أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله العبادي - صناعة السلطة في الوطن العربي














المزيد.....

صناعة السلطة في الوطن العربي


عبدالله العبادي
الكاتب الصحافي


الحوار المتمدن-العدد: 3697 - 2012 / 4 / 13 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين رحيما بالديكتاتوريات العربية, فبعد اكثر من نصف قرن من استقلالها –ان لم نقل استقلالها الجزئي لانها لا زالت تحت وطاة السيطرة الثقافية الغربية- لم تفلح الحكومات العربية الا في تحضير جلاديها, فسياسيوها مروا على الاخضر واليابس لم يتركوا شيئا لشعوب مستضعفة ومثقفون وعلماء دين اغلبهم صفق للحاكم من اجل مراكز وامتيازات الا قلة من المناضلين سحقوا اينما وجدوا.
والمتتبع للشان العربي سيرى ان الخطاب العربي الرسمي جعل من السياسيين اناس غير عاديين فوق القانون وحجر الزاوية لسيرورة امور البلاد والعباد. هدا الاحساس دفع الكثيرين للتعاطي للسياسة من اجل الكسب والجاه وولد لدى الاجيال احباطا ونفورا للعمل السياسي الذي تستحود عليه طبقة معينة وتتوارثه. تداول السلطة بهدا الشكل صنع نخبة داخل دائرة القرار السياسي اعدمت عملية الانتقال السياسي بين كل مكونات المجتمع المدني وحتى ان كان هناك انتقالا او تداولا سياسيا فهو يتم بين افراد النخبة بشكل قبلي.
ما الدي يعطي الحق لانسان ان يحكم اخيه الانسان؟
تظهر دراسات تاريخ البشرية ان الدليل لهته السلطة او الحكم كان دينيا عند كل المجتمعات البشرية, ولدلك كانت السلطة مقدسة والحاكم كان يستمد شرعيته من الدين واحيانا اخرى من الخرافات لتثبيت الشرعية واستمرارها. العلاقة جد معقدة بين السلطة الثقافية والسلطة السياسية في المجتمعات العربية سأعود الى تحليل هذه الثتائية المعقدة في دراسة لاحقة ان شاء الله.
الدولة في الوطن العربي محددة في المجتمع السياسي او الطبقة الحاكمة فقط في غنى عن المجتمع المدني. عرف غرامشي الدولة على انها المجتمع السياسي والمجتمع المدني فهي توازن بينهما ويضيف ان المجتمع المدني والدولة هما في الواقع الملموس شئ واحد.
فالمجتمع المدني عند هيغل تقابله الدولة والمجتمع السياسي باعتبارهما لحظتين في البنية الفوقية, بل يشمل المجتمع المدني في فلسفة الحق الهيغلية العلاقات الاقتصادية. فالمجتمع السياسي اذن بمعنى الهيمنة السياسية والثقافية لجماعة اجتماعية معينة على المجتمع كله, باعتبارها المضمون الاخلاقي للدولة. وهته البنية الدهنية مترسخة في الفكر السلطوي العربي وتتجلى بشكل راسخ في محاولات توريث السلطة ونقلها بين افراد الجماعة المهيمنة وكذا افراد الحزب.
هذا الوضع ولد شرخا بين الجماعة الفوقية وبين مكونات المجتمع وبين الممثلين والممثلين لهم, فانفصلت الاحزاب عن المجتمع ولم تعد الاحزاب بطريقة تنظيمها الحالية وقيادييها معترف بها من الاغلبية الساحقة من المجتمع الذي تعبر عنهم. هذا الوضع يولد صراعا ويفسح المجال امام الحلول العنيفة وينطبق على الحالة الراهنة للشعوب العربية. فالاحزاب السياسية حتى وان وجدت في العالم العربي فقد انصهرت في الواقع السياسي النخبوي العربي ولم تعد تحمل هم الشعوب بقدر ما تحمي الدولة المتمثلة في السلطة الحاكمة واصبحت احزاب كارتونية تجري وراء اهداف شخصية ولا تمثل الا جماعتها. انها ازمة هيمنة الطبقة الحاكمة.
لقد فشلت الدولة العربية في مشروعها السياسي الكبير المتمثل في بناء دول حديثة ديمقراطية تضمن العيش الكريم لكل مواطنيها, دول غير تابعة ودول قوية بكل طاقاتها كيفما كانت طبقاتهم الاجتماعية. كما ان انتقال الجماهيرالمكونة من الطلاب والمثقفين الصغار وشرفاء الامة من الحالة السياسية السلبية الى نوع من الحركية الايجابية ادى الى الدفع بمطالب انتظرت لعقود. رغم ان الحركية لم تكن منظمة بالشكل اللازم الا انها كانت تعرف هدفها المقصود, الا هو التغيير وإعادة صياغة المشروع السياسي الكبير للامة. فوضع الاحزاب السياسية العربية اكثر مأساوية من الواقع السياسي فهي لا زالت تردد شعارات الماضي وأفكار بالية تؤرخ لمرحلة الانحطاط فهي لم تستسغ بعد افكار التغيير لأنها ببساطة لا تريد التغيير, التغيير يعني فقدان المكاسب والمواقع وخلق حركية داخل المجتمع, كل هدا يهدد مصالحها.
كما ان ضعف اغلب الاحزاب العربية يرجع ليس فقط لقياداتها القديمة ومشاريعها الفارغة بل ايضا لدور الدول السلبي في تقوية الدولة من خلال الاحزاب. فالدولة تعمل دائما كحزب فوق الاحزاب يهيمن على الحياة السياسية ويسيرها بتواطؤ مع باقي الأحزاب وفي نفس الوقت تعمل الدولة-الحزب على تفكيك بعض التيارات والأحزاب وإضعافها وإبعادها عن المعترك الاجتماعي لتلعب الدولة دور الوسيط والحكم والحكيم ايضا في العلاقة بين الاحزاب والمجتمع.
فالدولة-الحزب من خلال هذا الطرح تسعى الى اطفاء الشرعية على سياساتها التي هي في الاساس تهدف الى اضعاف الدولة – المجتمع كثنائية وتسعى الى تقوية الدولة-الحزب على مصالح الشعب وبدلك فهي لا تعمل على تحقيق التوافق بين الاعلى والأسفل وتقوية الاحزاب والعملية السياسية برمتها, من اجل المصلحة العامة. هته الاخيرة هي الضامن الوحيد لاستمرار الدولة وإلا تكون الدولة في عملية لتحطيم الذات.
عبدالله العبادي



#عبدالله_العبادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد الأزمة
- طفولة مهمشة أم مجتمعات قاصرة؟ وجهة نظر سوسيولوجية
- أزمة مهمشين أم أزمة نخب عربية ؟
- أسئلة سوسيولوجية في فكر الإقصاء التعليمي
- وظيفة المدرسة والرأسمال الثقافي للطفل - الجزء الثاني
- وظيفة المدرسة والرأسمال الثقافي للطفل - الجزء الأول
- مدرسة إعادة إنتاج الطبقات - الجزء الثاني
- مدرسة إعادة إنتاج الطبقات - الجزء الاول
- نحو اعادة التفكير في مفهوم الاسرة والتربية
- مثقفوا الزمن الرديء
- مسالة المدرسة: الوصل والفصل بين التربية والتنمية
- التربية رأس مال مصير الانسانية


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله العبادي - صناعة السلطة في الوطن العربي