أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الى صديقي الإيزيدي : أعتذرُ منك وأطلبُ الصفح














المزيد.....

الى صديقي الإيزيدي : أعتذرُ منك وأطلبُ الصفح


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 15:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اُختي الحّاجة التي تكبرني بأثنين وعشرين سنة ، تقول لي دائماً : فيكَ جميع الصفات الجّيدة .. لكن ينقصك أمرٌ واحد فقط ، وهو انكَ لاتُصّلي ! . ولي صديقٌ مهندسٌ إيزيدي ، اُمازحه وأغيضه كُلما أراه ، وأقول له : أنتَ إنسانٌ محترم ومهندسٌ جيد ومثقف .. لكن للأسف ، كُل هذا لاينفع .. فأنتَ إيزيدي ! ..
أبتسِمُ للحّجية عندما تُقّرعني ، وأقول لها : إنشاءَالله سوف أفعل مُستقبَلاً .. رُبما هي تدري بأنني أكذُب ! .. لكنها تكتفي بذلك وتدعو لي بالهِداية . أما صديقي المهندس ، فهو رغم ثقافته الواسعة المتنوعة ، إلا أنني اُلاحِظ انه ، ينزعِج ويتنرفَز فعلاً ، إذا تمادى أحدٌ ما في التشكيك بمعتقداتهِ .. وفي الحقيقة ، انا أحترِمُ فيهِ ، تَمَسكه بمبادئه وأتفهم تَدّينه وآراءه الدينية . وهو أيضاً بالمُقابِل ، يدرك أنني ، الذي لايأخذ بِجدية كبيرة ، طقوس وفروض دينهِ الشخصي .. فكيفَ بدين صديقي الإيزيدي !؟ .. ويعرف جيداً ، أنني أحترمُ أي إنسان مؤمن [ بِصدق ] بمعتقداته .. سواء كان مُسلماً او مسيحياً او يهودياً ...الخ ، أو حتى بوذياً او لادينياً .. مادام جميع هؤلاء يدعون الى الخير والعدل ، وصادقونَ فعلاً في إيمانهم .
أعترفُ أنني ، لاأهتَمُ كثيراً ، بالأصول والمنابت ، ولا أعيرُ إهتماماً بالسلالات وشجرات العوائل ولا يعجبني الإفتخار بالعشيرة والقبيلة والمدينة والمنطقة .. ودليلٌ بسيط على ذلك ، أكتب أسمي المُجّرَدِ دائماً .. لكن ليسَ من الضرر في شئ ، إذا قلتُ أننا أهالي هذه المنطقة من العالم ، كُنّا قبل 1500 سنة ، رُبما ندين بالإيزيدية والزرادشتية أو المسيحية او اليهودية .. وكُلها أديان سابقة على الإسلام .. فربما كان جدي إيزيدياً أو يهودياً .. فكما أن ذلك لايرفع من قيمتي شيئاً ، فأنه بالتأكيد لاينتقص من شأني .
ولكن المُهم ..أن نعترف ان هذه المنطقة التي نعيش فيها اليوم ، كانتْ أحياناً وقبل قرون عديدة تحت السيطرة " الإيزيدية " .. ولقد جرتْ حروب كثيرة ومعارك شرسة ، لاسيما بعدَ إنتشار الدين الاسلامي .. وجرى إجبار الكثير من الإيزيديين ، على ترك دينهم وإعتناق الإسلام عنوةً .. بينما إحتفظَ الأشداء منهم والمُقاومين ، بدينهم القديم .. وصديقي المهندس كما يبدو هو حفيد هؤلاء !.
رُبما تكون أحداث القرون الغابرة ، غامضة وصعبة التأكيد .. لكن يمكن تَعّقُب الكثير من تفاصيل الحروب التي جرتْ ضد الايزيديين في ال 250 سنة الأخيرة .. وكُلها كانتْ تحت يافطات دينية إسلامية رافعةً شعارات الجهاد في سبيل الله ! .. وكلمة [[ فرمان ]] العُثمانية السيئة الصيت ، كانتْ تعني ببساطة : إبادة الإيزيديين ! .. وقتلهم ونهبهم وإستباحتهم . من الطبيعي ، ان الإيزيديين ، لم يكونوا ملائكة ، وان شيوخهم واُمرائهم ، شأنهم شأن الشيوخ والأمراء من الأديان الاخرى .. لهم أطماعهم وغاياتهم البعيدة عن الدين والورع .. لكن ما جرى من فظائع كبيرة ، بِحق الإيزيديين .. يُعَدُ من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية .
