أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جودت شاكر محمود - دعوة لتنظيم أفكار مبعثره














المزيد.....


دعوة لتنظيم أفكار مبعثره


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 13:43
المحور: الادب والفن
    


أريدُ استبدال آليات تفكيري
أريدُ أن ابرأ منها
فقد عجزتُ من حملها
واستخدامها
في حلِ الأحجيات والألغاز والطلاسم
التي لا طائل من التفكير بها
أو البحث عن حلول لها
أريدُ أن أستريح من عملياتي المعرفية
أن اشعرُ بحريتي
التي فقدتها وأنا أمارسُ عملية التحليل والتركيب...
والنقد والتقويم...
والاستنتاج والاستقراء ...
عن عوالم الآخرين
وأنا عاجزٌ عن قراءةِ عوالمي
دواخلي... رغباتي
مللتُ.. من قراءةِ ما تضمُره
الوجوه... والكلمات.... والعبارات
وما يختفي خلف جمل الآخرين... والابتسامات
وما يتقنع به الساسة والمثقفون
الأدعياء والصادقون
كُلها قيود تحدُ من حركتي
وقدرتي على استشراف مستقبلي
تفقدني حريتي الإنسانية
وتمنعني من الدخول إلى عوالم كينونتي
لمعرفة حقيقة طالما بحثت عنها
وبحث عنها الآخرون مثلي
مَنْ أنا ؟
مَنْ أنت ؟
مَنْ هؤلاء ؟
لماذا هذا الاختلاف ؟
لماذا لا يوجد بعض من الاتفاق بيننا ؟
هل حقيقتي غير حقيقتك ؟
هل مستقبلي غير مستقبلك ؟
هل ..؟
وهل ..؟
وهل..؟
ألغاز... طلاسم... أُحجيات
إشارات... رموز... مسميات
بماذا تختلف أزهاري عن أزهارك ؟
ثماري عن ثمارك ؟
جذوري عن جذورك ؟
حاولتُ البحث بكيميائيات دمي
البحث عما قد يجعلها تختلف عن دمك
حاولتُ البحث..
والبحث بكل شيء....
وعن كل شيء
ولكن في كلِ مرةٍ كنتُ أعود إلى نقطةِ البدءِِ
نقطةُ بدئي هي نقطةُ بدئك..
نقطةٌ تجمعنا ولكننا لا نعيها.. ولو لمرة واحدة
وبسبب كل ذلك كنتُ أشعر بان آليات تفكيري
بدأت تخذلني.. أشعرُ بها تتحلل... تعجز... تتمرد.. تحتج
ترفض مطاوعتي
كنتُ أقف مع حيرتي.. أساعدُها في إعادة تصفح
تساؤلاتي.. شكوكي... فرضياتي
ولكن بلا نتيجة ..
وبدون حقيقة يمكنني من أن أتواصل معها..
أو أن تتواصل معي..
لن يكون لي وجود
ولكن من شدة رعبي وخوفي
حاولت أن أصفع أفكاري
أن أجلد ذاتي
أن أتقنع.. أن أتصنع.. في قولي ومشيتي وحركتي
في ملبسي ومأكلي
في صمتي ومسمعي
أن أكون غير ما أنا عليه
ولكن..
مَنْ أنا.. حقيقة ؟
ومَنْ أنت.. حقيقة ؟
ولكن.. وبالرغم من كل ذلك
فإني قد عجزتُ عن معرفة ذاتي وحقيقة أمري
فقد كنتُ أقفُ فوق آليات تفكيري
وعمليات استقرائي وتحليلي وتركيبي واستنتاجي
كنتُ أقفُ فوقها واسحقها
بمفاهيم وأساطير وحكاياتٍ
عن الجنِ والشيطان
عن خمورٍٍ وألبان
عن آلياتِ تكفيرٍٍ وتكذيب
بأقوال وأشعار لم تمر بعقلي
كي يتصفحها.. يفرزها... يحللها.. يتعرف عليها
وبالرغم من كل ذلك
فإن شيطان قلبي استدخلها وتمثلها
وسعى لجعلها جزءاً من ذاتي
وذلك منذُ آلاف السنين خلت
وأصبغ عليها حقيقة ليس بحقيقتها
وقدسية لا تستحقها
ووضعها فوق تفكيري وعقلي
وأمرني بإطاعتها.. وتكذيب وتكفير سواها
وأمرني بتقديس مَنْ قالها ومَنْ نقلها
وأتباع مَنْ يؤمن بها.. ويدعو لها
وأنت مثلي يا من تحاول العُبور بنظراتك فوق كلماتي
تحاول أن تشيح بوجهك عنها
لكونها لا تستفزك..
لا تقدم لك شيئاً جديداً
فإن ما يتملكني هو ذاته يتملك
ولذا فإني أقول لك
انك تقف على آليات تفكيرك
تحاول إخفاءها بظلك
لكنها تحاول الهروب والاستنجاد بي
لكني لا أستطيع نجدتها
مثلما آليات تفكيري تحاول الهروب مني
لكي تلتجأ إليك
فهل نبقى هكذا ؟
تتقاطع آمالنا... أحلامنا... مستقبلنا
ونبقى تُسيرنا خرافات وأساطير وعالم غير عالمنا
وإنسان غير إنساننا
وفكرٌ غير فكرنا
تعال لنتحاور بين فكرين وعقلين
تعال لنتحاور كإنسانين
تجمعُنا أرض واحده
يجمعُنا أبٌ واحدٌ
هو العراق
عراقك وعراقي
ذاتك وذاتي
إن عراقٌنا واحدٌ
عراقٌ الكرديٌ والعربيٌ
وعراق الأشوري والشيعي
عراق الكلداني.. والسني
عراقٌ المسيحي... واليهودي..
..والصابئي.. واليزيدي
عراقٌ الفاو وزاخو
عراق نبوخذ نصر والسياب وغازي
عراق سنحاريب والجاحظ والبياتي
عراقك وعراقي
حقيقتك وحقيقتي
وأخيراً أقول لك إن وطننا...هو أبونا الذي في الأرض
تقدس ترابه وماءه وهواه
والمجد كل المجد لك يا عراق



