أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - الحداثة تتجاوز عبثية سيزيف














المزيد.....

الحداثة تتجاوز عبثية سيزيف


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 15:15
المحور: الادب والفن
    


الحداثة تتجاوز عبثية سيزيف

الى الصحفي الرائع احمد عبد الحسين.
من الميثولوجيات الاغريقية اسطورة سيزيف والذي حكمت عليه الالهة برفع صخرة الى قمة جبل, انه يقوم بمهمة لن تنتهي ولكنه يكافح وهو يعلم انه سيكلل بالفشل , وعلى المرء ان يتصور سيزيف سعيدا وهو يعلم ان كيانه كله مكرس من اجل لا شيء ويقوم بمهمة لاتنتهي,وهنا يبرز التحدي بسؤال ملغم, هل الحداثة تمثل عبثية الانسان.....؟
فحسب رأي غيورغي كاتشيف, هو يرجع اصول الحداثة الاوربية الجديدة والتي ادت الى نمط معاصر من الادب الى تخوم القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ,وهذه ترجع الى اواسط الالف الاول الميلادي ,اي من موروث قومي يتطور قبل عصر النهضة على قرابة الف عام .وعليه لا يمكن فهم عصر النهضة الا باعتباره نفيا مضموني لما كان قائما من قبل.
وهنا تكون النزعة الى الحداثة يجب ان تطابق حزمة من الحاجات غير قابلة للتبديل وان الدوغماتية تنبعث داخل العالم اللافلسفي, وليس داخل الكيان المعرفي, وان الاستحصال يبقى داخل حدود, وهذه اشكالية عبر العصور, وان التوسط بين الذات والضرف الموضوعي, يربح اللغة تنويرا ,على اعتبار ان كل شيء منجز والذي يعني بنفس الوقت ان لا شيء منجز, وبالتالي يزيح الاثقال العقلية والمركزية من النظرة الشكوكية الى هيمنة القوى الميتافيزيقية على جوهر ذات الانسان الجاهل, عندما يكون مجردا وموضوعا سلبيا ,وهو بزيح صفات الذات النشطة الى الوراء, بالرغم من توق الذات الى تطابقها واقعيا مع الحقائق المعروفة, وهنا يخيم جو من الوثوق بنقاء النشاط الجمعي والذي لا يتميز بأبداع وهنا تحدث الازمات ويبدأ التأويل, والتأويل لا يحل الازمة بل يعقدها ,لان الاخفاق في رسم اوضاع جديدة يعبر عن ازمة الذات, وهكذا, وهنا تبرز النتيجة الحتمية لازمة الذات وهي عدم القدرة على التجديد وان الاصرار هو مقابل للعدمية وان اي اعتراض ضخم ينافي الصيرورة الكونية, ومع تداخل هذه التقنية تنحدر مسيرة الجاهل والمستذل في صوغ المرويات ,وما الحداثة بفعل قابل للفحص العقلاني لكي تحسم النهاية ,والموت له كلمة النهاية في مستقبل البشر, وان بناء الاشكال الجديدة وتحديث البنية لا يمنحنا الاستقلال وقد لا يفضي الى التجاوز بوجود محيط أنثروبولوجي يستنزف مكونات العقل ويغلق دائريا تطلعات الانسان بواسطة انتشار فعالية المركز واهمال فعالية الحافة, وما دام الموت هو حتمية ثقيلة فأنه يجعل كل مشروع انساني عقيما ,رغم ثقل التحديات وعمليات الهدم المستمرة ,لان صدمة عدم العودة تمنع التركيب وتمحو الاجراءات الاساسية في تحصيل النتيجة, وهذه ثنائية مرت عصور طويلة على نضجها وان ملا يدرك بعصور طويلة لا يمكن ادراكه بأزمنة قصيرة وان الرغبة القائمة على التقليد ان كان غبر مفتوح على المستقبل وان وجد رفض وهذا امر طبيعي, ومنطقي وهنا يصبح المعنى فارغا ضمن اطار الثقافات الانسانية المعاصرة , والضحية يظل معرضا للهفوات ولو عفويا, وان مفهوم الانتشار اصبح احد اهم سمات ثقافتنا المعاصرة وذلك بالتأثر والتأثير واستخدام عناصر الاستعارة والاستقلالية المنفتحة, لكن الفكر الطقوسي لا يزال يعمل على تكرار الاواليات المؤسسة, وهنا لا بد له ان يستعمل شيء من العنف, او بعض اشكاله والتي ترتبط اساسا بالأزمة التضحوية اكثر من ارتباطها بالمنقذ للجماعة, وهذا يرجع الى زمن تكون فيه الازمة مشوشة تكون فيه الالهة لم تكن بعد قد امتصت العنف بشكل قرباني ,والضحية الاسطورية تكون دائما من الفرق الضائعة بشكل يرضي السلطة, والتراجيديا تمارس فعلتها باستخفاف وان سيزيف هو ضحية الهة الاولمب ,وهذا حامل اسطوري ومعرفي ينفتح في مختلف المراحل في فضاء الحياة عندما تكون الثقافة متوارثة من الخطيئة الاصلية, فان اصل الكون سيكون خطيئة محايثة ,وبالتالي تستمر الذرائعيات تمسرح ذاتها وان الحداثة وما بعدها ما هو الا غواية وتلغيم الجسد بما هو شهوي, ينقل العدوى وهذه احدى خاصيات العقل العصابي لأنه يطابق التوليف الجنساني مع وهم معقلن, وزخم علاماتي تمتاز بالجمود اللامتناهي, الا ان الحداثة تمتاز بفعل مركب لها سمة الحبكة وهي تشكل ملحمة تنجز معناها, وهذا العالم موسوعة معارف قبل كل شيء



