أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام محمد علي - طهران بين اربيل وبغداد














المزيد.....

طهران بين اربيل وبغداد


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتواجد ايران بقوة في مفاصل الحياة اليومية للمواطن العراقي، من خلال تحريك العملية السياسية، وامتلاكها اليد الطولى في الواقع الامني، وثقلها الكبير على الساحة المالية والإقتصادية بسلبياتها وايجابياتها.

أما السيادة العراقية، عودة العراق إلى دوره الإقليمي والدولي، وجمل أخرى كثيرة جميعها فضفاضة الأطر فارغة المضمون، لأن القرارات المصيرية المتعلقة بالداخل العراقي كما حدث عند تشكيل الحكومة، ويحدث الأن في السياسة المالية وايضاً في قضية تهريب النفط، يساهم في اتخاذها أشخاص من خارج الحدود العراقية.

حدث في وقتٍ لاحق من يوم 17 نيسان، ان أعلن المالكي، بأنه قد أطلَعَ مؤخراً مسؤولين في حكومة أقليم كوردستان على صور لناقلات تهرب النفط من قضاء خانقين – تحت إدارة أقليم كوردستان العراق - إلى ايران "ولم تحرك حكومة الأقليم ساكناً" وعندما حاولت الحكومة المركزية منع التهريب (الحديث للمالكي) كاد الأمر أن يتحول إلى صِدام مسلح بين الحرس الوطني العراقي وحرس حماية الأقليم (البيشمركة)، والسؤال هنا، هل حقاً ان حكومة بغداد لا تُهرب ولا تقبل التهريب إلى ايران؟

في تاريخ 2 نيسان كان قد زارَ نيجرفان بارزاني، رئيس وزراء حكومة أقليم كوردستان العراق، طهران، وفي 15 نيسان زار وزير التربية الأيراني بغداد، وبعد لقائه نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، أعلن الأخير بأنه سيزور ايران يوم 22 نيسان! كل تلك اللقاءات خلال أقل من شهر تدل على مكانة طهران في إدارة النزاع بين اربيل وبغداد.
وهو مؤشر على أن الصراع تحول من شأنٍ داخلي إلى أقليمي، فزيارة نيجرفان بارزاني إلى طهران كانت لأسباب من بينها تقديم شكوى ضد المالكي، وربما عتاب ايضاً، كقول البارزاني للإيرانيين: هل هذا هو الذي طلبتم منا دعمه لرئاسة وزراء العراق؟ لأجل مصالحه الشخصية هو يحاول ضرب مصالحكم بإتهمانا بتهريب النفط لكم. فيقرر النظام في إيران إرسال رسالتين إلى المالكي عبر وزير تربيته، إحداهما تهديد شفوي تقول: أصبحت قوياً بتحكمك على معظم مؤسسات الدولة العراقية، ولكننا لازلنا المتحكمين بمصيرك! والثانية كانت من خلال إعلان الوزير إستعداد ايران المساهمة في بناء 5000 مدرسة في العراق لتغطية حاجة وزارة التربية العراقية من المدراس. أي أنها أستخدمت الأسلوب السياسي القديم في التعامل بالإعتماد على القوة والمال، أو الترهيب والترغيب، وغالباً ما يُعلنُ الترغيب على الملاء، والترهيب يكون بين الخاصة.
يأتي هذا التبرع في وقتٍ يمر فيه الإقتصاد الإيراني بأسواء فتراته بسبب ضعف عملتهم امام الدولار، وغلاء الأسعار إلى أكثر من الضعف بعد العقوبات الدولية على قطاعات وشخصيات ايرانية عديدة، فكيف تتبرع ايران بكل هذا المال من اجل تلاميذ العراق، في حين أن تلاميذها يعانون الأمرين؟ ربما هي هدية للمالكي على اساس أنه سيكون مستفيداً إن استفادت ايران من نفط أقليم كوردستان، وعلى هذا الأساس فلا اعتقد بأن المالكي سيعود ثانيةً للحديث عن تهريب النفط من الأقليم إلى ايران.

أما فيما يخص زيارة المالكي إلى طهران، فهي لمناقشة الوضع الداخلي العراقي عموماً بما في ذلك علاقة بغداد بأقليم كوردستان، وسيكون هنالك اختلاف في الاولويات، فهي عند المالكي، موضوع تجديد ولايته للمرة الثالثة والتي سيعمل على التحضير لها منذ الأن، وتدهور العلاقات مع التحالف الكوردستاني، بالإضافة إلى الطروحات الأخيرة الداعية لإستبداله بمرشح أخر من التحالف الوطني. أما الايرانيين فأولوياتهم تبدأ بالعلاقات الاقتصادية الثنائية، وتوحيد الخطاب العراقي الايراني فيما يخص تطور الأحداث في البحرين، وايضاً توتر العلاقات بين ايران والإمارات، خاصة وأن العراق هو من يقود الجامعة العربية في دورتها الحالية. وفي مثل هذه المباحثات فالراعي لا يقوم بخدمةٍ دون مقابل، كما كان يحدث مع الملك فاروق والإنكليز، فكلما كان الملك يتجنب التنازلات، كانوا يهددونه بعرشه وهو يستجيب.

لذا فقد تميل كفة بغداد على اربيل في طهران، لكن المعادلة هذه قابلة للتغير حسب المستجدات الأقليمية والدولية.



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتورية ارنب
- معنى وجود شرق أوسط إسلامي
- إلى المقدس ووعاظه
- السحلية ورجال السواك
- عندما يغتصب الشيطان طفلة
- الديمقراطية التوافقية
- المشاركة السياسية بين عقلية المرشح وواقع الناخب
- عسكرة مدينة الموصل
- إستشراء الفساد في كوردستان العراق
- طفل ثالوث الألم
- الاكراد وايران وبقية اذرع الصراع
- وزير لأضحية الكوابيس
- بعد 17 عاماً من -الديمقراطية-... كوردستان العراق إلى اين؟
- واقع الناس داخل مدينة الموصل الساخنة
- الفضائيات العربية والتربية
- الديمقراطية التواقفية والعراق المنقسم
- جماعات الضغط
- نقيق الضفادع نتاج سياسة القنادس وقصص اخرى قصيرة جداً
- استنتاجات مقززة في دولة مريضة السلطات
- اعرف شخصك والاخر تعرف السعادة


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام محمد علي - طهران بين اربيل وبغداد