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضعف
- اللؤلؤ المنسكب
- دردشات: هل حقا نسعى إلى الديمقراطية بعد -الربيع- العربي ؟
- العدوان ونظرية المواقف السيكولوجية
- رغبات آدم
- دردشات: هل تعرف ما هو Captology ؟
- وقالت: شكراً ولكن كان متأخراً جداً
- الشيطانُ يتحدث
- دردشات: إن ينصرُكم -الناتو- فلا غالب لكم
- دردشات: العرب وصندوق باندورا
- مشاعر تستيقظ مجدداً
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الثالث)
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الثاني)
- نظرية نموذج عجلة ألوان الحب
- خربشات للحب في عيد الحب
- ما هي نظرية مثلث الحب Triangular Theory of Love ؟
- ماذا تقول البيولوجيا عن مشاعرنا
- حب الذات(Self-Love) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة (الجزء ال ...
- حب الذات (SELF-LOVE) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة
- الشخصية الإنسانية وسيكولوجية الألوان


المزيد.....




- عــرض مسلسل ليلى الحلقة 24 مترجمة قصة عشق
- نبض بغداد.. إعادة تأهيل أيقونة العاصمة العراقية شارع الرشيد ...
- فنانة شابة في علاقة حب مع نور خالد النبوي؟ .. يا ترى مين ضيف ...
- إيران.. 74 جلدة لنجم شهير حرض على خلع الحجاب!
- سلي أولادك بأفضل أفلام الكرتون.. اضبط أحدث تردد لقناة كرتون ...
- انتقادات واسعة للمسلسل العراقي -ابن الباشا-.. هل هو نسخة من ...
- فنان مصري مشهور يفقد حاسة النطق.. وتامر حسني يتدخل
- شاهد.. مغني راب يصفع مصارعا قبل نزالهما في الفنون القتالية
- -أشغال شقة جدا- كاد ألا يرى النور.. مفاجآت صادمة عن المسلسل! ...
- معرض للفنان العراقي صفاء السعدون بين جدارن جامعة موسكو الحكو ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جودت شاكر محمود - دعوة لتنظيم أفكار مبعثره