أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الحب والعاصفة 9














المزيد.....

الحب والعاصفة 9


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


في طريقي الى قاعة المحاضرات صادفت فاتن.
"كيف حالك يا هنادي؟" قالت وهي تستوقفني.
"بخير. وكيف انت؟" قلت.
فرمتني بنظرة غريبة لم أفهم مغزاها، ثم سألت: "هل كان ذلك سامر الذي أوصلك بسيارته؟" وكان في نبرتها شيء من الإرتياب.
ارتبكت أمام سؤالها ووقعت في حيرة. كيف عرفت بذلك؟ هل رأتنا؟
ثم سمعتها تضيف قبل ان أرد بشيء: "لقد رأيتك قبل قليل عبر النافذة وأنت تنزلين من سيارة تشبه سيارة سامر."
فقلت بنبرة طبيعية: "نعم. إنه سامر. كنت..." ترددت قليلا، ثم تابعت: "كنت مدعوة على الغداء في بيته. السيدة هالة أحبت أن تراني بعد طول السنين."
اتّسعت عيناها دهشةً. "حقا؟! هذا شيء لطيف." قالت بلهجة مضطربة. ثم رشقتني بنظرة صلبة وقالت: "ولكن... ألا تظنين أن ذلك لم يكن من الحكمة؟"
"ماذا تقصدين؟" تعجّبت.
فقالت بخبث: "أقصد أن ذلك ربما لا يعجب أخاك، أم أنني على خطأ؟؟"
"وانت، ألا تظنين أن ذلك شأن لا يعنيك؟" قلت بحدة.
"بل يعنيني." ردّت بلهجة أكثر حدة وصرامة. "يعنيني كثيرا."
"لماذا؟" سألتها.
"لأنني أحب سامر. أحبّه منذ مدة طويلة، ولن أسمح لأحد أن يزعج علاقتنا... حتى أنت."
أدهشتني نبرتها المشبعة بالثقة والكبرياء. سألتها بشيء من التحدي: "وبماذا أزعجك أنا؟"
ردت بصفاقة: "لا تكوني لئيمة. أنا لست غبيّة. وأعرف أن شيئا ما يجري بينكما منذ رحلة ايلات، وأعرف أنك تميلين اليه. ورغم أنني لست قلقة جدا بشأنك، ذلك أني متأكدة أن سامر لطيف معك من باب التأديب فقط، فأنا أنصحك بالإبتعاد عنه، فهو ليس لك."
بهتّ لكلامها. قلت وأنا أحسّ بالتقزّز منها: "قصدك أنه لك أنت؟"
"أتمانعين ذلك؟"
"وهل كان قد وعدك بشيء؟"
"إننا نحب بعضنا منذ كنا في أميركا."
"وهل قال لك إنه ما زال يحبك؟"
"ماذا تعنين بكل هذه الأسئلة؟"
"لا أعني شيئا. إفهميها وحدك."
قلت ذلك وتركتها ومضيت الى طريقي.
كنت منزعجة منها ومن كلامها عن سامر أكثر مما أبديت أمامها. تساءلت في داخلي: هل كان فعلا يحبّها؟ أم أنها فقط تدّعي ذلك؟ وإن كان حقا قد أحبّها في أمريكا، أما زال يحبها اليوم؟ ثم ماذا قصدت بكلامها عن أخي؟ أكانت تهدّدني؟


