رسمية محيبس
الحوار المتمدن-العدد: 3704 - 2012 / 4 / 21 - 11:44
المحور:
الادب والفن
الماء الواقف في منتصف الحقل بكى
مستذكرا صغار الاماني الذابلة
ليس هذا الدرب مما تحرثه الأقدام
لذلك حافظ على نظارة العشب فيه
كم من قاطف مر من هنا
متأرجحا يؤسس من الطين مأوى
يسمع منه صوت مناجاته
أو يفلسف السعف ويحصي أعمار النخيل
ويذوق طعم النار التي ترسم البهجة
تضي أطراف الخطا المتباعدة
إجلس في كنف مساءك
كأس من ماء النجوم أنت
أو كأس من المطر وهو يبتكر البذرة
لا تؤخر شيئا من حكمتك السالفة
ماء الأصابع تؤرشفه الغصون
وتشربه الزهرة في يومها الاحتفالي
من لي غيرك يا بقية ماء القلوب
وسر القيام والصمت والعذوبة المطلقة
في الظل تكبر الزهرة
في الظل تهرع الصلوات
في الظل تنمو زهراتي التي نسيتها
ويزحف طيفك البعيد
يتسلق حائط الأماني القديم
ذاك المطبوع على طفولتي
ويرسم حوله وجها ينساب كالجدول
ويرحل غيمة شاردة
قد تكون قريب مني
لكن المطر يمسح الظلال الباهتة
يعيد للشجرة نظارتها
ويهرع النسيم
ما أجلك أيها النسيم
يا رسول صباحي ومسائي
لأصابعك نعومة الندى
لقميصك المتأرجح على خيوط ظلي
حاجة قديمة أتذكرها كلما عانق الافق
طيف من الزمن العجيب
ومساء قريتي
التي تستيقظ قبل الشوق بقليل
تدندن بأغنية بيضاء
أغنية تشبه الدمعة
أغنية تتدفق كلما كنت وحيدة
وتنحسر كلما لاحت ظلال قاتمة
لأصدقاء كفّوا عن لبس الأقنعة
فبان ما كنت أخشاه
#رسمية_محيبس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