أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - الحرب الباردة العربية الجديدة














المزيد.....

الحرب الباردة العربية الجديدة


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنتهيت مؤخرا من ورقة بحثية لمجلة سياسية أمريكية عن الحرب الباردة العربية الجديدة وأبعادها والنتائج المتوقعة منها، وطبعا لا يمكن أستعراض كل ما جاء فيها فى مقال قصير ولكن يمكن التنويه عن أهم خطوطها الرئيسية والنتائج المتوقعة بشكل مختصر.
من المعروف أن هناك حربا عربية باردة كانت فى خمسينات وستينات القرن الماضى تزامنت، وربما كانت جزء من، الحرب الباردة بين المعسكرين الغربى والشرقى، وقد صدرت العديد من الدراسات حول هذه الحرب العربية الباردة منها كتاب " مالكولم كير" الصادر عام 1965 بعنوان " الحرب الباردة العربية"، ولكن الحرب الباردة الجديدة اختلفت جذريا عن الحرب العربية الباردة القديمة فى عدد من الأبعاد.
اولا: الحرب العربية الباردة القديمة كانت صراعا بين النظم الثورية التقدمية بقيادة عبد الناصر والنظم المحافظة بقيادة الملك فيصل فى السعودية.، وكان الغرض طبعا هو تثوير المنطقة على غرار النموذج الناصرى، وكانت هناك نقاط تصادم وملاعب لهذه الحرب ربما ابرزها فى اليمن ولبنان والأردن. أما الحرب العربية الباردة الجديدة فهى بقيادة النظم المحافظة التى تريد أن تثأر من النظم الثورية القديمة وتحويلها إلى النموذج الإسلامى الأصولى المحافظ،وتقود الحرب الباردة الجديدة السعودية وقطر، حيث تتبنى السعودية النموذج الوهابى السلفى وتتبنى قطر النموذج الأخوانى، ولعل أبرز الملاعب لهذه الحرب هى مصر وسوريا وليبيا وبدرجة أقل تونس.
ثانيا: فى الحرب الباردة العربية القديمة كانت هناك مقاومة شرسة من جانب الطرف المحافظ المستهدف،أما فى الحرب الجديدة فأن الاطراف المستهدفة مستسلمة لقدرها بأستثناء سوريا التى تقاوم بشراسة.
ثالثا: فى الحرب الباردة العربية القديمة لم يكن الصراع المذهبى جزءا منها، ولكن الحرب الباردة العربية الجديدة يشكل الصراع السنى الشيعى جزءا رئيسيا منها، وهذا يظهر بوضوح فى المسألة السورية والعراقية والبحرينية.
رابعا:فى الحرب العربية الباردة القديمة كانت إسرائيل جزء رئيسى فى المشهد، والمزايدات بالحرب معها ومحوها من على الخريطة جزء من شعارات الأنظمة الثورية فى مواجهة المحافظين، فى الحرب الجديدة توارت إسرائيل تماما من المشهد وخلت المواجهات من الشعارات ضدها.
خامسا:فى الحرب العربية الباردة القديمة كانت دول فى مواجهة دول، ولكن الآن نحن أمام جماعات تحاول السيطرة على الدول، وهذه المسألة بدأت بتنظيم حزب الله ولكن الأمر تطور بسيطرة حماس على غزة ومحاولة تنظيم الاخوان السيطرة على العديد من الدول.
سادسا: فى الحرب الباردة العربية القديمة كانت مواجهات بين دولا عربية ببعد دولى، ولكن فى الحرب الجديدة برز بعد أقليمى بإنخراط كل من إيران وتركيا فى الصراع ومحاولة كل منهما توظيف دورها من آجل الهيمنة على المنطقة من ناحية والأصطفاف السنى الشيعى من ناحية أخرى.
سابعا:فى الحرب العربية الباردة القديمة كانت الهوية العربية ومحاولة إبرازها وفرضها وتلميعها والإعتزاز بها مسألة أساسية لدى الثوريين القدامى،أما الحرب الجديدة فهى تسعى لإحلال الهوية الإسلامية الأممية محل الهوية العربية وما يترتب على ذلك من إضعاف وتشرذم الجماعة العربية.
