أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - المفارقة الغريبة














المزيد.....

المفارقة الغريبة


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبتُ، كما كتب الكثيرون،عن الديمقراطيّة الإسرائيليّة المشوّهة. استخلصتُ، كما استخلص الكثيرون، بأنّ الدولة الديمقراطيّة الحَقَّة قادرة على صدّ التشويهات المحدقة بها، وعلى ردّ كلّ عدوان عليها، هي قادرة حتى على نفض الغبار عنها، وعلى توسيع على هامش الحريّة والحفاظ عليه، وعلى المسافة الفاصلة بين سلطاتها... آمنتُ، كما آمن الكثيرون، بأنّ ما بُني على باطل فهو باطل، وبأنّ "عيشة الدسّ آخرتها على فصّ".
أعتقد اليوم، بأنّه بات من المستحيل أن يخترق الشكلُ شبه الديمقراطيّ لإسرائيل الحواجزَ التي تعترض طريقه نحو الجوهر التربويّ والعمق الثقافيّ لمواطنيها، أو أن يلتف العراقيل والأباطيل ويتجاوزها و...المولودة حراما، من زواج غير شرعيّ لسلطات، ومؤسّسات، ونقابات، وقيادات، وفلاسفة، وعلماء، ومفكّرين، وأدباء ورأسمال....دولة إسرائيل؛ في البداية، قضى هذا التزاوج ورنين الذهب على ضمير السلطتَين: التشريعيّة والتنفيذيّة وحوّلهما إلى منصّة انطلاق للأفكار والسياسة الفاشيّة؛ لتنقضّ على السلطة القضائيّة وتقضم بهامشها الديمقراطيّ، ولتغرقها في وحل الاحتلال والمستوطنات، ولتجهز على السلطة الرابعة (وسائل الإعلام)، لتفقّس فراخا تقرقر وتشقشق أمام عدسات التصوير، ومعمعيّين يفكّرون بما يتّسق مع رأي حكومة بنيامين نتنياهو اليمينيّة.
ما الذي يشغل بال حكومة إسرائيل وإعلاميّيها في هذه الأيام؟
إنّها تتعامل مع أبسط القضايا وكأنّها قضيّة مصيريّة؛ فقصيدة جنتر جراس، عميد الأدب الألمانيّ، الحائز على جائزة نوبل للأدب سنة 1999، تهدّد أمن إسرائيل كما فزّاعة بيبي نتنياهو- النوويّ الإيرانيّ! لذلك على الكتّاب...والمؤسّسات الصهيونيّة وجميع أذرعها العالميّة أن تردّ وتشنّ هجوما معاكسا كاسحا ماحقا على الشاعر والقصيدة التي "اتّهمت" إسرائيل بأنّها تهدّد السلام العالميّ بترسانتها النوويّة!
لا تتحمّل حكومة إسرائيل ولا تريد لمثل هذه القامات الفكريّة والأدبيّة أن تكسر قيودها وتخترق حواجز خوفها من الإعلام والدعاية والرأسمال الصهيونيّ وتقوم بفضح الرواية والسياسة الإسرائيليّة؛ من احتلال واستيطان واستيلاء بالقوّة وتسلّح وبطش و... وبتحديد الخطر الحقيقيّ على السلام والأمن العالميّين.
فمَن أنت يا جنتر جراس لتعارض أن تقدّم بلادك- ألمانيا غواصّة قادرة على حمل الرؤوس النوويّة لإسرائيل؟!
مَن أنت لتحذّر بقصيدة من ضربة نوويّة إسرائيليّة إستباقيّة لإيران؛ لتفني الشعب الإيرانيّ لمجرد الشكّ فيه بأنّه يصنع قنبلة ذريّة فوق أراضيه؟!
كيف تجرّأتَ يا جنتر جراس أن تقول كفى لإسرائيل، وتتهمها بأنّها تمتلك ترسانة نوويّة متعاظمة لا تخضع لأيّ رقابة دوليّة؟!
لماذا يا جنتر جراس صمتّ دهرا وأيقظت ضميرك بعد 85 سنة؛ لتطالب الغرب بالكفّ عن الرياء، وبتحمّل مسؤوليّة تصدير الجريمة المتوقعّة وتشجيعها، وبخروج الأدباء عن صمتهم؟!
كيف لك يا غنتر جراس أن تبوح بما تؤمن به، وتقول حقيقتك بقصيدة تتعارض مع سياسة بلادك، وتطالب برقابة دوليّة للمنشآت النوويّة الإيرانيّة وللترسانة النوويّة الإسرائيليّة؟!
أنا العربيّ الفلسطينيّ الإسرائيليّ أستغرب كيف صمت معظم مفكّري وأدباء و...الغرب عن " ما يجب أن يقال"
( قصيدة جراس) وهم أدرى ويعرفون حقيقة الاحتلال الإسرائيليّ وتداعياته وجرائمه، وعن تحوّل إسرائيل إلى دولة لا ساميّة وعنصريّة- أبرتها يد، وأستغرب أكثر ممارسة غالبيّة مفكّري الشعب اليهوديّ سياسة قلب الحقائق، وفي أحسن الأحوال طمسها!
كما أستنكر صمت المفكّرين العرب بشكل عامّ، والفلسطينيّين منهم بشكل خاصّ، كيف لهم أن يصمتوا وأن يملأوا أفواههم بالضفادع أمام هجوم الأبواق الصهيونيّة على مَن يُسهم في إيقاظ ضمير الغرب، من أمثال الشاعر جراس، وعلى تفاعلات قصيدته ونداءاته؛ بأن تكفّ إسرائيل عن عرقلة جهود السلام، وأن تخلي المستوطنات غير الشرعيّة بالكامل. أليست هذه مفارقة غريبة؟!
يحضرني بيت شعر "أبو الأسود الدُّؤُلي"
تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتّقي صولة المستأسد الحامي



