دمعة من الوفاء في الذكرى السنوية الاولى لرحيل الصديق نديم يوسف

كاوا رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3693 - 2012 / 4 / 9 - 09:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

الزمان : صباح التاسع من ابريل ٢٠١١
المكان : هولندا
يوم ربيعي بكافة المقاييس في هولندا, غادرت المنزل للتوجه الى العاصمة الفرنسية للتحضير لاجتماع متابعة لجان التنسيق لعقد مؤتمر للمعارضة السورية ، لم يمضي دقائق على قيادتي للسيارة واذا بصوت هاتفي , صديق يخبرني بأن التلفزة الهولندية تعلن عن مقتل تسعة أشخاص في مركز للتسوق في مدينة( الفن دين راين) ومن بينهم شخص ذو اصول سورية .
لا اعرف تماماً ما حصل بعد ذلك ولكن كل ما رايت اناس قد تجمعوا حول السيارة ويحاولون فتح الباب واخراجي منه, فقت من هول صياح بعضهم واذا بمقدمة سيارتي تحت حافلة ركاب للنقل العام وحركة السير متوقفة تماماً .
لم أدرك بعد ما حصل بالضبط ولماذا أنا في ذلك الموقف الا بعد سؤال رجال الشرطة حول اذا ما كنت أتكلم بالهاتف قبل الحادث و حينها ادركت بان ثمة موضوع ما ومقتل شخص سوري في مكان ما .

نعم لم تخطا التكهنات فهناك صديق واحد اعرفه واحبه يعيش في تلك المدينة هو نديم يوسف الكاتب والسياسي الكوردي السوري كما كان يحب ان اقدمه في اتصال هاتف معه قبل مقتله بيوم واحد ضمن وفد للمعارضة السورية للقاء اللجنة الخارجية في البرلمان الاوربي في ٢٣ من ابريل في ٢٠١١.

نديم استطاع بجدارة ان يوفق بين السياسة والأدب فقد كان ذو شخصية عملية فاعلة في اي مكان وزمان وحراكه الثوري كان يمثل خوفا للنظام السوري لذا حاول النظام اغتياله فنجا بأعجوبة فائقة والتجأ الى هولندا للبحث عن الامان بعيدا عن أعين النظام السوري ولكنه لم يعرف بأنه سيقتل على يد شاب طائش .وكان متفائلا جداً بالثورة السورية ومن اوائل من قام بالدعوة للتحرك الشبابي في كلية الهندسة في جامعة حلب في ٣ ابريل من ٢٠١١ .
وكان نديم انسان مرهف حساس استطاعت شخصيته الفكرية ان يعبر عن جمال وطنه وجمال حبيبته باروع التعابير والجمل في كتابيين احداهما باللغة الكوردية والاخرى باللغة العربية ، كان شاعرا رائعا وإنسانا محبوبا احترمه عدوه قبل صديقه .
لقد راهن نديم على انتصار الثورة لانه كان يعتبرها ثورة اعادة الكرامة للسوريين لان الشعب السوري يستحق ان يعيش كريما , إلا ان الموت اختطفه منا مبكرا .
انني استذكر هذه الذكرى الأليمة بقلب ينبض بالحب والاحترام لشخص عرفته جمعتنا حب الوطن والعمل والنضال في سبيل الحرية لا املك الا كلمات العزاء لنفسي ولجميع اهل الشهيد نديم يوسف متمنيا لهم الصبر والسلوان اما أنا فلا املك الا دمعة الوفاء لنديم يوسف .

#كاوا_رشيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات