والمطالبات والمظاهرات بل لم تفلح في تخفيض وتيرتها أو الحد من انتشارها.
3 ـ لم تتمكن السلطة من إنهاء حالات الانشقاق عن الجيش النظامي بل وتمكن المنشقون من تنظيم أنفسهم والتنسيق بينهم وتنامي عددهم وزيادة فرص حصولهم على أسلحة أكثر فاعلية، ما سيشكل خطرا حقيقيا على جيش النظام،
4 ـ مع ما يشاهده البعض من تفتت للمعارضة وتفكك في صفوفها وتشكيلاتها إلا أنها تحقق انجازات هامة مؤتمر اصدقاء سوريا، الاعتراف الدولي بالمجلس الوطني، قرارات مجلس الأمن والهيئة العامة للأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري،
5 ـ تنامي الدعم المادي والاغاثي للثوار عربيا ودوليا،
6 ـ حيوية وفتوة ونشاط لا حدود له تحلى به شباب ورجال الحراك الثوري السلمي ، لم يفلح النظام في وأده أو حتى التخفيف من حدته وفي كل يوم يبدع الشباب أشكال جديدة من الاحتجاج والحراك السلمي المتنوع.
7 ـ العمل الاعلامي الهائل والمتابعة اللحظية لما يحدث في كل بقاع سورية الثائرة وايصاله فوريا للفضاء الإعلامي العالمي، إلى جانب متابعة لصيقة للإعلام الرسمي والرد عليه وكشف عوراته وأخطائه،
8 ـ التوثيق الحقوقي الدقيق للجرائم والانتهاكات والفتك بالانسان وحقوقه، ما استدعى استنكارا عالميا للمعالجات العسكرية الأمنية الشديدة العنف التي تمارسها السلطة.
لذلك سيكون نجاح الثورة واسقاط النظام كاملا برموزه هيئاته ومؤسساته ( وهذه كيانات خارج الدولة كمفهوم سياسي ووطني ) هو الضمان الرئيس للحفاظ على تماسك المجتمع السوري وتفادي الصراعات الطائفية أو الإثنية، ذلك أن سيادة القانون ونزاهة واستقلال القضاء سيعطي كل ذي حق حقه ومن أخذ ما ليس له واستولى على أرض الآخرين ومنازلهم وبساتينهم ونهب خيرات الدولة بالفساد الممنهج سيحاسب وفق القانون، دولة الحق والقانون والجيش الوطني ضمانات حقيقية وأركان أساسية للأمن والاستقرار.
لقد صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2043 يوم السبت 21 أبريل 2011 بإجماع الأعضاء كافة على تخويل الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال 300 مراقب عسكري مبدئيا على أن يكونوا غير مسلحين لمدة 3 أشهر لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية والنظر في التزام سائر الأطراف بخطة عنان للسلام، هذه أطول مدة زمنية أعطيت لحد الآن، طبعا يمكن صدور قرارات أخرى خلال تلك المدة ، لكنها مدة طويلة جدا، ويبدو للناظر للوهلة الأولى في القرار ترحيل للأزمة السورية أكثر مما هو إدارة لها أو تقديم حل شاف ، لذلك أكد كوفي عنان اليوم 22-4- بأن القرار إنما هو تمهيد لحل سياسي وليس مجرد قرار لمراقبة وقف إطلاق النار، وربما كان من أبرز ملامح القرار تدخل في السيادة الوطنية حيث سيكون للمراقبين قدر كبير من الحرية في التنقل والتواصل كما يمكن زيادة عدد المراقبين ليشكلوا بعد فترة قوة حفظ سلام وهذا يفيد بوضوح بوجود سلطة أممية تمارس عملها داخل الأراضي السورية ومع استمرار أعمال الثورة، نفهم بدون ضبابية أن مسألة التغيير الجذري في سوريا هي مسألة محسومة، على الأخص دوليا وعربيا ، ومفصل الموضوع بين يدي الشعب السوري ، في الداخل ، في الخارج المعارضة المنظمة، تعمل جهدها لتحقق نتائج محدودة
لقد بات الجميع يدركون حقيقة السر الكامن وراء الموقف الدولي المتباطىء والسر الكامن خلف التلكؤ في إنهاء معاناة السوريين وايصالهم لبر السلامة والأمان، إنه بلا ريب أمر مرتبط ارتباطا وثيقا بإسرائيل وأمنها وما هو الأفضل لوجودها وسلامته
