نيرفانا الحرب والموت

ساره عبدالرب

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 09:14
المحور: الادب والفن
    

(الجندي العائد من حربه بأسماء عديدة للموت، يسأل اخيليوس:

مثلي.. مؤرّق ٌ بضحاياك ؟
.
.


اليمن بلد قاسي ، يمضغ جنوده كورق القات ، ينتشي أن لاشئ سيحمي كيانه مثل جيش قويّ .

كان علينا اختراع أعداء بعدد قنابلنا الكثيرة .. فنحن مسلحون ومقاتلون في بلد بلا تهديد حقيقي .
الجندي اليمني زوبعة من شفقة .
جيّد أن تنصف احصائية ٌبريطانية عسكرية الجيشَ اليمني ، لقد وضعته في مصاف جيوش المنطقة العالية الكفاءة
المصرية والسورية ..
والأعظم شهادة الجنرال ورئيس تركيا الأسبق عصمت اينونو أنه حارب جيوش من اثنيات مختلفة،قامات طويلة ،
أجساد قوية ، يونان انجليز صرب روس ، ولم يجد مقاتلين أشداء مثل الجنود اليمنيين .إنها مازوخية وطن
يقذفك في أتون الحرب والفقر ، فتخرج زحفا ً ، والأهم حياً .

اليمن مطبعة تصدر نسخاً من الجندي أحمد سبع الليل ، أحمد زكي في فيلم البرئ ، وتوزعها في المناطق النائية
الملتهبة ،الجندي اليمني أحمد سبع الليل يموت في خبر ، بيضة وكسرت ، لا أحد سيتذكر أن فقراً وانعداماً
لفرصة حياة ملائمةجعلت خبر قتله يسلق ، فالصيصان ستتكاثر بلا شكّ من غير أمل مستقبلي أن تتطور
الى ديوك .

أقطف من رواية الكراديب ( السجون ) لتركي الحمد المقطع :
سأل أحدهم آخر : لم لا تتطوع في الجيش ؟ فقال الآخر: لمَ أتطوع !...ألكي أموت؟
قال الأول: لا ولكن للوصول الى فضائل الجندية .. نيرفانا الموت والحروب ؟
قال الأول:وماهي فضائل الجندية هذه ؟؟ .قال الأول:عندما تتطوع في الجيش فإما أن تترقى وإما أن تموت . فإذا ترقيت
لامشكلة في ذلك .وإذا مت فإما أن تحرق أو تدفن . فإذا حرقت لا مشكلة . وإذا دفنت فإما أن تذهب إلى الجنة أو النار
وإما أن يتفتت جسدك .
فإذا ذهبت إلى الجنة أو النار لا مشكلة .وإذا تفتت فإما أن يجرفك النهر وإما أن تمتصك شجرة .
فاذا جرفك النهر التيار لا مشكلة . وإذا امتصتك شجرة فواحد من اثنين إما أن تقطع الشجرة وإما أن تبقى كما هي.
فإن بقيت كما هي لا مشكلة .
وإن قطعت فواحد من اثنين : إما أن يصنع منها أثاث . وإما أن تذهب إلى مصانع الورق ،فإذا صنع منها أثاث لا مشكلة ،
وإن ذهبت إلى مصانع الورق فواحد من اثنين : إما أن تتحول إلى دفاتر وكتب وإما أن تتحول إلى ورق تواليت. فواحد من
اثنين إما أن يمسح بها مؤخرة رجل أو امرأة . فاذا مسح بها رجل لا مشكلة ،واذا مسحت بها امرأة فتلك هي فضيلة الجندية .


الجندي الوجبة اليومية للموت ....

اعتذر يالزبيري . العسكري أثمن و أكثر : من بليد للأذى فطن ..

#ساره_عبدالرب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات