فؤاده العراقيه
الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 16:29
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ألتفتت وراءها لتتأمل سنين عمرها التي ضاعت سدى ما بين المطبخ والاطفال فلم يبقى لها شيء من حسها ومن فكرها لتحتمي بهما , حيث رأت سنينها بلا ملامح أنقضت بسرعه دون أن تشعر بها , رأتها كصف طويل من الشموع المنطفأه يتخللها ضباب كثيف وكلما ابتعدت بنظرها تصغر تلك الشموع البعيده وكل شمعه لها فيها ذكرى مؤلمه , نظرت الى تلك الشموع البعيده لترى صورتها وهي طفله تنضح حيويه وجمال ممتلئه رغبه بالحياة حيث كانت تشع ذكاءاً وأملاً بأنها ستكون ذات شأن يوماً ما , لتشعر بوجودها من خلال مساهماتها برفعة هذا المجتمع المتعفن من الداخل , لكنهم قتلوا وجودها وأخضعوها لارادتهم فكانت تشعر بكيانها المعدوم فيه برغبة ذلك الاب لرجل يستر عليها ليسلمها اليه ويحمي شرفه , فيتخلص بذلك من حملها الثقيل وكأنها عار عليه التخلص منه بأي شكل متأثراً بمفهوم انها ناقصه وضعيفه ولا نفع منها ولا مستقبل سوى أن يزوجها , هكذا عاشت منذ يوم ولادتها فتأملت بعدها بهذا الزوج فربما ستجد ضالتها به ويحتويها ليخلصها من ذلك ألاب .
لكنها شعرتْ بمحاولاته لقتلها حين قتل أرادتها وقتل شعورها كونها انسان كامل يمتلك الحريه والاراده بالتصرف بنفسه وعقله , حولها الى شبح تتحرك من وراء كفنها حيث انعدمت ملامح الحياة فيه , فهي شرفهُ الذي استطاع ان يحفظه بكل ما اوتي من قوه بعد أن كفنها بذلك الكفن الاسود ليحجب جسدها وعقلها عن النور فبنظره هي لا تصلح الا للبقاء بين اربع جدران خوفا من شرورها ومن غوايتها .
شرفه الكامن بجسدها وخصوصا الجزء الصغير المتمثل فيما بين فخذيها حيث الحياة بعظمتها ووسعها تكمن بالنسبةِ له بهذا الجزء الصغير الذي يصبو اليه كل رجل شرقي فهو مصدر لذته ألمقدسه حيث كانت هذه اللذه هدفه الوحيد الذي طالما بحث عنها لحد الهوس وعليه الحفاظ على هذا الجزء له فقط حتى لو كلفه قتل صاحبته ليس حبا بل غرورا وأنانيه , فهو قوام عليها وعلى عقلها خصوصا بعد أن امتلكها بورقة الزواج فصار قوام على جسدها أيضاً فلا غرابه من تصرفاته معها بعد أن نما عقله بحدود قالب وضعه له مجتمع بعقائ ساكنه لا تتغير بموجب تغيير متطلبات الحياة قالب يبيح له الحق اغلب الاوقات , حيث أهتم الاسلام بوجوب أن ترضخ الزوجه لزوجها مثلها مثل أي حيوان وعليها اشباعه جنسيا لاجل ان تبعده من ان يقترف ألاثم بالزنا وكأنه حيوان مسلوب الأراده مشبع بأفكار تناولت فرج المرأه فقط في آيات وأحاديث لم تذكر بها عقلها , فأين ألحب من كل هذا وكيف لها ان تشعر به ؟ وكيف لها ان تشعر باللذه التي تغاضى عنها هو بعد أن تغاضى عنها المجتمع والقانون فهي ليست بذات أهميه قياسا به وأمام رغباته .
بالرغم ان الشرع حلل له اربع زيجات حيث ركز اسلامنا على النكاح للرجل فقط وبما طاب له معتبراَ المرأه كشيء لا علاقه له بالأنسان بقوله وأنكحوا ما طاب لكم !! ولم يقل واختاروا او تزوجوا بمن طابت لكم ,, والما تطلق على الشيء فكأن بهذه الجمله كأنه يتحدث عن بقره لا رأي لها بل رأيه هو فقط , وكلمة النكاح تطلق أيضاًعلى الحيوان .
لكن الرجل بالرغم من هذه الحقوق لن يكتفي بها بل يذهب احيانا لعلاقات خارجه عن أطار الزوجيه بعلم زوجته او من دونه , حيث اصبح اليوم يكثر من خياناته وبدأ ينتهك حقوق زوجته تدريجيا وعليها ايضا ان تتستر على خيانته لها خوفا من كلام الناس وكأنها هي التي تخونه .
