أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل أسعد - و لا عزاء للمتسائلين














المزيد.....

و لا عزاء للمتسائلين


عادل أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحدثت الفاتيكان مرة ثانية و أعربت عن قلقها على وضع مسيحيي الشرق عموماً و سوريا على الأخص ، فبعد مشاركتها في مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير أعادتها أخر الأرقام الواردة من حمص إلى مخاوفها الأولى ، وعلى لسان البابا في هذه المرة و في أهم مناسبة مسيحية و هي عيد القيامة الذي يحتفل فيه المسيحيين بعد المرور بأسبوع الألام المقدس .
لعل رأس الكنيسة الكاثوليكية في وعظته التي تابعها الملايين على الهواء مباشرة قد أراد بالأفصاح عن تخوفاته التي جاءت كتساؤلات عن مصير أكثر من تسعين في المائة من مسيحيي حمص الذين هجروا عنوة على أيدي المسلحين، أراد أن يفتح بوابة التساؤلات الجوهرية عن طبيعة الربيع العربي عموماً و السوري خصوصاً ، سيما و أن الأعلام العالمي الذي يعتبر في مكنونه من ألد أعداء الفاتيكان قد حيد بوابة معبد الحقيقة هذه عن الفكر الجمعي تحت طائلة الاتهام و التخوين، فالطفل الغربي بات يردد كلمة باباعمر بلكنة عربية صحيحة و والداه مصدومين من ذاك النظام الذي يرسل المفخخات لنسف فروعه الأمنية!!
الكنيسة الكاثوليكية التي ترددت في طرق باب التساؤل قبل دخول الأمريكان إلى العراق قد تهدم المعبد فوقها بخسارتها لحوالي المليونين من رعاياها العراقيين ، أي ما يعادل الثمانين في المائة من مجمل مسيحيي العراق في خلال ثلاثة سنوات من بعد الاحتلال له ، و ها هي الأن نفس الأيادي المحترفة تتمطى و تقترب أكثر باتجاه أراضي الجلجثة ولكن بقفازات محلية هذه المرة و بنفس الألسن المرافقة لها و لكن بعويل و بزغاريد عربية أصيلة تطغي على كل تساؤل ممكن أن يخالف هذا الصخب . فالرقعة تكبر و الخيوط تتشابك و تلتقي ، و الفاتيكان الذي يراقب وحيداً و بقلق المجازر التي ترتكب بحق الكنيسة في نيجيريا و يتساءل عن الطبيعة الطارئة لجماعة بوكو حرام النيجيرية و عن مصدر تمويلهم و تنظيمهم لم يستطع إلا أن يوسع من تساؤلاته بعد انتشار صورة أحد النيجيريين المقبوض عليهم في سوريا من قبل الجيش السوري بتهمة القتال إلى جانب المسلحين سيما و أن هذه الجماعة قد كثفت من عملياتها في الأعياد الأخيرة بحق المسيحيين النيجيريين . و مما يزيد من غرابة الأمر هو طبيعة الحالة السورية ذاتها منذ بداية الحراك ، فهي قد تميزت بغياب كامل للتساؤلات البديهية و للاستدلال المنطقي عند السوريين و العرب عموماً ، فالعيون قد فقدت قدرتها على المسح و تعودت على التدقيق في الأجزاء ، و الساحة قد تحولت إلى سباق موت عبثي يزاح فيه الدم ليبحث تحته عن دليل يجرم الأخر .
لعل التساؤل الذي أراد البابا ولوجه هو ما بني منه على المقولة الانجيلية التوجيهية "من ثمارهم تعرفونهم"؟؟ و أما "الثمار" فما أنتجه الأمريكان في المنطقة منها لغني عن التعريف ، و ثمار الربيع السوري ما عرف منها حتى الأن هو أكثر من عشرة ألاف قتيل ، و أضعاف مضاعفة من هذا العدد من المهجرين ، هذا عدا عن حالات الاختفاء و الاغتصاب و النهب و الترحيل و الهروب بالأضافة للأزمة الاقتصادية . و أما "تعرفونهم" ففيها تكمن عقدة التساؤل؟؟؟