أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تجاهل 9/4














المزيد.....

تجاهل 9/4


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 23:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاهتمام بحدث ما أو إستذكاره لا يعني بالضرورة الانطلاق من موقف مسبق تجاه الحدث استجابة لثنائية الـ(مع والضد) الساذجة بقدر ما يعني التفكير في الحدث والحفاظ على وجوده في الوعي الجمعي والاهم الحفاظ على الحقيقة التاريخية التي يمثل القفز عليها أو إخفائها جزءا خطيرا من عملية تشويه الذاكرة الاجتماعية ولذلك فإن التجاهل الرسمي والاعلامي لذكرى التاسع من نيسان 2003 أوسقوط نظام صدام يستدعي وقوفا تحليليا يمكن أن يشارك به كثيرون.
كان التجاهل لافتا وصارخا بدرجة استدعت الانتباه وراحت التحليلات تنسج لتفسير التجاهل، وبعضها قفز الى الرغبة في تجاهل حالة "الاحتلال" الذي صارت بعض القوى تتحرج منه اليوم رغم انها كانت تعتبره تحريرا مرحبا به بل ان بعض القوى التي رفضت لسنوات الاعتراف بأي "مقاومة" حتى لو كانت "شريفة" تتحدث اليوم عن نفسها كرائدة في العمل "المقاوم" وانها قدمت "تضحيات" في السنوات الماضية، ولكن التحرج من "الاحتلال" مجرد مغالطة فهناك ما هو أبعد.
ركز محللون على قرار الغاء عطلة التاسع من نيسان وقال إن في الامر مجاملة "للسنة" دون تقديم دليل مؤكد رغم ان الغاء العطلة لا يلغي ما حدث في التاسع من نيسان 2003 ولا يعني عدم وجود عطلة تغييب لاستذكار الحدث بمختلف جوانبه خاصة مع الانسحاب الامريكي والاقتراب من اكتمال العقد الاول للتغيير وهنا تبدو لحظة المفارقة، فمن الواضح ان هناك رغبة في الالتفاف على الاجابة عن السؤال الاجدر بالاثارة المتمثل في حقيقة مسار التغيير في العراق ومصير نظامه السياسي والوعود والاسس التي انطلقت منها العملية السياسية ومقدار ما تحقق منها.
لا يمكن للخلاف على ثنائية "الاحتلال/التحرير" ان تكون سببا لتجاهل تحول جوهري في تاريخ العراق بغض النظر عن الخلاف على تقييم هذا التحول لكن من الواضح ان هناك محاولة لتغييب التاريخ وتحديدا لتغييب نقطة انطلاق المسار السياسي الجديد والقوة التي أطلقته ويبدو إن هذا التغييب هو تمهيد لانتاج مغالطات تاريخية تؤدي لاحقا لإختراع "أفضال" تنسب لأفراد أو جهات تقفز على الدور الامريكي فيما حدث للحصول على أسبقيات في إدعاء الوطنية والمواجهة مع نظام صدام وبالتالي فتح الباب لمغالطات تاريخية تسمح بتغيير مسار العملية السياسية.
يعتمد أي نظام دكتاتوري على تشويه الذاكرة عبر المغالطات والقفز على الاحداث كما فعل النظام البعثي مثلا عندما أبقى يوم 14/تموز عطلة لكن دون استذكار حقيقي للحدث الذي وقع في ذلك اليوم (الاطاحة بالملكية واعلان الجمهورية واخراج العراق من الهيمنة البريطانية) حيث أراد البعثيون اغفال ما قام به عبدالكريم قاسم لأنهم قاموا باعدامه رغم انهم يشتركون معه (حسب قولهم) في رفض "الهيمنة" الاستعمارية وفي الميول "الاشتراكية" فسقطوا في مأزق تم حله "حسب تصورهم" بالابقاء على عطلة 14 تموز دون استذكار الحدث فعليا حتى لا تتم الاشارة الى دور عبدالكريم قاسم وبقية من قادوا الثورة ممن عاداهم البعثيون خاصة مع فقدان البعثيين القدرة على تسويغ موقفهم من ثوار 14 تموز 1958، وبعد ذلك بدأت مرحلة جديدة من المغالطات شملت حتى البعث نفسه كحزب ومجموعة أشخاص وافكار والاعلام لصالح شخص واحد هو صدام.
تغيير الذاكرة أو تشويهها فعل لا يحدث سهوا أو نتيجة لاستهزاء عابر بالمجتمع بل هو أخطر الافعال التي يمكن القول إنها وقعت مع "سبق الاصرار والترصد"، فمن أصر ومن ترصد بتغييب 9/4 أو اسقاط الولايات المتحدة الامريكية لنظام صدام؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كثير من الصمت الغريب
- فصول الفوضى والهزال
- العراق والاشتباك الاقليمي
- المواطن المشجع
- إعتذار المرزوقي وما بعده
- إعتقال الهاشمي وإقالة المطلك
- جبال المال السائب
- إنفراج بغداد والرياض
- حكاية أمنية للنسيان
- معركة مستمرة بعربات آشورية مزيفة
- تفجير التفجير
- جدران العراق والكويت
- دولة بين البنك والسجن
- صعود رؤوس العنف
- سباق الأزمة المستعر
- البطولة والفتنة والازمة
- تظاهرات المدللين
- العراق والخليج القادم
- مقلوبة النظام السياسي
- الحكومة والبرلمان بين حلين


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تجاهل 9/4