4
زيارة العم ابراهيم

حين عدت الى البيت مساءً وجدت عمي ابراهيم عندنا في البيت جالسا مع وليد في غرفة الضيوف. تسلّل القلق الى صدري لرؤيته واضطربت نفسي.
وقفت لدى الباب وقلت: "مساء الخير."
سمعت عمي يردّ وابتسامة كبيرة تشعّ على شفتيه: "مساء النور. اهلا بك يا عزيزتي."
ثم قام وليد من مكانه الى جانب عمي واقترب مني، وقال وهو يربت على كتفي: "تعالي، يا هنادي. إجلسي جنب عمك. سأذهب لتحضير الشاي."
فعلت كما قال بشيء من التردد، وذهب هو ليتركني مع عمي.
اشتدّ اضطراب نفسي. أحسست أن عمي هنا لأمر يقلق راحتي.
"كيف حالك، يا عزيزتي؟" فتح الحديث.
فأجبته: "الحمد لله."
"كيف دراستك؟"
"بخير. الإمتحانات على الأبواب وعليّ أن أدرس جيدا."
"أنت لست من النوع الذي يستدعي الخوف. كنت دائما طالبة يفتخر بها."
"شكرا لك يا عمي."
صمت قليلا وبدا كأنه يفكّر. ثم قال بصوت أرق من المعتاد: "هنادي، أنا أعلم أن وليد كلّمك عن موضوع خطوبتك أنت ورامز، وقد أخبرني أنك تودّين تأجيل الموضوع. هل لي أن أفهم منك السبب؟"
كم كنت محقّة، فكّرت بيني وبين نفسي. إنه لا يريد أن يحلّ عني.
"عمي،" قلت وأنا أجاهد لكتم حنقي واستيائي . "أنت تعرف أن دراستي مهمة جدا بالنسبة لي ولا أريد لأي شيء أن يعيقها."
فقال بصوت حاسم النبرات: "أنا لا أرى أي سبب يدعو للقلق بهذا الشأن. كما لا أرى سببا يدعو الى التأجيل. دعينا نتّفق أن تكون الخطوبة الآن وبعد تخرّجك يتمّ الزواج. والى ذلك الحين يكون رامز ايضا قد جهّز الشقة بكل لوازمها."
أطرقت رأسي بابتئاس بالغ، وبعد لحظة طويلة قلت بحيرة: "لا أدري ماذا أقول لك يا عمي."
فسمعته يسألني بصوت هادئ يخفي شيئا من الريبة: "هنادي، قولي لي بصراحة، هل لديك شيء ضد رامز؟ أعني... هل أنت موافقة على زواجك منه؟"
قلت وأنا أشدّ من صدري نفسا عميقا: "يا عمي، كل ما في الأمر أني لا أفكّر في هذا الموضوع حاليا، فدراستي تأخذ مني كل وقتي وتفكيري. ثم، يعني... ألا تعتقد أن الوقت ما يزال باكرا على هذا الموضوع؟! أنا ما زلت صغيرة ولم أطبّق العشرين بعد."
"هنادي، عزيزتي، أنت أكبر من عمرك بكثير. لقد كنت طوال عمرك عاقلة وواعية، وأنا متأكّد أنك تريدين إرضاء أبيك في قبره تماما كما أريد أنا. رامز يحبّك، وسيفعل كل ما بوسعه كي يسعدك ويرضيك."
"عمي ... أنا... أعتبر رامز... كأخ لي." قلت بصوت تسلّلت اليه رجفة غريبة. ثم أضفت بعد برهة بسيطة محاوِلة المحافظة على اتّزان صوتي: "ربما لهذا يصعب عليّ التفكير فيه... كزوج."
"ستتعوّدين على الفكرة، يا ابنتي. صدّقيني. ولكن أنت افتحي قلبك له." قال لي مطمئنا.
وفجأة... تملّكتني رغبة شديدة بأن أصرخ ملء فمي: أنا لا أريد ابنك! لا أطيقه! ولا أريد الزواج منه!
لماذا لا أقول له ذلك بكل صراحة وأريّح نفسي؟ ليتني كنت أجرؤ على فعل ذلك. ليت هذا الرجل لم يكن عمي. وليت أبي لم يعِده بشيء، وليته لم يقدّم لنا أية مساعدات. أشفقت على نفسي بشدة.
ولكنني لم أملك الا أن أقول: "حسن. هل لنا أن نؤجّل الموضوع على الأقل الى ما بعد الإمتحانات؟"
فأطرق يفكّر للحظتين، ثم قال بهدوء: "حسن. كما تشائين."
استأذنته وذهبت الى غرفتي بعجلة وأسلمت نفسي الى فراشي. وانهالت عليّ الدموع واستولى عليّ يأس داكن وغرقت في حزن عميق. أحسست بافتقاد أمي بشدة كما لم أحس من قبل.
لماذا يحدث لي كل هذا؟ لماذا يجب علي ان أكون ضحية اتّفاق سخيف بين أخوين لا مبرر له؟ لماذا عليّ أن أكون ضحية موت أبي؟! هذا ليس عدلا. لست مضطرّة أن أكون الضحية. عليّ أن أقاوم! عليّ أن أفعل شيئا قبل فوات الأوان. علي أن أعترض.
ولكن... هل أملك الجرأة لفعل ذلك؟ وهل يمكنني أن أغيّر مصيري بفعلي ذلك؟

يتبع...



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب والعاصفة 8
- لماذا لا نقرأ مثلهم؟
- الحب والعاصفة 7
- لو كنت أما ليوم واحد
- الحب والعاصفة 6
- الحب والعاصفة 5
- الحب والعاصفة 4
- الحب والعاصفة 3
- منذ التقينا
- الحب والعاصفة 2
- الحب والعاصفة 1
- العصا والأصدقاء
- مساءات لهفة
- ما هذه الأصوات في الليل؟
- المعلّمة أورا
- مهمة في الزواج
- القدر- قصة قصيرة
- الشهيدان
- بنت من هذا العالم
- تساؤلات بريئة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الحب والعاصفة 9