أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف السعدي - هيجل و كانط














المزيد.....

هيجل و كانط


يوسف السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 20:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان هيجل واحدا من الفلاسفة الما بعد كانطيين مثله مثل شلينغ وفيخته وهذا يعني ان فلسفتهم قد انطلقت من تعاليم كانط ولكن في الواقع نجد تناقضا في تقارب فلسفة هيجل وكانط , ان فلسفة كانط النقدية تحل مشكلة المعرفة حلا نسبيا ولكن فلسفة هيجل او فلاسفة ما بعد كانط طوروا فلسفتهم في طور ميتافيزيقي من اجرا ما ظهرت في تاريخ الفلسفة ولكنها بعيدة عن وصفها بالفلسفة الرجعية اي فلسفتهم تتجاوز كانط وتلتزم بها بنفس الوقت فمثلا كانط يميز في الوعي في ثلاث امور :

1-الحساسية التي تتلاقى عبر المكان والزمان الاحاسيس التي تحدثها فينا حقائق مستقلة عن ذهننا -الشئ في ذاته- والذ يستحيل معرفته وفق كانط

2-الفاهمة والتي تنتج من مواد الحدس الحسي عبر المقولات مثل (مقولة السبب) المرتبطة بمبدأ الفاهمة المحضة (مبدا السببية)

3-العقل وسيلة التفكير العليا التي تعتمد على على مبادئ الفاهمة وتبني افكارا ترسندالية (المتجاوزة لاطار التجربة مثل الله )

وهنا هيجل يحتفظ بهذا التمييز بين الفاهمة والعقل ولمنه بذات الوقت يعطيه معنى مختلف! لان هيجل يعتبر المعارف التي تنتج من الفاهمة هو شكل ادنى من اشكال المعرفة (على عكس كانط اليذي يعتبرها مقتصرة على علم الظواهر) , كما ان العقل وفق هيجل هو اداة المعرفة العليا (وفق كانط فان العقل يفشل عن بلوغ ذلك لانه يستخدم المقولات والمبادئ لنطاقات تخرج عن التجربة وتتوه في اخطاء منطقية) ولكن هيجل يعتمد ان سبب الاخطاء المنطقية التي بينها كانط ليست نتيجة لعجز العقل بل انها وسيلة لاثبات مغالطات الميتافيزيقيين فقط وكذلك قد استقل هيجل عن كانط في قضية المتناقضات , فالمتناقضات وفق كانط كانت توجد في المواضيع الكوسمولوجية فقط اما وفق هيجل فهي توجد في كل شئ وهو تشكل الديالكتيك في الفكر المنطقي ودمج المنطق بالانطولوجيا ولكن الفكر وفق الفاهمة يعزل الاوجه المتنازعة للاشياء اما وفق العقل فان الفكر يدرك الاشياء في شموليتها وفي اختلافها والذي تعجز عنها الفاهمة اي ان ما يفرقه الفاهمة يوحده العقل في ادراكه الذي يختلف عن ادراك الفاهمة في فصل الاختلافات والنوازع في الاشياء .

لا شك انو مضمون الدين هو مضمون الفلسفة ايضا انه الله او المطلق او الامتناهي ..ولكن هيجل عارض فلسفة ميتافيزيقياء الفاهمة (لكانط) او فلسفة العاطفة (جاكوبي مثلا) في فصل النهائي عن الامتناهي فالامتناهي هو في النهائي والعكس ايضا فالتصور العاطفي قد يحوي مضمون ذو قيمه ولكن من يثبت حقيقته فالمشاعر تصور ذاتي وليس تصور موضوعي والجتنب الديني في الجانب الموضوعي هو تصور لا يخرج عن الاطار الحسي , ان الله وفق هيجل هو حركة صوب الانهائي و الحركة التي تحمل في طياتها ابطال للنهائي ولكن النهائي هو صورة لحظية من الانهائي ايضا ومع ذلك فان هيجل ليس من اصحاب فكرة وحدة الوجود وعلى الرغم من تاثره بسبينوزا الا انه بين ان علاقة النفي عند سبينوزا اما عند هيجل فهي نفي النفي كما ان الكل في حركة وفي صيرورة واحدة , ففلسفة هيجل هي رفض لكل متعال او خارج عن اطار الكل اي ان فلسفته ترفض اله شخصي او عالم اخر اي ان فلسفته فلسفة طبيعية فوحده العالم هو الحاضر ولكنه يخضع داخليا لفكر لاواعي ولكلي محايث اي للفكرة الشاملة التي تتبدى بصورة ديالكتيكية في صيرورة الكائنات وبواسطة هذه الصيرورة .

كما ان الاخلاق وفق هيجل تعتبر استنتاج لا حكم فالاخلاق ليست بما يجب بل بما هو واقعي عن طريق فهمه ديالكتيكيا ومعرفة عقلانيتها , ان الاخلاق وفق هيجل تختلف عن الاخلاق الكانطية فالاخلاق وفق كانط هي ذاتية تخضع لمعيار صوري اي العلاقة مع مبدأ الفعل او مطابقة القانون الاخلاقي , ما وفق هيجل فان الاخلاق هي موضوعية المكتسبة من المجمتع ولكنه يلتقي مع كانط بوصول الانسان الى "الاستقلال الذاتي" فعندما يعيش هذا الانسان القانون ولا بدل تلقيه من الخارج فانه يصل الى التحرر الذاتي ويسيطر على اهوائه وبالتالي الى استقلاله الذاتي .



#يوسف_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب -تحقيقات فلسفية- (1)
- اغتصاب الديالكتيك المادي
- الرياضيات بين الطبيعة والروح والوعي معا
- الروح والرياضيات والطبيعة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف السعدي - هيجل و كانط