يدعي الغربيون من منطلق حرصهم على أمن إسرائيل خشيتهم من وقوع أسلحة الدمار الشامل السورية بيد جماعات متطرفة ، في ظل الصراع العسكري المتنامي على الأرض السورية ،وهذا المنطق عليل ، فما هو موجود بيد نظام الأسد موجود تلقائيا بيد حزب الله ، ويدرك النظام وحزب الله أن استعمال مثل هذا السلاح يعني الحرب الشاملة على إيران ودولة حزب الله والسلطةالسورية ، ويعلم حكماء الغرب بأن مشروع إيران الديني القومي مشروع عالمي كوني ( نظرية طهران أم القرى: محمد جواد لاريجاني) طموح جدا شديد التوسع مستحيل التطبيق ، بالنظر إلى طبيعة التكوين العالمي للنظام الدولي الجديد ، فالولايات المتحدة بكل إمكاناتها عاجزة عن تحقيق مشروع الهيمنة الكونية في ظل بروز الدور الروسي والصيني على الساحة الدولية ، وفي ظل ميل أوربي جاد لاستقلال القرار الأوربي عن القرار الأمريكي ، لقد وضع نظام الأسد سوريا في خضم صراع دولي متفاقم بجعلها حلقة في سلسلة المشروع الإيراني وهو ما جعلها رأس حربة لذلك المشروع وهذا سيدفع بالبلد لتحمل أعباء وأوزار لا قبل لها بها ، كما سيحول موقف االقوة المظنون إلى موقف ضعف شديد، فموازين القوة وآليات الصراع بعيدة كل البعد عن قدرات سوريا وإيران وحلفائها، ومها بدى من قرب روسي وتعاطف مع المحور الايراسوري، فذلك لن يحول دون حدوث التغيير الجذري الكامل في سوريا، فليس من مصلحة روسيا وجود قطب استراتيجي جديد يغير الخارطة الجيو سياسية العالمية، ولن تمنع الخشية الروسية من امتداد آثار رياح الربيع العربي لتطال دولا في الاتحاد الروسية يشكل المسلمون فيها أكثرية سكانية ساحقة ودول لديها مطامح قومية مشروعة بإقامة كيانات مستقلة شبيهة بتلك التي نالت استقلالها وسيادتها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، قدر وإرادة الشعوب والخارطة الساسية العالمية الجديدة لن تبقى رهينة خشية مسؤولين روس من قيام دول يبدو للإدارة الروسية أنها تهدد وحدة الاتحاد.
كما اسقط المصريون أهم حاكم حليف للولايات المتحدة وكما أطاح اليمنيون برئيس كان يدعي أنه حامي حمى منطقة الخليج من إرهاب القاعدة وسيطرة المتشددين، وكما أسقط التونسيون نظاما ليبراليا يعتبر انموذجا مثاليا لأنظمة حكم ترضى عنها المنظومة الغربية ، ستنال بقية شعوب العالم مرادها وتقيم الدولة التي تليق بها وبإرادتها الحرة، ما الشعب السوري بأقل من غيره من بقية شعوب العالم، بل لعله فاق غيره بصموده وإصراره وقدرته البالغة على الاستمرار بنضاله حتى ينال ما يستحقه وما يطمح إليه، في سوريا قضية الإنسان فوق كل اعتبار وقيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية جديرة بشعب عريق عرف الحضارة وبثها في مشارق الأرض ومغاربها.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تنم يا ابن عثمان
- عودي إلي يا حبيبتي
- وشاحات النور
- بخصوص العهد والميثاق الذي قدمه الإخوان المسلمون السوريون
- ترنيمة موت كرم الزيتون
- ثورة 15 أذار عيد الميلاد الأكثر دموية في العالم
- هل فشلت المعارضة السورية في قيادة الثورة ؟
- أرصفة تبكي
- دماء ظباء
- أستحي
- أقرب إلى الله
- سيد الموت
- محرمات الشيطان
- لم أكن أعلم
- قتيل يسترد الروح
- لن أثور !
- روح البوعزيزي
- أوزار
- استغيث
- جبل الزيتون


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - الصراع على سوريا، الشعب في مواجهة الحلفاء