هل هو النظام السوري الذي رفض أن يتنحى و هو الأقوى لربيع لم تستطع أقنعته أن تخفي اللحى التي تحتها في مجتمع أثبتت دوامات العنف و العنف المضاد فيه أنه في داخله ما زال يؤمن بمبدأ القوة و ليس الحق ؟؟ أم هم الجيش و قوات الأمن السوري المعروفين بقساوتهم تجاة الأخر؟؟ أم ؤلاءك الذين يعرفون هذه القساوة تماماً و لم يجدوا غضاضة في رمي الزيت فوق النار و هم خارجها و قد أمسكوا بالقلم و الورقة لمتابعة أخر أرقام الضحايا و ارسالها إلى مراكز عملياتهم و محطاتهم الفضائية؟؟ أم هم منظري الحراك من السوريين الذين أنكروا بليبرالياتهم الغامضة حتى أخر رمق حقيقة تسلح و تجاوزات ربيعهم و التي ضاهت بطبيعة عنفها تجاوزات السلطات السورية مع ما جلبه هذا لاحقاً من ويلات مضاعفة طالت جميع السوريين ، لينبروا في النهاية إلى البحث عن شماعات لتبرير عجز ثورتهم حتى الأن كشماعة اسرائيل "اياها" و لحشر المدون مع قاطع الرؤوس من أبناء طائفة معينة حددوها بالأسم في خانة قدسية واحدة و ألبسوا الجميع أجنحة كيفارا و بانشوفيلا الثورية البيضاء ليحلقوا بها إلى أحضان شيخنا صاحب فتاوي "و مالو"
أم أن من يجب أن نعرفهم هم من أبناء الداخل السوري من قادة الحراك الميدانيين ممن عجزوا عن سبر الاصطفافات الاقليمية و الدولية ، أو اندفعوا متجاوزين واجب القراءة الرصينة و الناضجة لمراكز القوى و لمفاصلها في سوريا (بالرغم من كثرة تنبيهاتنا منذ البداية) . أم لعلهم هؤلاء من وجدوا في الفوضى فرصة لأشباع أناهم المكبوتة أو ربما لأغناء جيوبهم ، أم هم تلك الفئة التي تسعى في الأصل إلى القتال مسترخصة نتائجه و محتقرة لأرقامه لأن فيه تكمن غايتها و به يكون الطريق إلى طموحها ، فهي لها دليلها الخاص و قرائتها لما يقع تحت أعينها تأتيها من فضائياتها المباركة مما يقودنا لتساؤل أخر : أهي حقاً معركة لأجل الحرية و السلام و المساواة أم هي معركة.. لأجل المُلك؟؟
قد يكون بابا الفاتيكان في وعظته قد تذكر واحد من أشهر الأقوال التي جاءت في الانجيل و هي "ما بني على باطل فهو باطل" ليعطي دافعاً للتساؤل عن أشياء جوهرية و فعالة في أصول الحراك السوري قد فاتت على الجميع ، مثل حادثة تقليع أظافر أطفال درعا من قبل فرع الأمن و التي فجرت المظاهرات الدرعاوية التي كانت فاتحة لباقي المدن السورية و أولجتنا في بوابات الدم التي انفتحت على مصاريعها و أخذت بتلابيبنا حتى فاتنا أن نسأل: لماذا يا ترى من بين الألاف من الفيديوهات و الريبورتاجات و البرامج التي تكذب هذا و تصدق ذاك ، تفند هنا و تثبت هناك ، لماذا فات على أصحاب الأمر أن يزودونا بفيديو أو صورة لهذه الأطفال ذوي الأظافر المقلوعة؟؟؟
لا تأخذوا علينا كثرة التساؤل ، فالعاصفة السورية قد قلبت المعادلة العريقة "البحث عن أجوبة" إلى معادلة "البحث عن أسئلة" و ليس هناك أكثر من اشارات استفهام الخائفين .



#عادل_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلفن جوبيه...هيدا جوبيه هيدا
- حتى أنت يا ميسي
- سوريا الوسيلة .. سوريا الغاية
- سوريا الصامتة بين الشبيحة و الموتورجية
- وجهة نظر سورية
- تساؤلات سورية غير مشروعة (2)
- تساؤلات سورية غير مشروعة (1)


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل أسعد - و لا عزاء للمتسائلين