أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام محمد علي - دكتاتورية ارنب














المزيد.....

دكتاتورية ارنب


هشام محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3700 - 2012 / 4 / 16 - 20:21
المحور: الادب والفن
    


بعنجهيةٍ ملؤها الغرور يقول الرئيس الثور مخاطباً وزرائه: لا فرق بين وزيرٍ واخر إلا في خدمة الحزب الذي يخدم ويبني ويحمي الوطن. سأضرب بيدٍ من حديد كل من تؤول لهُ نفسه أن لا يحق الحق في محاربة الأعداء. أعطينا مئات الألاف من الشهداء، والمعوقون اعدادهم لا تحصى. والأن يتربص بنا جبناء الأرانب واسيادهم، ولكن هيهات منا الذلة.
وبعد انتهاء الاجتماع يجلس الرئيس على كرسيه القابع في إحدى زوايا الحديقة الفسيحة في القصر محدثاً نفسه: يجب أن انقذ الأمة مما هي فيه، يجب أن اكون اول من يضحي وأخر من يستفيد، سأضرب بيدٍ من حديد.

وفي دولةٍ خارج الغابة السعيدة أجتمع مجموعة من اللاجئين السياسيين الأرانب، لبحث الآليات الجديدة لدعم كوادر الحزب مادياً بعد أن ضاقت بهم السُبل. وكان من بين الحضور الأرنب الأصلع الذي شرح معاناته قائلاً: افكر بترك العمل السياسي والتفرغ للسباكة، لأعيل أهل بيتي ولأخلد كفايتي في النوم، رد عليه أحد الزملاء: الكل بمثل حالك يا أخي، لا احد يمنعك العمل، ولكن لا تفكر بترك الحزب، فقد تصبح بفضله يوماً ما في المستقبل مدير عام في دولة الغابة السعيدة. فقهقهه الجميع ضاحكين سخريةً. وفجأةً، دخل أحدهم صارخاً: مات الثور، سقطت الغابة السعيدة، إنهار النظام! فتسابق الأرانب نحو العاصمة وبدأوا الحفر، التَجبُن، والتملق حتى وصلوا سدة الحكم وأصبح الأرنب الأصلع رئيساً للوزراء!
وفي اجتماعٍ لمجلس وزراء الغابة السعيدة أفتتح رئيس الوزراء الجلسة قائلاً: ما حدث للثور كان متوقعاً، فهذه نهاية كل ظالم ودكتاتور، ووجودنا هنا حقٌ إلهي، وجماهيري. فأجابه أحد الوزراء: نحن ايضاً هنا باستحقاق إلهيٍ وجماهيري. فشاط الرئيس غضباً وأمر بطردهما من القاعة. وعاد ليستأنف حديثه: لنترك الماضي ولنفكر في بناء مستقبل ديمقراطيٍ مشرق، فرؤيتي هي أن لا يمكن حكم البلاد من خارج هذه القاعة، ولا اقبل تقصيراً في محاربة الإرهاب الذي أعرفه. أعطينا مئات الألاف من الشهداء، والمعوقون لا تحصى أعدادهم، وكذلك المجهرون والنازحون، لذا لن أتردد في فصل أيكُم إن خرج عن الطريق.

وبعد فض الاجتماع، عاد الرئيس إلى القصر، وجلس على الكرسي في وسط الحديقة وراح يحدث نفسه: لا يهتم هؤلاء الوزراء إلا بمصالحهم، أنا الوحيد الذي سأعمل من أجل الوطن، سأعيد للغابة السعيدة أمجادها، وإن أصبحت وحدي جميع الوزراء، وبقيت ما حييت دون نوم، نعم، سوف لن أنام بعد اليوم، فرئيس الوزراء مسؤوليته أكبر من السباك.. مؤكد.



#هشام_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى وجود شرق أوسط إسلامي
- إلى المقدس ووعاظه
- السحلية ورجال السواك
- عندما يغتصب الشيطان طفلة
- الديمقراطية التوافقية
- المشاركة السياسية بين عقلية المرشح وواقع الناخب
- عسكرة مدينة الموصل
- إستشراء الفساد في كوردستان العراق
- طفل ثالوث الألم
- الاكراد وايران وبقية اذرع الصراع
- وزير لأضحية الكوابيس
- بعد 17 عاماً من -الديمقراطية-... كوردستان العراق إلى اين؟
- واقع الناس داخل مدينة الموصل الساخنة
- الفضائيات العربية والتربية
- الديمقراطية التواقفية والعراق المنقسم
- جماعات الضغط
- نقيق الضفادع نتاج سياسة القنادس وقصص اخرى قصيرة جداً
- استنتاجات مقززة في دولة مريضة السلطات
- اعرف شخصك والاخر تعرف السعادة
- كيف تتشكل اتجاهاتنا


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام محمد علي - دكتاتورية ارنب