أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسامة على عبد الحليم - حول الحرب فى السودان















المزيد.....


حول الحرب فى السودان


اسامة على عبد الحليم

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 04:54
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الحل الذى تقدمه حكومة الجنوب لحل النزاع القائم على هجليج هو اعقل المطروح بين ثنايا الجنون الذى تطرحه مسألة الحرب السودانية الآن, وهو ان تنسحب القوات لتحل محلها قوات اممية ثم تلجأ الدولتان للتحكيم ا لدولى كحل مرض لكل الاطراف, واعتقد ان مثل هكذا حل من شأنه ان يحفظ ما وجه جميع الاطراف
ذلك ان التحكيم الدولى من شأنه ان يحقق فى ادعاءات الطرفين حول احقية المدينة الغنية بالبترول والتى كانت تصرف على السودان الشمالى بشكل عملى, اذ تنتج نصف ثروته الحالىه من البترول
والجنوبيون يخاطبون العالم بلغة مفهومة و محترمة فهم قدموا مبررات واسباب حول احتلالهم لهجليج باعتبارها تابعة لهم وتمثل مسقط راس وموطن لاحدى القوميات التى لها علاقة بقبيلة الدينكا كبرى قبائل الجنوب , وانها بالتالى جزء لايتجزأ من بلادهم , لم اجد اى احد من الشمالين يرد على هذا الزعم فى حرب التصريحات , وهذا ليس فى صالح الشمال, فلغة الحرب والثأر و التشكيك فى المعارضة وان لاصوت يعلو على صوت المعركة هى لغة معروفة وقد تجاوزها الزمن, ولافائده منها غير اضاعة الوقت واللاستهلاك فى المنابر , ولا تسهم الا فى زيادة مقدار الهوة العميقة التى تفصل بين المعارضة الوطنية والحكومة
ان الحديث عن ادانة العمل الذى تم باعتباره اعتداء على السيادة الوطنية لما تبقى من السودان هو بلا شك حديث مضحك, لان الادانة والشجب والاستنكار هى مواقف سياسية فى النهاية , صحيح انها مواقف غير نافعة , فلا هى تقدم ولاتؤخر فى الواقع , إلا انها مواقف و يجب ان يتم اتخاذها بناء على معطيات موضوعية عديده لعل اهمها هو ضرورة توفر معلومات تنبنى عليها مثل هذه المواقف , وهذا غير متوفر فى حالة هجليج, لان الموقف الظاهر هو ان هناك دولة الجنوب التى تحتل المدينة بناء على موقف سياسى ومبررات واضحة, فى مقابل غضب الحكومة السودانية المبرر ايضا والقائم على حجة مطلوب من السودانيين ان يفهموها لوحدهم وهى ان المدينه لنا وليست لهم , وبس, وهو خطاب ضعيف وتغييبى ولايحترم عقول الناس
ربما كان التعاطف العربى الاسلامى الدولى ورغبة الامم المتحدة فى حل النزاع والخطاب غير المؤدب الذى خاطب به الامين العام للامم المتحدة سلفاكير رئيس الجنوب بخصوص الانسحاب الفورى هو مايشجع الحكومة على هذا الزعيق , لكن الواقع هو ان اغلب العرب لا علاقة لهم بما يدور فى السودان, ولايعرفون عنا اى شىء, ونحن شئنا ام ابينا سنظل عربا من الدرجة الثانية , فلا نحن دولة مواجهة ولا نحن دولة سلاح ولانحن دولة ثروة , نحن لم نحسم امر هويتنا بعد ولا زلنا نتشكل كأمة متعددة الاثنيات والديانات واللغات ,نحن دولة منقوصة السيادة ة, مرتهنون للاراده الدولية بفعل الديون, وبفعل مسالة المحكمة الدولية مع الرئيس والمجموعة , و لكن يجب ان نعترف ان الحرب برغم خسائرها الاانها تحقق خدمة كبيرة للانقاذ فى جمع الناس حولها , بل ربما كانت الحرب هى الهدية التى قدمتها دولة الجنوب للانقاذ , والتى سعت لهذه الحرب بشده , ولولا انها جاءت لذهبت الانقاذ اليها
فمن فوائد الحرب انها تلفت انتباه الناس عن كثير من القضايا الحقيقية التى يعملون من اجلها, فالحديث عن الديمقراطية مثلا واحترام حقوق الانسان او القساد او القضايا المطلبية والحروب فى دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة , ومقررات نيفاشا بخصوص المنطقتين الاخيرتين والتى طرحت اتفاقية السلام بخصوصهما برتكولا هاما وقد تضمنهما قرار الامم المتحدة رقم 1574 لسنة 2004 وطالب بضرورة متابعة وتنفيذ ما تقرر بشانهما فى المفاوضات , وهو مالم يحدث حتى الآن ., كل هذا يصبح لإمكان للحديث عنه فى ظل الحرب لأنه لاصوت يعلو على صوت المعركة