ثامنا: فى الحرب الباردة العربية القديمة كان التحديث مع الإحتفاظ بالهوية العربية والذات العربية جزء هاما من مكونات مشروع القومية العربية، فى الحرب الباردة الجديدة تطغى مسألة أسلمة الحداثة على أجندة الثوريين الإسلاميين الجدد وما يترتب على ذلك من سحب هذه المجتمعات إلى الخلف الف وأربعمائة عاما.
تاسعا: فى الحرب الباردة العربية القديمة كان للأقليات الدينية دورا بارزا فى صياغة فلسفتها وخاصة فى الشام،أما فى الحرب الباردة الجديدة فأن الأقليات غير الإسلامية تمر بمحنة حقيقة من جراء طغيان الأسلمة على المواطنة والحقوق والحريات.
عاشرا: فى الحرب العربية الباردة القديمة كانت المراكز الثقافية فى القاهرة وبغداد ودمشق هى مصدر الإشعاع الثورى بما تزخر بها من طبقة الأنتلجنسيا والتاريخ وتراث الحضارات القديمة،أما فى الحرب الباردة العربية الجديدة فأن البترودولار هو الذى يحرك مراكزها فى الرياض والدوحة ولهذا تحمل الفساد والإفساد مع رياح صحراوية تهدد بتصحير المراكز الحضارية الزراعية القديمة.
وأخيرا:وأخيرا فى الحرب العربية الباردة القديمة كان الأعتزاز بالإستقلال الوطنى مسألة هامة فى فكر الثوريين العرب وخاصة بعد طرد الإستعمار، فى الحرب الباردة الجديدة تراجعت فكرة الإعتزاز بالأوطان بعد أن تحولت الأنظمة الثورية إلى أنظمة مستبدة وسلطوية وفاسدة، ولهذا حل محل الإعتزاز الوطنى الإعتزاز الدينى عند الجماهير الجديدة، وبات طلب الجنة والسعى للآخرة أهم من تنمية الأوطان وتعظيم مستوى المعيشة.
هل بعد هذا عزيزى القارئ يمكن للحرب الجديدة أن تأتى بأى خير للمواطن العربى؟.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوان: من الإستضعاف إلى المغالبة
- البابا شنودة معلم الشعب
- شرعية الأنتخابات بعد الثورة
- مطلوب رئيس لمصر
- التمرد على السلطة
- الفاشية الدينية تصادر حق النقد
- فك الألتباس حول مفهوم العلمانية
- المرأة والثورات العربية
- بيان إلى الشعب المصرى العظيم
- جلسات العار
- عشرة أسباب وراء هجوم العسكر على المجتمع المدنى
- الأزهر ووثائقه بعد ثورة 25 يناير
- لا أمام سوى العقل
- حكم خطير وهام للمحكمة الدستورية العليا
- تحية للبرادعى
- هجرة الأقباط بعد ثورة 25 يناير
- عام الغضب الشعبي
- شخصيات الثورة المصرية لعام 2011: رؤية شخصية
- ماذا يعنى سقوط الدولة؟
- كيف اختطف الإسلاميون الثورات العربية - كتاب جديد لجون برادلى ...


المزيد.....




- محمد رمضان يؤدي في -كوتشيلا- ويثير الجدل مجددا بإطلالته
- رئيس وزراء لبنان في أول زيارة رسمية إلى سوريا من أجل -تصحيح ...
- محادثات القاهرة -لم تحرز تقدما- وحماس تبدي استعدادها لإطلاق ...
- رغم مساعي التهدئة مع ترامب..ميتا أمام القضاء بسبب إنستغرام و ...
- شاب كيني متهور يخاطر بحياته ويتعلق بمروحية أثناء حفل زفاف! ( ...
- البوندستاغ يحدد الـ6 من مايو موعدا لانتخاب فريدريش ميرتس مست ...
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلن عن زيارة قريبة له إل ...
- عشرات القتلى في ضربة روسية وسط سومي الأوكرانية وموسكو تؤكد ا ...
- الصناعات التقليدية..تراث يناضل من أجل البقاء
- شي جينبينغ يندد بحمائية -لا تفضي إلى أي مكان- خلال جولة في ج ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - الحرب الباردة العربية الجديدة