ليث حميد كامل
الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 15:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يمر عمر الإنسان ولا يتمكن من حل لغز الحياة ولا يفهم أنها لا تمنحنا إلا إذا أعطيناها من قوتنا ووقتنا الشيء الكثير فالحياة نبتة والإنسان هو المزارع فإذا أردت أن تنجح في حياتك سواء على المستوى العاطفي أو العملي أو الاجتماعي فعليك أن تقدم الكثير كي تضمن النتائج الايجابية تخيل معي أن هناك مزارع يملك ارض ينوي استثمارها في الزراعة وأبداها اهتمامه وعنايته الشديدة ثم عمل على نثرها بالبذور التي تلائم أرضه ومناخها وظل يتابعها بعناية حتى أنبتت وهو يرعاها من نبتة ضعيفة يدفع عنها الحشائش والحشرات الضارة حتى أصبحت شجرة مثمرة يستظل بظلها ويأكل من ثمرها مقابل ذلك المزارع الذي أهمل أرضه وركن إلى أوكار الكسل معتمداً على غيره فما الذي ينتظر حصاده ،لذلك كان على الإنسان الذي يسعى إلى تحقيق السعادة في حياته عليه أن يبادر إلى تقديم العطاء والحب والإخلاص فالنجاح هو مقدار ما تقدمه من ذلك ,فلا تنتظر النتائج تقدم بالعطاء والخاتمة ستكون كما تريد ان تكون فمن يزرع عملاً يحصد مصيراً ,أحياناً يتعرض الإنسان إلى خيبة أمل ويملئه الإحساس بأنه لابد أن يتوقف عن العطاء لأنه لا يرى نتائج ايجابية لما يقدمه في حين يرى آخرون لا يقدمون شيء لكنهم يملكون أشياء أكثر من كفاءاتهم معتمدين على سيل من العلاقات الشخصية ومزايا المنسوبية والمحسوبية , ولكن هل هي هذه الحياة التي يمكن أن تشعر الإنسان بالسعادة إن لم يكن النجاح ناتج عن قناعته بأنه أهلاً لذلك وإن لم تكن المصاعب التي تواجهه خلال مسير حياته قد نحتت في داخله الإنسان المتميز فلن يشعر بلذة النجاح وسيبقى دائماً على هامش الحياة فلابد للإنسان أن يستمر مهما سارت الأمور في غير ما يتمنى ولا يفقد الأمل وعليه أن يستمر و يستمر و يستمر والنهاية سيحظى بتحقيق طموحاته وسيعانق النجاح ،وقديماً قالت العرب ( عليَّ أن أسعى وليس عليًّ إدراك النجاح ) هذه هي فلسفة النجاح ببساطة فيا ليتنا عرفناها قبل فوات الأوان .
#ليث_حميد_كامل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