|
-علي الوردي- والكتاب العرب
دانا زندي
الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 17:08
المحور:
القضية الكردية
انا احد قراء المعجبين بمؤلفات وابحاث الكاتب المرحوم (دكتورعلي الوردي)، ذلك لحياديته و خصوبة معلوماته و سلاسة اسلوبه في الكتابة. لذا من خلال تصفحي في صفحات موقع (الحوار المتمدن) حين لمحت مقالا بعنوان (علي الوردي والمجتمع الكوردي) للكاتب (سهيل أحمد بهجت) جلب انتباهي كثيرا وذلك لسببين معينين لاغيرهما، اولا لان المرحوم علي الوردي، فى ابحاثه الاجتماعية والتأريخية حول المجتمع العراقى، لامن قريب ولا من بعيد، لم يتطرق الى المجتمع الكوردى الموجود ضمن دولة العراق التی رسم حدودها السياسي الاستعمار الانجليزى بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى اي في اوائل العشرينيات من القرن المنصرم، وثانيا لكوني كوردي من اقليم كوردستان التابعة للدولة العراقية الحديثة. عند انتهائي من قراءة المقال تعجبت كثيرا من فحواه، قلت في نفسي، يجوز من كثرة حماسي لأستعلام ما فى داخل المقال من معلومات جديدة قد تفيدني لزيادة معلوماتى كقارئ، قد اخطأت في فهم بعض الجمل أو العبارات من المقال، لذا عدت الكرة في قراءة المقال بأكثر تمعنا. ولكن عند انتهائي من قرأتها للمرة الثانية، اتضح لي بأني لم اخطأ في فهم اي جملة او عبارة من المقال..! ووفاء للكاتب الراحل العلامة علي الوردي، الذي من خلال كتاباته القيمة، اعطى قرائه، بسخاء منقطع النظير، الكثير من المعلومات العلمية المدعومة بدلائل وحقائق تأريخية، اود في هذا المقال المتواضع ان ابدي رأيي حول بعض توجهات كاتب المقال آنفة الذكر المستندة على توجهات علي الوردي، حسب مايدعي الكاتب. أوبمعنى آخر، ان معلومات الكاتب (سهيل احمد) حول المجتمع الكوردي شحيحة جدا، وفي محاولته لسد ذلك النقص في تحليله للمجتمع الكوردي، يأتي بتطبيق التحاليل و البحوث الأجتماعية للدكتور الوردي للمجتمع العراقي فقط (من دون الكورد)، على المجتمع الكوردي، و بذالك من دون ادنى شك يرتكب الكاتب (سهيل احمد) خطأ فادحا. وبذلك يجني الكاتب على نفسه و على الدكتور علي الوردي. من خلال المقالة هذه، وعلی ضوء تحاليل علي الوردي للفرد العراقي، تتضح لنا الازدواجية الشخصية عند الکاتب (سهيل احمد) . هذە الکتابة هي مثال واضح علی التناقضات في افكارالکاتب المترسبة في عقله الباطني، كما يشير اليه الوردي في دراساته وبحوثه. في بداية المقال يقول الكاتب ((منطقة شمال العراق أو ما يسمـــيه البعض "كردستان" ، للأسف بقيت بعيدة عن دراسة الوردي "العبقري الكبير")) اي ان استاذ علي الوردي لم يكتب شئ عن المجتمع الكوردي، وبعد هذه الملاحضة یذکرنا الكاتب ((لكن كما يقول الوردي نفسه فعلينا أن لا نحول أساسيات تحليله قوالب جاهزة لدراسة مناطق أخرى قد تتطابق أو تختلف مع تلك القوالب و بالتالي نخرج بنتائج غير واقعية أو غير مثمرة)). والسٶال هنا کیف یتجرء الکاتب (سهيل احمد) أن یحول اساسيات تحليل الوردي لقوالب جاهزة لدراسة مناطق اخرى وهي منطقة كوردستان..؟!! عذرا ياأخ سهيل، هل أن معلوماتك التأريخية والأجتماعية عن كورد و كوردستان قليلة الى هذا الحد، ام ان اطارك الفكري محدود لدرجة جعلك تقع في هذه الأغلاط التأريخية الفظيعة..؟ الكورد قومية مستقلة، لها لغتها وتراثها و ثقافتها و تأريخها و جغرافيتها الخاصة بها، بعيدة كل البعد عن الاقوام الواردة و الساکنة في المنطقة..؟ كوردستان أسم منطقة جغرافية یقطنها الكورد عبر التأريخ القديم والحديث. هل معلوماتك الجغرافية والتأريخية قليلة الى هذا الحد ان تكتب مثل هذه العبارة التي تفوح منها رائحة السذاجة ((منطقة شمال العراق أو ما يسمـــيه البعض "كردستان")). کوردستان اسم موجود في وثائق التأریخیة ومن ضمنها وثائق الدولة العثمانیة ، فلم یختلقە احد . هل من اللياقة الأدبية و الثقافية ان تعتقد أن الطبقة السياسية الكوردية الحالية تنتمي في عقلها الباطن إلى فترة "قرون الوسطى" وتنسب صفة قطاع الطرق الى السلطة الكوردية..؟!! من اين اتيت بهذه المعلومات، مستندا على اي مصادر تأريخية محايدة..؟!! فليسامحك الله، لأن ماتكتبە يدل على إنتماٶك الفكري. انصحك ان تقراء المجلدات السبع للدكتور علي الوردي التى بعنوان (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث)، بالأخص المجلدين الأخيرين، حينها يتضح لك ان القيم و المفاهيم الأجتماعية من (التعصب العشائري والقبلي، المشيخة، السطوة...الخ) التى تنسبه الى الكورد، آتية من البداوة التي كانت النظام السياسي والأقتصادي والأجتماعي السائد بين قبائل صحراء شبه جزيرة العرب، ومع غزواتهم لنشر الإسلام اتوا بە الی مناطق أخری مثل العراق. اتعجب كثير العجب، من ان الكاتب (سهيل احمد) يعير الشعب الكوردي لقيامه بالحرب الأهلية، متناسيا تأريخ الغارات والحروب الدموية التي جرت بين آل سعود واشراف مكة ، اي آل حسين لاٍقتناء السلطة في شبه الجزيرة العربية ، والحروب الأهلية الأسبانية والأمريكية و..الخ . وأعجب من كل ذالك يختتم الکاتب مقاله بهذه العبارة العجيبة الغريبة، ((الحل الوحيد لإخراج الأكراد من هذه الوضعية هو الانصهار في البوتقة "العراقية" و إلغاء "الثقافة القومية")). إن عرب العراق یقتلون بعضهم البعض باسم الطائفیة حتی هذە اللحظة ، فأیة بوتقة؟ بوتقة القتل والدمار والحروب؟ . في صدد هذه العبارة اود ان اسأل (سهيل أحمد بهجت) من اين اتيت بهذا الحق ان تصهر الكورد، بهذه الصورة الجازمة، في البوتقة العراقية و تلغي ثقافتهم القومية..؟!! لماذا لاتحل القضية الفلسطينية بنفس منطقك هذا..؟!!
#دانا_زندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|