طالب المحسن
الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 18:53
المحور:
الادب والفن
تحدثت عن كل شئ الا شئ واحد وهو الوقت المسموح لاشغال دورة المياه , تحدثت عن التعذيب , كيف يضعوننا في حفره ويهيلون التراب علينا حتى الرقبه , تحدثت عن الفلقه , عن احواض الماء البارد , عن الكهرباء , سألته عن الكليه كيف هي ؟ اجاب لا احد معني بذلك والكل مواضبون على الدراسه , سألت عن اهلي قال لقد أتى اخوك الى الكليه ليعرف سر اختفاءك ولم يجبه احد , تحدثنا كثيرا فأنا هنا قبله باسابيع وهذا يومه الاول , تحدثنا حتى نمنا ونحن بوضعية القرفصاء , الوضعيه الممكنه في ضيق وازدحام المكان . نستيقظ فجرا لا لشئ الا الا لكي نذهب لدورة المياه , وهي عباره عن غرفه صغيره جدا ملاصقه لثلاث زنازين , نبدأ بالدور ولكل واحد ثلاث دقائق كحد اقصى وحتى اليوم التالي . وصل الدور لصديقي الجديد , ذهب هناك وبقى , تجاوز الدقائق الثلاث , صاح الحرس بقوه : انههههههي , لم يجبه صديقي , صاح الحرس ثانية : انههههههي , اجابه صديقي بصوت كسول : محصوووووووووووور , ضحكنا جميعا , صاح الحرس بصوت سمعه السجن كله : انههههههههههههي , حينها خرج صديقي وكأن قوه دفعته للخارج وهو بالكاد يستر عورته . بعد اشهر خرجنا من السجن , انا بقيت في العراق لاكمل رحلة عذابي وهو غادرنا بعيدا , بعيدا جدا ولثلاث عقود ليأتي من جديد , حمايته تحاصرنا في الشوارع , وزارته تنهش الناس وتحاصر احلامهم , ونحن ...آه من نحن , يحاصرنا الخوف والفقر والتخلف , انه يحاصرنا جميعا , وانا كلما ذهبت لدورة مياه اتذكره واقول كيف يتحول المحصور الى حاصر .
طالب المحسن
#طالب_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