كما اننا نؤيد ، إدانة الاتراك لإقترافهم جرائم إبادة الأرمن .. ونُدين جرائم الفاشية البعثية ، بِحق الشعب الكردي والشعوب الاخرى .. فأن إبادة الإيزيديين .. من الجرائم الكبرى المُنسِية .. والتي يتحمل جانباً كبيراً منها .. السلطات العثمانية .. ومن بعد ذلك الحكومات التركية والعراقية الملكية .. بالتماهي مع بعض رجال الدين المسلمين الاكراد وعشائرهم ، التي لعبتْ دوراً مُهما في هذه الحروب . وبعض المحطات البارزة من هذه الأحداث ، كانتْ في : 1753 .. 1832 .. 1844 .. 1935 .. وعشرات الحوادث الاخرى المُتفرقة .
في ذلك الجُزء ، الذي قَد يكون أجدادي المسلمين ، قاموا ب أو شاركوا ، في تلك الحروب المُخزِية ضد الإيزيديين .. فأنني اُدين تلك الأحداث المأساوية .. و أعتذر للإيزيديين علناً ... وأقولُ صادقاً لصديقي المهندس : أنا خَجِلٌ من كون أجدادي قد سَببوا الأذى لأجدادك !!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكُتل السياسية .. والحساب بِدِقة
- بينَ زَمَنَين
- في الموصل ... خارطة سياسية جديدة
- الأمريكي ... الصديق المُحايِد
- حرب المخدات في بغداد في 27/4
- قبلَ عشرين سنة ... واليوم
- حكومة جديدة في أقليم كردستان
- تبقى رائحة النفط .. كريهة !
- الدوائر الامنية في العراق
- وأخيراً .. القَبض على - أيهم السامرائي - !
- المَجد للحزب الشيوعي العراقي
- قِمّة بغداد .. ذكورية بإمتياز
- تتشّرَفُ بغداد بك .. يا مُنصف المرزوقي !
- فوائد القمة العربية
- مشعان الجبوري في بغداد
- إستراحة مع دارميات عراقية
- قِمّة مُمِلة وباهتة
- ماذا بَعد ؟
- ماذا سيقول البارزاني في نوروز ؟
- الكُرد .. بينَ حساب الحَقل والبَيدَر


المزيد.....




- -حزب الله- يصدر بيانا بشأن القيادي محمد سرور الذي أعلنت إسرا ...
- محمد بن زايد يلتقي ترامب.. ويبحثان -العلاقات الاستراتيجية- ب ...
- القضاء التونسي يحكم بحبس 6 أشخاص في واقعة العلم التركي
- لافروف يؤكد موقف موسكو المبدئي الداعم للتسوية الشاملة للأزمة ...
- حزب الله وإسرائيل.. مبادرة لمنع حرب كبرى
- حكم بالسجن يبرز تراجع حرية الإعلام في هونغ كونغ.. 21 شهرا لر ...
- -شعب الجبارين-.. المنصات تحتفي بفلسطيني قاوم الاحتلال -بالشب ...
- إسرائيل وحزب الله.. الميدان يشتعل وواشنطن تتحرك نحو هدنة مؤق ...
- ما الذي كشفت عنه المناظرة الرئاسية بين هاريس وترامب وما تأثي ...
- بعد أشهر من طرحها بالأسواق.. كوكاكولا تسحب نكهة -سبايسد-


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الى صديقي الإيزيدي : أعتذرُ منك وأطلبُ الصفح