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد اجتماع الهالك والمالك وقبّاض الأرواح في اسطنبول؟!
- -خكومة- تكنوقراطيّة!
- صدأ العقل واضطراب الشخصيّة
- صناعة الخوف
- ما فاتنا شيء
- هل هي مغامرة أم مقامرة؟
- نريد الثَّقافة، لا الثِّقافة
- هم يؤمنون، ونحن نعرف
- -صاركراكوزي-
- يا سوريا: -ما لك علينا لوم-
- -إمسكوني-
- رسالة من الجنرال غورو إلى السفير شبيرو
- الغضب اللا مبرّر
- الحريّة قيمة أساسيّة للديمقراطيّة
- الربيع الخريفيّ
- المرابون العرب
- -الرجّال- لا يغيّر كلامه!
- حَبَل أو نَبَل
- دوّامة الفقر والمرض
- بمناسبة عيد ميلادك السبعين


المزيد.....




- قتلت وجرحت العديد منهم.. شاحنة صغيرة تصطدم بعربة خيول على مت ...
- فرنسا: ماكرون يقبل استقالة رئيس الوزراء غابرييل أتال ويكلفه ...
- انفجار ضخم.. الحوثيون يعرضون مشاهد استهداف سفينة نفطية بزورق ...
- قتلى وجرحى في هجوم على مسجد للشيعة في عمان
- محاولة اغتيال ترامب تكسبه ترشيح الجمهوريين بلا منازع
- شارع فيصل.. عرض صور منتقدة للرئيس السيسي على لوحة إعلانات با ...
- المغرب والجزائر.. ما حقيقة بناء سياج جديد بالقرب من منطقة - ...
- ما أسباب الانهيارات الأرضية وكيف يمكن الحماية منها؟
- انتشار القمل.. أسبابه وكيفية التخلص منه
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الظروف نضجت لاتمام صفقة تبادل الرهائ ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - المفارقة الغريبة