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعائر والرموز من الارواحية الى الاسطورة
- النشيء كونيات وثقافة السلطة
- الى شالا
- كهرباء وموسيقى...... وفلم هندي
- لحظة حب
- قل ولا تقل الهمرجة والهمبلة
- التفتزاني ولغز الايمو
- فانتازيا النص وثقافة الجسد
- تاريخ الجنون وجنون التاريخ
- المرأة.......ودورها في الربيع العربي
- خارطة العالم والوعي المأزوم
- شالا وغليوني.......إشكالات الكتابة
- المحذوف والممنوع قراءة في سوسيولوجيا التاريخ
- لوزميات أبي العلاء وسيف المتنبي
- الكتابة.......عندما يكون الكون صامتا كالشاهين
- اللغة من الصمت إلى الموسيقى
- العبقرية وإبداعات الكتابة
- المثقفون وفلسفة الماء
- الخطاب الابداعي وثقافة التوجس
- القناع


المزيد.....




- ترويج للشذوذ وإساءة للمسيحية.. انتقادات حادة لافتتاح أولمبيا ...
- شاهد/حزب الله تدمر المنظومة الفنية في ‏موقع راميا بصاروخ موج ...
- حركة -فتح-: مجزرة دير البلح ترجمة حقيقية لخطاب نتنياهو في ال ...
- مغني الراب -كادوريم- يثير ضجة في تونس بإعلانه المفاجئ عن الت ...
- تحتضن مواقع مهمة.. أبرز آثار بلدة العيزرية شرقي القدس
- تردد قناة وناسة للأطفال 2024 على النايل سات وتابع أجدد الأفل ...
- وزارة الإعلام الكويتية تعلق على الأنباء المتداولة حول تكاليف ...
- أحمدو همباتيه باه: رائد الأدب الشفاهي الأفريقي وحارس ذاكرة ا ...
- بعد تقارير عن -أجر بيومي فؤاد-.. تعليق كويتي رسمي بشأن دفع م ...
- المفكر المغربي طه عبد الرحمن: تناولت السيرة النبوية من منظور ...


المزيد.....

- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - الحداثة تتجاوز عبثية سيزيف