أحمد عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 13:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عندما تدق ساعات الحقيقة وتنكشف الوجوه، وتسقط جميع الأقنعة، فلا خداع اليوم ولا كذب، تبدو الحقيقة ساطعة، لم يكن الغدر ليقوى على الاستمرار لفترة أطول من تلك التي قضاها منبسطاً على مضجع حسن النوايا.
موقف مؤلم لا راد له، لكنه حقيقة لا مراء فيها؛ عندما تذهب البراءة المصطنعة لتبدو شيطاناً مريدا، لا عمل له سوى العربدة وأخذ الإتاوات، فيمر بهذا وذاك ليسرق منهم أجمل اللحظات، ثم يتركهم في أوج تلك اللحظات، ويذهب ويكأنه محق، سيجد الكثير من المبررات التي تريح ضميره، لكنها في الواقع ليست مبررات، ليست سوى خداعاً للنفس.
لطالما ارتبط الغدر بالخداع، أما الكذب فهو الضلع الثالث لهذا المثلث اللعين، ولقد شرب كثير من تلك الكأس، لكنها كأس لا تسكر، قد تذهب العقل في بدايتها، لكنها في آخرها تفيق شاربها، تريه ما لم يكن ليراه من ذي قبل.
هناك العديد ممن يمارسون طقوس الغدر والخداع والكذب، هم قد خلقوا لذلك، فدورهم هو ابتلاء البرية، فينتقلون من إنسان لآخر ليمارسوا الدور نفسه، لا يملون ولا يضجرون، فقط يفرحون بآلام الآخرين، ويسعدون بنجاح الخطة، يلعبون أسوأ الأدوار ببراعة يحدسون عليها، لكنهم ميسرون لما خلقوا له، لن يعطوا أكثر من هذا، كما أنهم لن يقصِّروا في أداء واجبهم نحو مزيد من نشر الخداع.
مجموعة من الأشواك يمكن تلافيها للاستمتاع بدورة الحياة التي لا مراء بأنهم جزء من تكوينها –كمصاعب- علينا مواجهتها وتجنبها إن شئنا.
#أحمد_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