أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - زمني توقف هنا في ليلة واحده














المزيد.....

زمني توقف هنا في ليلة واحده


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 13:17
المحور: المجتمع المدني
    


من حق المرء احيانا ان يسجل حدثا مهما في حياته الخاصة ، ليس في دفتر مذكراته فحسب ، وانما لكي يطلع عليه العامة من خلال أي منفذ متاح .. ففي الحياة الخاصة لأي انسان ، محطات لا تحصى مما يمكن اعتباره دور على خشبة مسرح العمر ، في اشراك الاخرين بمشاهدته نفع وخبرة .
عند الساعة الخامسة والنصف ، من مساء يوم الخميس الموافق الثاني عشر من شهر ابريل الحالي ، انطلق موكب ، قيل لي بانه مهيب ، تستقل احدى سياراته ابنتي نورس ، حيث تم زفافها مع عريسها الى احد الفنادق في مدينة تبعد عن المدينة التي اسكن فيها مسافة طويله .. وكانت دموعي حينها قد انهمرت بسخاء ليس لاحساسي باقتطاع فرع من جسدي كان يغذيه بدماء المرح والفرح والشعور بقوة البقاء ، وانما لانهم لم يسمحوا لي بحضور مراسيم العرس ، تحت طائلة العرف المبني على إرثهم البغيض ، وامتثالا لمبدأ العيب في ان يشارك الاب أو الأخ حفل زواج البنت او الاخت ، لانها ( سيقع لها منكر ) من قبل شخص غريب في ليلة الزفاف !! .
لقد كنت في تلك الليلة ، وحيدا ، اقضم حزني على قدر حتم علي العيش بين اولئك الفاسدين عقليا ، ممن يبدو لهم بانهم بشر فعلا يتحركون بارجل وايدي وعقول آدمية ، اولئك الذين صنعتهم منابر تنثر داخل رؤوسهم يوميا عفن المزابل من الافكار ، موحية لهم بأن قطعة الملابس النسائية هي الاخرى عورة لا يجوز اشهار حملها في الطرقات العامه .. هكذا فعل صاحب محل تجاري لبيع الملابس عندما طلبت منه شراء جورب لزوجتي كلفتني بشرائه ، لقد امتنع الرجل بتسليمي الجورب قبل ان يلفه بكيس اسود ، واصر على ان يكون الكيس اسود اللون كي لا تظهر علامات العوره ، فما كان مني الا ورميته عند عتبة باب المحل ، حاملا بضاعتي بيدي جهارا نهارا لألطم الوجوه بما أحمل ، وفي نفسي رغبة بالصراخ .. انه جورب نسائي ايها الاوغاد ، هاكم ما احمل ، انه شرف سيكسبكم ما تنتضرونه من حسنات لو شاهدتموه .
خلال اشهر اربع مضت ، انتظرت سماع كلمة من ابنتي افهم منها بانها راضية او رافظه ، ولم ابخل عليها ولا عريسها بان يجتمعوا معا تحت انظارنا ورعايتنا كي يفهم بعضهم بعضا ، وبقيت حصتي من التفرد بالقرار، هي ان لا يكون زوج ابنتي متحمسا للاقرار بتعاليم صناع الموت والتخلف ، وان يكون أمينا عليها من عاديات الزمن ، واعيا لدوره في الحياة كشريك وليس متسلط .. أردته متفتح السريرة كما هي زوجته ، وقد طلبت منه عند اللحظة الاخيرة ، ان يعيدها الي قبل ان يرفع يده ليصفعها ولاي سبب كان ، فأوعدني بذلك بكل ثقة ، مذكرا إياي بانه سليل اسرة نجحت بتشذيب اخلاقها من موبقات السلف غير الصالح .
حرموني من حضور فرح ابنتي نورس ، ولكنهم سوف لن يحرمونني من الاختلاء بشياطيني الجميلة ، أقرأ وارقص واستمع لموسيقى الحقول واشرب ما احصل عليه من نبيذ يأخذني بعيدا عنهم وعن سخفهم وكرههم السرمدي للارض وما عليها من خلق .. وستصلني رغما عنهم ، ابتسامة ابنتي البريئة كما كانت تطعم بها روحي عند كل صباح .. واعدهم بانني سابقى شاهرا جورب زوجتي الجديد ، مهما بالغوا بتعنيفي ولذعي بقذاراتهم وعفنهم العقلي .
اذهبي ياحبيبتي ، ابنتي ، الى حيث انت الان في كنف زوج آمل ان يكون كما تمنيت ، ولك مني ان ابقى أمينا على صلتي بك راعيا من بعيد ، اتلقف انفاسك بقلبي الذي لم يقسوا عليك يوما حتى ولو بنظرة غضب عابره .. ووصيتي اليك أن تستمري في نهجك الراقي ، فلا تكرهي بشر ولا حشر ولا شجر ، وأن تبقى ملامح الحب بادية على محياك ، كعادتك دوما ، مهما قست الظروف من حولك .. لا تتركي يابنتي رغبتك بالاستمتاع بسماع فيروز عند كل صباح حتى ولو من هاتفك النقال عند انقطاع الكهرباء ، ولا تخافي من تبعات الاستجابة لدبكات جبال لبنان فترقصي ، كعادتك دوما ، على نغماتها حتى وانت محاصرة وسط عالم بذيء ، لا يعرف الفرح ، ولا يستسيغ غير طقوس حفر القبور .

الجمعه
13/4/2012



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قول في الماء العربي
- حال المرأة العربية .. بين الوهم والواقع
- صهوة الشر
- ألشعوب العربية لا تحسن الثوره
- عصارة من خيال
- مشروع اتفاق مع حكومة الصين
- ألغرز في اللحم الميت
- ثورات الربيع العربي ، ودور القوى اليسارية التقدميه .
- مرافعة لا حضور للمحامين فيها
- نعم .. نحن فعلا نتعرض لمؤامرة غربيه .
- من وحي الحبة الزرقاء
- حنطاوي
- أسماك الزينة وصوت كوكب الشرق .. حينما يأتلفان .
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. النهايه
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حامد حمودي عباس - زمني توقف هنا في ليلة واحده