بشري العدلي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 21:45
المحور:
الادب والفن
مرثية والدي
أمام عيني.....
تتناثر أوراق الحياة
والخريف الدامي يعصف
بأيامي وأحلامي
وجبروت الموت يملأ المكان
يشق سكون الليل المخيف
يقترب رويدا ...رويدا
وجدران بيتي تتصدع
أنينا مكتوما
تتصاعد فيه الآهات الثكلى
وفي درب الحزن المطبق أسير
حزينا .....أسيرا ....غريبا
وقفت وحدي في الفجر
أتلقى قبلته في حياء
ما أقسى طلوع الفجر من غير أبي!
مات أبي فماتت الحروف والكلمات
تاهت من بين شفاه لا تلتقي
فما بال جرحي من فراق أبي
يلازمني ....يفزعني !
لو كان جرحا صغيرا لشفيته
لكنه جرح ....وجرح ....وجرح
حزني على فراقك يا أبي ممتد
امتداد طريق طويل
لا أعرف مداه
مت يا أبي ففقدت معاني الحياة
في صدري وكياني
عدت يتيما صغيرا
تكابده آلام الحياة
أخفي دموعي ومواجعي
عن كل العيون
عدت أجر حزني وكآبتي
أرقط جراحي....أضمدها
لكنني يا أبي ما زلت أسكن
في يأس جرحي الغائر
في حزني القابع في أعماقي
وعلى شفاهي تتردد الكلمات
فأنت يا أبي في أضلعي
تسكن فؤادي وجوانحي
لو أننا نموت عندما نريد أن نموت
لكنت معك في التراب
فقد اشتقت إليك أبي
شوق الجنين للحياة
شوق المشيب للشباب
رجفت في قلبي رعشة ذكراك
فانسابت الحروف والكلمات
تكتب مأساة أحزاني
فهكذا تختصر الحياة اختصارا
ويهزمنا الموت وتهتك الأستار
هزني الحنين لرؤياك متلهفا
فزرت قبرك يوما
فرأيتك بعين فؤادي قائما
تلقاني ...تخبرني ... تحدثني
وجدتك تضمني في صدرك الحنون
وتمسكني عند الرجوع بردائي
أراك يا أبي في الماء
في الزرع ...في الهواء
فما حيلتي ودموعي تفضح أسراري!
فالفراق أضرم نيران قلبي
المنكسر الحزين
لو يشرب الثرى دموعي
لأورق أشجارا وأغصانا
ثمارها .... عشق وحنين
لوعتي على فراقك يا أبي
تتبعها آهات وآهات
لكنها ....يد الموت
تلطمنا في صلف
تفزع أيامنا وليالينا
#بشري_العدلي_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