محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 05:03
المحور:
الادب والفن
قلب مثخن بالجراح !
يؤلمني أن تسأل عن تاريخ الجرح ولا تسأل عن الجرح
للألم ايقاعه, كما الرقص والغناء ، وهو لصيق بنا ، وصديق حميم لا يفارقنا ، تعوْدنا رفقته ، وأستئنسنا بعشرته فليس في الامر غرابة وليس ما يدعو الى التساؤل ، فنحن مولودون في بيئة حبلى بوجع مستمر ، واوجاع تتناسل كالبكتريا ،شاء لها القدر المسحور أن تولد في وسط حزين متناغم من وجع متواصل . تلك ايقونة البقاء وسط هذا الركام والقدرة على الصبر والتحمّل والتخزين لدى هذا الكائن الذي هو الانسان .
الوجع ، والجرح الغائر فينا انما هو جسر العبور ودرب تفضي الى الوطن الذي يتراءى كنجمة الصبح .ان الجرح ، عمقه وتاريخه لا يدفع التهمة عمن شاركوا في صناعته انما السؤال الذي لا نملك الشجاعة بعد، لنسأله; لماذا الجرح ؟ ومن يقف وراءه ؟ لا اريد لجروحي أن تندمل يوما وأن تشفى .
اريد لها أن تتقيحّ ويُقمر القيح فيها ، فالصديد الذي تختزنه انما هو غذاء لروحي التي تعبت وهي تسعى وراء عشق نغل .
روحي اسيرة عشق هذا الوجع ، ومعه تآلفت ، ووطنت بقاءها ضمن دائرته.
لا تشكُ من جرحٍ أنت صاحبُهٌ ...
لا يوجِعُ الجُرحٌ الا من به الالمُ
قال المتنبي في قديم الزمان ;
جراحاتُ السنانِ لها التئامُ....
ولا يلتامُ ما جرح اللسانُ
وقال ايضا :
لا تحسبوا رقص بينكم طربا .... فالطير يرقص مذبوحا من الالم
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