ومن الواضح ان حرب مجموعة كاودا والتى تضم الحركة الشعبية قطاع الشمال , اضافة الى حرب السودانيين حول هجليج وابيى يوفر للإنقاذ فرصة جيدة للمناورة والتنصل من الالتزامات بخصوصهما, و لن تجد الانقاذ حرجا فى تجاوز استحقاقاتها ووصم كل من يتحدث عنها الان فى ظل معركتها الكبرى على بترول هجليج بالخيانة واجترار مسالة صوت المعركة القديمة
غنى عن القول ان الاصوات التى تطالب بالغاء الاتقافية هى اصوات غوغائية لاعلاقة لها بالسياسة, صحيح ان الاستجابة لها شىء وراد فى ظل هذا الهدير السخيف , لكن سيترتب عليه ان تفقد الانقاذ هذا الدعم الذى وجدته من المجموعة الدولية التى رعت هذه الاتفاقية وهو ما لا تحتاج له فى ظل هذا الظرف الدقيق
ولو افترضنا ان الانقاذ قد حررت هجليج وهو شىء وارد , هل سينهى هذا الحرب ومجمل الوضع السودانى الذى لايكف تأزمه عن الاتساع يوما بعد يوم
المطلوب من الانقاذ ان تعمل على اقناع البقية من الشعب السودانى الذين لم يرفعوا عليها السلاح بعد ان الحرب الحالية هى حرب سياده , وانها بصدد منع تكرار ماحدث فى مثلث حلايب ومنطقة الفشقة المحتلتين من قبل مصر واثيوبيا , وان اولوية واهمية التراب السودانى لاعلاقة له بمقدار الثروة التى ترقد فى بطنه, بترولا كان ام ذهبا اوحديدا, الاراضى السودانية هى خط احمر وان دونها الدماء الغالية والمهج وهى مهمة تقع على القوات المسلحة والشعب, القوات المسلحة التى من الواضح انها فشلت فى ذلك , واما الشعب فقد غيب منذ ومان طويل, ونسأ ل الله له القبول
اما ان تسمح الانقاذ لدول باحتلال اراضى السودان, وتحارب دول اخرى لمنطلقات آنية وذاتية متعلقة بمصلحة النخبة الحاكمة فى البترول فهذا مايجعل القوى الحية فى شعبنا و النخية الواعية ان كان ثمة وعى تتحفظ على مثل هذه الحالة الوطنية الكاذبة ,باعتبار ان الوطنية الحقيقة هى حالة موضوعية تقوم على التبادل بين الوطن والمواطن, وهو مالايحدث الا حين تتحقق مواطنة الناس عبر اداء تفاعلى اقل مافيها ان يشعروا بان لديهم حقا فى وطنهم والا عادت الوطنية الى اصلهاا كشعور بدائى ونكوصى وغير اصيل اذ لايظهر الا فى حالة الشعور بالخطر كما هو حادث الآن فى ظل حالة الحماس والخطب التى تثير الجماهير وتصور الامر وكأن الانقاذ هى اكثر الحكومات ديمقراطية وشعبية ورشدا فى العالم
المطلوب هو حل سلمى ديمقراطى, ومبادرات عاقلة للجم صقور الحرب , وتنقيذ بروتكولات اتفاقية نيفاشا والقضايا العالقة كلها, من ترسيم الحدود, وقضايا البترول والامن وبرتكول ابيى وبرتكول النيل الازرق وجبال النوبة , المطلوب هو دولة مدنية ديمقراطية تتسع للجميع وتتحقق فيها مواطنة الكل دون فرق بين انقاذى او اى مواطن آخر



#اسامة_على_عبد_الحليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمين ملة واحدة
- مصباح ديوجين
- حول حوار الرفيق على الكنين بخصوص الطبقة العاملة
- تأملات فى الحالة السودانية1
- تعليقات حول الكتاب المقدس
- تعليقات حول قضايا الثورة فى السودان
- حول الاقتصاد السودانى
- ست سنوات على مذبحة المهندسين
- هل نحن بحاجة الى يسار جديد؟
- مقتطف آخرمن روايتى ( الغيبوبة)
- مقتطفات من روايتى ( الغيبوبة)2
- دولة المكاسين
- فصام / قصة قصيره
- منهجية الثقالة والشأن السودانى
- تأملات حول الانتخابات السودانية
- نظرات فى الشأن السودانى-قصة السلطة وقضية الثروة1
- حول مذبحة السودانيين فى مصر -دعوة لاطلاق سراح السجناء اللاجئ ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسامة على عبد الحليم - حول الحرب فى السودان