سألتْ نفسها عن السبب في ان يفقد رحمته اتجاهها حين رأته عديم الرحمه أمام طاعتها له وعديم الحب أمام رغبتها وعبوديتها له , عديم الرحمه أمام طاعتها له حين يدعوها في أي وقت لفراشه فعليها ان ترضخ لرغباته وتتهيأ له في اي وقت يشاء , وبعكسه ستكون ملعونه من الملائكه دنيا وآخره وما عليها سوى ان تطيع زوجها لو رغب حتى في أغتصابها , فأكبر جريمه تفعلها الزوجه من وجهة نظرمجتمعها هي عدم طاعة زوجها وخصوصا بهذا الامر المقدس لهم لحد الهوس به , ألطاعه والعبوديه , هكذا غصبت على افكار توارثتها ممن سبقوها فلا تعرف سواهما حيث تعلمت بأن الرجل يمتلك الحق والقانون والشرف ولا يعيبه شيء .
يشعر ألرجل بلذته هو فقط عندما يقودها للفراش كأي دابه بأوقات رغبته في ممارسة حق من حقوقه الزوجيه ألتي لا تعد ولا تحصى والمفروض انها متبادله بينهم , فهذه الغريزه التي وهبها الله لها قد سرقها منها كما سرقوا الكثير من حقوقها بل وأغلب سنينها .
كان احيانا يستخدم قوته الجسديه بضربها وأهانتها ليعزلها خلف تلك الجدران لو حاولت أنتشال نفسها أو تلملم شتاتها المبعثره بمحاوله منها لتتطلع للعالم دون أن تتطلع لواجبها الذي كان يشعرها دوما بأنها غير موجوده , فعندما كانت تحاول ذلك لأجل ان تطور نفسها كان يستعين بعقائد وشرائع الغاب ما قبل قرون ويستند على قانون فاسد أعطاه الحق بضربها بل وحتى قتلها لو أقتضى الامر لذلك , فكانت هي من تدفع ثمن هذه الافكار التي كلفتها حياتها بعد أن وعت متأخره لوجودها , فكانت محاولاتها لأنتشال نفسها ولملمت شتاتها المبعثره تبوء بالفشل دوما , فاستطاع هذا الزوج ان يهيمن على جسدها ويشل تفكيرها ويذل كرامتها لتكون له بهذا الكيان الممسوخ فلا تستطيع ان تفلت من هذه القبضه لو أرادت ان تستخدم ما تبقى لها من ادراك فلم تجد غير الاستسلام له لتشعره برجولته المزيفه .
تحولت الى شبح فارغ من أي معلومه سوى من ماضيها الذي كان يدعوها دوما للنجاح والعمل , وفي داخلها ندم على ما فاتها ولعنه عليه وعلى مجتمع جعلها عاجزه عقليا فلا تستطيع من خلاله ان تعي اشياء كثيره لكنها تشعر بها وبلا وعيها كونها مخدره ومسلوبة الوعي والاراده , فشعرت بأن أكرام النساء الذي ذكر باسلامنا لا وجود له , لكنها لا تريد ان تصدق كذبتها التي تعودت عليها , تناقض بين ما تعلمته منذ الطفوله وبين ما لمسته بحياتها , تعلمت بأن دينها يكرم المرأه ويساويها بالرجل , لكن ما لمسته هي مخلوقه من ضلع اعوج فهي مصدر الغوايه والشيطان الذي ارتبط بها فكيف ساواها ألاسلام وهي نصف أنسان بشهادتها ويحق لزوجها ان يجعلها ربعه ايضاَ .
لا تزال لا تجرأ على الفكر ولا تجرأ على قناعاتها ألجديده عليها وأفكارها الملموسه هذه فكان صراع بين قناعتها وبين خوفها ألذي تعودته فشلً حركتها .
لكنها بالنهايه قررت أن لا تترك لليأس طريقا ليستولي عليها , وستعيد تشكيل ذاتها وأسترجاع ما فاتها , وقررت أن تبحث عن أسباب ما آلت اليه امورها وأن لا تستسلم لمجتمع تسوده هذه الأفكار الغبيه التي سلبتها كرامتها وحياتها بعد أن شعرت بحدسها بأن زوجها لم يستطع ان يراها الا كما ترى هي نفسها , فلو كانت على قدر من الفكر لما تجرأ عليها .
...لتبدأ حياتها فلن تخسر شيء أكثر من ما خسرته , بعد أن سرق مجتمعها منها أعز ما تملك وهو عقلها .
أبداعنا بوعينا وقوتنا بأملنا بهم نهزم التخلف وننصر الانسانيه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