أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - منى زكي - باي باي... دانييل بايبس














المزيد.....

باي باي... دانييل بايبس


منى زكي

الحوار المتمدن-العدد: 1087 - 2005 / 1 / 23 - 10:31
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نستطيع التصفيق للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في قرار واحد على الأقل، أو بالأحرى في عدم اتخاذ قرار، ونعني الإمتناع عن تجديد عضوية دانيل بايبس في المجلس الأعلى لمعهد السلام الأمريكي الحكومي.
وللأمر دلالات خاصة إذا تذكرنا حقيقتين:
1 ـ أنّ بايبس، وباعتراف أصدقائه قبل أعدائه، صهيونيّ النزوع، مفرط في الانحياز الاعمى لدولة إسرائيل، متشدد في العداء الاعمى للفلسطينيين، إلى جانب أنه يضمر للإسلام والمسلمين بغضاً صريحاً يندر أن يجاهر به باحث من ديانة أخرى. ويكفي القول إنه يعتبر الإسلام عموماً، وليس الإسلام المتطرّف أو الإسلام السياسي فقط، الخطر الأكبر والأوحد في عالمنا المعاصر.
2 ـ أنّ الرئيس بوش عيّنه في عضوية المجلس، وفي موقع حساس للغاية هو الإشراف على الإعانات والبعثات الدراسية لمؤسسة فولبرايت، متجاهلاً معارضة شخصيات أساسية في الكونغرس (من أمثال إدوارد كنيدي وتوم هاركن وكريستوفر دود)، وعلى الرغم مواقف بايبس التي لا تليق بعضو رفيع في مجلس يُعنى بشؤون التآخي بين الشعوب وليس إشعال الحروب الثقافية والعقائدية بينها.
ولقد كُتب الكثير في نقد مواقف بايبس، وفي وسائل الإعلام العربية تحديداً، ولن نعيدها أو نستعيدها. ولكن لعل ما يجهله الكثيرون في العالم العربي أن بايبس لا يحمل مشاعر عنصرية ضدّ العرب والمسلمين وحدهم، بل ضدّ جاليات أخرى من المهاجرين ذوي الأصول الآسيوية غير المسلمة. فقد اندلع مؤخراً سجال عنيف بين بايبس وعدد من منظمات حقوق الإنسان حين صرّح أنه اليوم يؤيد قرار الحكومة الأمريكية الذي اتخذته أثناء سنوات الحرب العالمية الثانية، وقضى باحتجاز المواطنين الأمريكيين من أصول يابانية في معسكرات اعتقال جماعية. ليس هذا فقط، بل إنه يمتدح شروط الحجر ويعتبر المعسكر مطابقاً للمواصفات الإنسانية.
وبالطبع، كان أمراً مستنكراً أن يصدر هذا الموقف عن رجل يهودي سبق لأسلافه وأبناء جلدته أن سيقوا إلى معسكرات اعتقال نازية، في أوشفتز وتريبلينكا، ليس لسبب آخر سوى أنهم كانوا يهوداً وديانتهم ليست محبذة في لوائح العقائد التي يقبل بها الرايخ الثالث. وكان مدهشاً أن بايبس، الذي يبث الذعر في نفوس الأمريكيين من "المسلمين المتعطشين للدماء" ومن "اللاسامية الإسلامية"، هو الذي يدعو إلى لاسامية من نوع جديد ضدّ الآسيويين، وليس بالضرورة ضدّ المسلمين حصراً.
وبين الردود العديدة على بايبس، كتب البروفيسور جوان كول أستاذ التاريخ في جامعة ميشيغان: "ليست مفاجأة كبيرة أن يحثّ رجل تحريفي وصهيوني متطرّف مثل دانييل بايبس على ملاحقة المواطنين الأمريكيين المسلمين وحجرهم في معسكرات اعتقال جماعية، على غرار ما جرى مع المواطنين الامريكيين من أصل ياباني. المفاجأة أن تنشر أقواله البغيضة هذه صحيفة أساسية في البلاد، وأن يكون مرشح الرئيس بوش لعضوية معهد السلام الأمريكي. لقد كان ذلك الحجر مشيناً أخلاقياً، وكان يتناقض تماماً مع حقوق المواطن التي يكفلها الدستور. وإنه لأمر يثير القلق أن يعود بايبس إلى تأييده بعد أكثر من نصف قرن".
ويبقى أننا لا نعرف حقيقة دوافع الرئيس بوش في عدم تجديد عضوية بايبس، خصوصاً وأنّ تسعة أعشار التعيينات في الإدارة الجديدة تؤكد اتجاهاً رئيسياً واحداً هو تعزيز قبضة المحافظين الجدد (وبايبس واحد منهم، بل هو أشرسهم)، واليمين المتشدد المتعاطف مع إسرائيل، وتثبيت الصقور واستبعاد الحمائم.
الأسابيع القادمة قد توفر لنا إجابة شافية، حين تتضح أكثر معالم سياسة بوش الشرق ـ أوسطية في ولايته الثانية، كما ستديرها كوندي رايس وزيرة الخارجية الجديدة. وفي الإنتظار، وأياً كانت دوافع قرار بوش، لا نستطيع إلا أن نبتهج به ونقول: باي باي دانييل!



#منى_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يؤدي أدونيس العمرة؟
- باطل عالية ممدوح
- لافتات إلى مؤسسة العويس
- جعجعة بلا طحن
- رفعت الأقلام وجفت الصحف
- باقة ورود حمراء في سبعينية سعدي يوسف
- أهذا هو ديمقراطي العراق الجديد؟


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - منى زكي - باي باي... دانييل بايبس